مجلس الشعب يتبنى بالإجماع قراراً يدين ويقر جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية
السبت, 15 شباط, 2020
برئاسة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب عقد المجلس جلسته العاشرة للدورة العادية الثانية عشرة من الدور التشريعي الثاني والتي تبنى خلالها المجلس بالإجماع قراراً يدين ويقر جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين .
عرض السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب تقرير لجنة الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية الذي اقترحت فيه اصدار بيان بإدانة وإقرار جريمة الابادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين ، وطرح التقرير للمداولة العامة ، فطلب عدد كبير من السادة أعضاء المجلس الحديث .
وفي مستهل الجلسة قدم السيد رئيس المجلس كلمة حول الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية أشار فيها إلى هذا العدوان التركي الجديد الذي يستند إلى الفكر العثماني العنصري البغيض ، مستذكراً الألم والأسى للجريمةَ النكراء التي ارتكبها أجداد أردوغان ضد الشعب الأرمني الصديق في إطار إبادة جماعية وقتل للرجال والنساء والشيوخ والأطفال وتدمير للبيوت وحرق للزرع وقتل للضرع.
ونوه السيد حموده صباغ إلى تعرض الشعب العربي السوري لهذه الجرائم العنصرية البشعة من الإرهاب الوحشي نفسه ومن المجرم نفسه، ولفت إلى استقبال الشعب السوري للهاربين من وحشية النظام العثماني الذين وجدوا في سورية ملاذاً وأماناً ومشاركة في الحياة السورية .
وشدد السيد رئيس المجلس على أن جرائم الإبادة البشعة ضد الشعوب لا يمكن أن تموت بالتقادم ، خاصة وأن العثمانية الجديدة التي يقودها أردوغان تستخدم الأساليب الإجرامية نفسها مبيناً أن أمام البشرية واجب إنساني وأخلاقي وسياسي للإقرار بهذه الجريمة وعدم إنكارها وإدانتها بكل ما أوتيت من قوة.
ورأى السيد حموده صباغ أن إبادة أكثر من مليون ونصف المليون أرمني ليست مجرد حادث تاريخي وإنما هي علامة سوداء في تاريخ البشرية تذكرنا بجرائم الصهيونية المستمرة اليوم ، لذا فإن إدانتها على الرغم من أنها تعبير عن التعاطف مع الشعب الأرمني إلا أنها في الوقت نفسه تخليص لضمير الإنسانية من جريمة من لا يدينها يعتبر شريكاً فيها.
وأشار السيد رئيس المجلس إلى أن الإدانة والإقرار معنى آخر مهم وهو منع أي قوة غاشمة بما فيها نظام أردوغان من التجرؤ على إعادة مثل هذه الجريمة النكراء.
وختم السيد حموده صباغ بالتأكيد على أن تصدي جنودنا الأبطال وشعبنا الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد للعدوان التركي الغاشم هو عمل تاريخي ، إذ إنه يهدف إلى منع ظهور وحش عثماني جديد يستكمل الجرائم العثمانية القديمة، في الوقت الذي هو دفاع عن حاضرنا ومستقبلنا ، عن استقلالنا وحريتنا.
من جانبها أكدت عضو المجلس نورا أريسيان رئيسة جمعية الصداقة السورية الأرمنية أن إقرار جريمة إبادة الأرمن وإدانتها يسهم في منع تكرار هذه الجرائم بأشكال مختلفة كما يحصل من خلال الحرب الارهابية التي تشن على سورية ولا سيما مع بروز الوجه العدواني لتركيا.
وبينت أن هذا الإقرار من أهم المبادئ والأهداف الوطنية لتعزيز القيم والحقوق والأمن وبمثابة إعادة العدالة التاريخية للشعب الأرمني ولا سيما للسوريين الأرمن الذين أضحوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري وأثبتوا وطنيتهم طوال عقود عديدة.
ولفتت أريسيان إلى أن إقرار إبادة الأرمن من قبل مجلس الشعب سيكون له أثر وبعد كبير لجهة أن الشعب السوري هو أول من احتضن الأرمن الناجين من بطش الإبادة وهو الذي عانى أيضاً من سياسة التتريك على مدى سنوات طويلة موضحة أن السياسات التركية ما زالت تنتهج النهج ذاته بالاعتداء والقتل والإرهاب.
وعن تقرير لجنة الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية حول إدانة وإقرار جريمة الابادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين أكد غالبية السادة الأعضاء أهمية الإدانة لعمليات الإبادة الجماعية للأرمن وسواهم من مكونات الشعب السوري المرتكبة من قبل العثمانيين مشيرين إلى مدى بشاعة الجرائم والانتهاكات العثمانية ضد مكونات الشعب السوري وحقوق الانسان من عرب وأكراد وشركس واشور وسريان وغيرهم والتنكيل بهم وتعذيبهم.
وأوضح السادة الأعضاء خلال مداخلاتهم أن عمليات الإبادة الجماعية من قبل العثمانيين تتجدد اليوم في عهد نظام أردوغان وأدواته ومرتزقته بالمنطقة إلى جانب دعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية وإمعانه في تنفيذ مخططاته العدوانية التوسعية من خلال سياسة التغيير الديموغرافي والتتريك في المناطق التي يحتلها داخل الأراضي السورية وممارسته جرائم سلب الحقوق والممتلكات.
كما طالب عدد من أعضاء المجلس بالتحرك قانونياً وإنصاف الشعب الأرمني وتعويضه ماديا ومعنويا وتمكينه من الاستفادة من الأملاك التركية الموجودة على الأراضي السورية وإعادة تسمية الأسواق والشوارع والمعالم الأثرية بأسماء شهداء سورية بدلاً من الأسماء العثمانية.
وشكر السيد رئيس المجلس السادة الأعضاء على مداخلاتهم وعلى مشاعرهم الصادقة تجاه الشعب الأرمني الصديق في مواجهة جريمة العصر متمثلة بالإبادة الارمنية التي ارتكبتها العثمانية، وطرح السيد رئيس مشروع قرار بإدانة وإقرار جريمة الابادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين ، وتم تلاوة نص مشروع القرار وعرض على التصويت فوافق علي المجلس بالإجماع وأصبح قراراً .
وينص قرار مجلس الشعب حول الابادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية :
إن مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية في جلسته المنعقدة يوم الخميس المصادف 13-2-2020 ، يدين ويقر جريمة الابادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين .
كما يدين أي محاولة من أي جهة كانت لإنكار هذه الجريمة وتحريف الحقيقة التاريخية حولها ويؤكد أن هذه الجريمة هي من أقسى الجرائم ضد الانسانية وأفظعها.
والمجلس إذ عبر عن تعاطفه الكامل مع الشعب الارمني الصديق يقر أن الأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم كانوا ضحية عمليات تصفية عرقية ممنهجة ومجازر جماعية على يد العثمانيين في تلك الفترة، ويدعو برلمانات العالم والرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأسره لإقرارها وإدانتها .
وتوجهت السيدة نورا أريسيان رئيس جمعية الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية بتحية إكبار وافتخار للسيد الرئيس بشار الأسد على اهتمامه ورعايته معربة عن شكرها الجزيل للسيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب والسادة الأعضاء على موقفهم في الرافض للإبادة العثمانية الجماعية ضد الشعب الأرمني وإقرار المجلس له كما وجهت تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهداء الجيش العربي السوري .
ومن ثم انتقل المجلس إلى متابعة مناقشة مشروع القانون الجديد الخاص بتنظيم اتحاد غرف التجارة السورية وغرف التجارة والصناعة المشتركة بالمحافظات ليحل محل القانون رقم 131 لعام 1959.
حضر الجلسة السيدان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عاطف النداف ، ووزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبد الله عبد الله ، ورفع السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب الجلسة إلى الساعة 12 من يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر شباط 2020 .