هي الجـذور
هي الجذور .. جذورنا .. جذور هذه الأمة العظيمة الموغلة في الأرض ، والضاربة في التاريخ ، والراسخة في القلب .
هي الجذور .. جذورنا .. العصية على الاقتلاع ، والعصية على الموت ، والعصية على الاندثار .
هي الجذور .. جذورنا .. التي ما لانت لغاصب ، وما استكانت لمحتل ، ولا خضعت لجبّار .. ولا ساومت على حبة تراب ، وكانت دائماً صوت الحق والخير والجمال ، صوت العدل ، صوت المحبة ، وصوت الأمة .
هي الجذور .. جذورنا .. التي حاولت يد آثمة أن تعبث ببعض حبات ترابهـا الطاهر ، فلفظتها ، ولعنتها ، وكسرت شوكتها ، وأعطتها درساً في الثبات والرسوخ ، فقد قُيِّض لتلك الجذور مؤمن بها وبأرضها وناسها وشعبها وأزهارها وأوراقها وياسمينها لأنه من نسغها الأصيل ..
هي الجذور جذورنا التي انبتت كل هذه الورود ، وأعطت كل هذا العبق وأورقت كل هذا الخير ..
هي الجذور .. جذورنا .. التي طردت كل آثم ، وحنت على كل ضيف ، وكل يد خيرة تزرع ولا تقطع .. تهب بلا حساب .. وكما قالت الشاعرة العراقية نازك الملائكة :
كلما أبصرتْ عيوني زهوراً
تذكرتُ قاطفَ الأزهارِ
هي الجذور .. جذورنا التي اختارت الحياة لأننا عشاق حياة متصلة منذ آلاف السنين ، من دمشق إلى عمان فبغداد والقدس وبيروت ، حتى الأرض التي فعلت فيها اليد السورية خيراً ونماءً في أقاصي الأرض ، فكان السوريون كما أرادهم القائد الراحل حافظ الأسد "رسل خير لوطننا وجسر صداقة بين أمتنا والشعوب التي انتموا إليها" .
هي الجذور .. جذورنا من جولاننا الحبيب إلى لوائنا السليب ، إلى جنوب الجنوب وكل شبر مغتصب من أرضنا العربية الغالية .. وبحرنا السوري .
قال جبران خليل جبران : على هذه الشواطئ السورية أتمشى أبداً .. على الرمل والزبد ، إن المد سيمحو آثار قدمي وستذهب الريح بالزبد ، أما البحر والشاطئ فيظلان إلى الأبد ..
لأن هذه الجذور .. جذورنا
الجذور
|