رئيس مجلس الشعب أمام اجتماع افتراضي طارئ للاتحاد البرلماني العربي.. سورية قدمت تضحيات كبيرة نظرا لتمسكها بالقضية الفلسطينية الأربعاء, 12 أيار, 2021 بمشاركة وفد من سورية برئاسة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب عقد الاتحاد البرلماني العربي اليوم اجتماعا افتراضيا ضمن أعمال مؤتمره الحادي والثلاثين الطارئ لبحث الاوضاع التي تمر بها القدس المحتلة ويتعرض خلالها الاشقاء الفلسطينيون لممارسات عنصرية همجية على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وفي كلمته أمام المؤتمر أكد السيد رئيس المجلس أن هذه المؤتمر يأتي في وقت تشخص فيه عقول وقلوب وعيون السوريين تجاه القدس إحدى أطهر بقاع الأرض وأكثرها رمزية وقداسة لكل الشعوب العربية مشددا على أن القدس ھي جوهرة العالم على هذه الأرض فهي تقع في قلب منطقتنا العربية وهي عنوان لتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ورمز لكبريائنا وعزتنا وكرامتنا.
وأوضح السيد رئيس المجلس أن ما يفعله أطفال وشبان ورجال فلسطين العربية اليوم من مقاومة أسطورية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي يؤكد للبشرية جمعاء أن عصر الشعوب يتصاعد باستمرار وتتعزز إرادتها المقرونة بفعلها على الأرض في مواجهة الاستعمار الجديد والكيان الصهيونية الذي يواصل ممارسة إرهاب بحق الفلسطينيين.
وقال السيد رئيس المجلس إن سورية التي أكدت على الدوام تمسكها براية فلسطين والعروبة وسمو القضية الفلسطينية إلى مرتبة القضية المركزية الأولى دفع شعبها وجيشها الثمن الفادح لهذا التمسك عبر تضحياتها وتصديها لأبشع أنواع الحروب وأكثرها وحشية على مر العصور مبينا أن الشعب السوري يشارك أشقاءه في فلسطين قناعاته ويقينه المطلق بأن ثمن المقاومة على فداحته أقل بكثير من ثمن الخضوع والاستسلام.
وبين السيد رئيس المجلس أن وقوف الشعب العربي الفلسطيني البطل في وجه واحدة من أفظع قلاع العنصرية في التاريخ يؤكد أن هذا الشعب سلك طريق المقاومة لتحقيق خياراته وحقوقه وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره.
وأوضح السيد رئيس المجلس أن مدينة القدس الشريف ليست مجرد أبنية وشوارع وتاريخ بل هي الرمز الذي يختزل القضية الفلسطينية التي تختزل بدورها مسألة تحرر الأمة العربية وانعتاق العروبة من الأغلال التي تكبلها ومن قيود الصهيونية الدموية المتوحشة والاستعمار الجديد
وتوجه السيد رئيس المجلس لأبناء شعبنا الفلسطيني الأبي في ساحات الأقصى والقدس العظيمة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة بالقول //أنتم في كفاحكم هذا وتصديكم لآلة القتل الإسرائيلية الدموية تعملون على تحرير القدس وفلسطين وتسهمون بتحرير العرب والعالم فلا تخافوا ولا تهنو ولا تحزنوا فها هي سورية شعبا وجيشا وقائدا قد صمدت في وجه الذين أرادوا لها أن تنعزل وتتخلى عن القضية الفلسطينية وقد وعدوها بالمن والسلوى إن فعلت ذلك لكنها وقفت صامدة في وجه أعدائها وأعداء فلسطين والعروبة والمقاومة مؤكدة أن الشعب هو صاحب الكلمة وذراع المقاومة وهي واثقة من النصر لأنها تعرف مكامن قوتها تماما مثلكم أنتم شباب القدس ورجال فلسطين الأشاوس حيث تعرفون مكامن قوتكم وعلى أساسها تبنون ثقتكم بالنصر//.
واختتم السيد رئيس المجلس بالتأكيد على أن مجلس الشعب في سورية يقف مع الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا وينظر بعين العزة والفخار إلى تضحياته الجليلة والنبيلة وإن الشعبين السوري والفلسطيني شعب واحد عدوه واحد ومصيره واحد ومعركته واحدة والنصر واحد بإذن الله وستبقى القدس زهرة المدائن العربية وعاصمة فلسطين الأبدية.
وضم الوفد السوري المشارك في المؤتمر الافتراضي نائب رئيس مجلس الشعب محمد أكرم العجلاني وعضو مكتب المجلس فايزة العذبة وعدد من رؤساء اللجان وأعضاء المجلس فيما شارك في المؤتمر الافتراضي الحادي والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي /16/ دولة عربية من ضمنها سورية.
بدوره أكد الاتحاد البرلماني العربي أن القضية الفلسطينية ستبقى ذات مكانة بارزة وفي صدارة القضايا المركزية العربية بوصفها جوهر الصراع العربي الاسرائيلي معربا عن تضامنه مع الاشقاء الفلسطينيين في نضالهم البطولية وهم صامدون ومرابطون على ثرى فلسطين ومشددا على ان القدس ستبقى صمام الامان للشعب الفلسطيني وبوصلة العرب والمسلمين.
وأوضح الاتحاد في بيان أصدره بختام أعمال الاجتماع الافتراضي الذي عقده اليوم ضمن مؤتمره الحادي والثلاثين الطارئ أن هذه الاجتماع يأتي عقب تصاعد وتيرة الازمة الانسانية للمقدسيين جراء ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي الهمجية وتكريسها لنظام الفصل العنصري والتطهير العرقي في القدس المحتلة محذرا الكيان الصهيوني من مغبة التلاعب بالهوية الدينية والحضارية والثقافية للقدس المحتلة لأن حصول ذلك يعني التسبب ب//زلزال كبير ستصل ارتداداته الى جميع أصقاع الارض//.
ونبه الاتحاد إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعمل جاهدة علنا على الاستفادة من الاضطرابات الإقليمية للامعان في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية التوسعية والقمعية عبر تصعيد الاعتداءات على المقدسيين بهدف نشر الرعب والذعر بين صفوفهم والاستمرار بتهجيرهم من منازلهم وأحيائهم دون وجه حق مما يقوض فرص تحقيق السلام وحل الدولتين.
وقال الاتحاد.. //انطلاقا من واجبنا كممثلين للشعوب العربية وتطلعاتها في الدفاع عن فلسطين الشقيقة وجميع مقدساتها الاسلامية والمسيحية فإن التوصل إلى حل للصراع العربي الاسرائيلي لن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة كاملة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف//.
وأعرب الاتحاد عن إدانته واستنكاره بأشد وأقسى العبارات استباحة قوات الاحتلال الاسرائيلي حرمة المسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتهجيره العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح مما أدى إلى إصابة عدد من المقدسيين من ضمنهم مصلون في شهر رمضان المبارك مؤكدا أن الصلف وعدم المبالاة التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي غير مسبوق في التاريخ الانساني ومن شأنه حتما تأجيج مشاعر المسلمين والمسيحيين في ارجاء المعمورة وتفاقم خطاب الكراهية والعنف إضافة إلى دفع الأوضاع الراهنة باتجاه مسار لا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبه وتبعاته.
وعبر الاتحاد في بيانه عن غضبه الشديد تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي مطالبا المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة ومجلس الامن والدول المحبة للسلام بالتدخل العاجل من أجل وضع حد نهائي لممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي القمعية اللاإنسانية التي تكرس الكراهية والعنصرية وتشجع على انتشار الفوضى والعنف والقتل.
وشدد الاتحاد في بيانه على ضرورة رعاية وحماية وصيانة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس للحفاظ على الحرم القدسي الشريف ضد الخروقات الاسرائيلية واحتراما للوضع التاريخي القائم والاتفاقات الموقعة بهذا الشأن .
وجدد الاتحاد التأكيد على مطالبه بالزام سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تنكر ما ابرم من اتفاقيات وتنتهك قرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال والعمل فورا على خفض التصعيد واحترام كافة الاديان والمعتقدات وحرية ممارسة الشعائر الدينية وتعزيز ثقافة الاخوة والسلام وانهاء جميع اعتداءاتها وممارساتها الوحشية التي تنذر بجر المنطقة بأكملها الى مزيد من الاحتقان وعدم الاستقرار .
وأعرب الاتحاد باسم المشاركين عن وقوفهم بكل الامكانيات الى جانب الأشقاء الفلسطينيين ودعمهم المستمر لقضية العرب المركزية والمحورية الى أن يتمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف بما يتوافق مع القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية
وعقب تلاوة البيان الختامي أوضح السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في مداخلة له أن التطهير العرقي والعنصري الصهيوني مطبق على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ضمنها القدس المحتلة وحي الشيخ جراح على وجه الخصوص ولا يقتصر هذا التطهير على القدس وحي الشيخ جراح وحدهما الأمر الذي يستوجب تعديل ما ورد بهذا الشأن في نص البيان.
ووافق المشاركون في الاجتماع على تعديل نص البيان الختامي بما يتفق مع المقترح السوري بشأن التعديل المطلوب على البيان الختامي .
|
|