كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية العاشرة
الأحد, 12 أيار, 2019
كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب
في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية العاشرة
يوم الأحد 12/5/2019
الزميلات والزملاء الأكارم...
تحية طيبة لكم جميعاً في بداية هذه الدورة التي نسعى جميعاً كي تكون خطوة أخرى واسعة على طريق تحقيق المهام التي تقع على عاتق هذا المجلس الكريم..
ولما كان للمقام مقال ومجلسنا يمثل هذا الشعب العظيم؛ فلا بد لي في البدء أن أتحدث بعجالة حول معاني المناسبات التي نعيشها لأنها مناسبات عظيمة، ولها دلالات مهمة في حياة هذا الشعب الأبي.
لقد حل بيننا شهر كريم، شهر رمضان، شهر الصيام والتمعن والعمل الصالح. وإنني إذ أهنئكم وجماهير شعبنا بحلول هذا الشهر أتمنى لنا جميعاً بأن يكون العطاء أكثر وفرا...، والعمل أكثر جدوى... لأن تحفيز العطاء والعمل هدف هذا الشهر الكريم..
ولعله رمز كبير يؤكد وحدتنا الوطنية وتكاتفنا وتضامننا أنه قبيل رمضان احتفلنا جميعاً بعيد الفصح المجيد؛ ففي الفصح ورمضان نؤكد أننا سوف نعزز باستمرار وحدتنا الوطنية الناجزة التي حمتنا وحمت وجودنا ووجود وطننا في وجه هذه الحرب الإرهابية المتوحشة.
هذه رموز ودلالات مهمة... لكن عيد الشهداء الذي مرّ بنا قبل أيام يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة، فعيدهم ليس كالأعياد بل أعلى منها مراتب ومضامين، ويومهم ليس كالأيام لأنه رمز لنساء ورجال كانوا الأكرم بين الكرماء.. والأكثر سخاءً بين الأسخياء، والأشد وفاءً بين الأوفياء، والأعمق وطنيةً بين الوطنيين وقوميةً بين القوميين، وإنسانيةً بين الإنسانيين..
تعجز الكلمات عن وصف نبلهم.. والمشاعر حيرى كيف تتحرك لتلهب في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا نيّة الاقتداء والاتّباع..
وعيد العمال أيضاً مناسبة أخرى تعزز في نفوسنا الثقة بالنصر.. جيش العمل والإنتاج هذا، الذي يتكامل مع جيشنا العربي السوري البطل في معركة الوطن ومعركة العروبة الكبرى..
عطاء يتكامل مع عطاء في الملحمة التي يخطها هذا الشعب العظيم خلف قيادة قائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد..
لأرواح الشهداء منّا أجلّ معاني الإجلال والعرفان.. ولسواعد العمال منّا أحر آيات التقدير لجهودهم في إعمار الوطن ونهضته..
المجلس الكريم:
على الرغم من أننا جميعاً لدينا من الدوافع الكثير كي نحشد إمكاناتنا كلها في عملنا التشريعي؛ إلا أن تلك الدلالات والرموز تعطينا دافعاً إضافياً لتعزيز الثقة بالنصر المؤزر القادم...
وإنني إذ أرجو أن تكونوا قد قضيتم إجازة طيبة ومفيدة بين أهليكم وناخبيكم واطلعتم على قضاياهم ومتطلباتهم، أعلمكم بأن عمل المجلس في إطار العلاقات الخارجية لم يهدأ؛ فلقد شارك المجلس بوفوده في ندوات ومؤتمرات عربية وإقليمية ودولية عديدة كان آخرها مشاركتنا في مؤتمر برلمانات الدول المجاورة للعراق في بغداد إضافة إلى مؤتمرات وندوات أخرى..
كما استقبلنا عدداً من الوفود الرسمية والنيابية والشعبية والنقابية التي زارت القطر في الفترة بين الدورتين، وشارك عدد كبير من الزملاء في ندوات وورشات عمل واجتماعات تعنى بتطوير القوانين والبحث العلمي والتنمية الإدارية والمجتمعية التي تقيمها الجهات الرسمية المختصة..
كل هذا يجري بوتيرة عالية.. لكن هذا لم يكن ممكناً لولا أولئك الأبطال في جيشنا العربي السوري الذين يصلون الليل بالنهار رابضين متحفزين في مواجهة الإرهاب وداعميه، تغمر نفوسهم العزيمة والثقة، وتعمر قلوبهم باليقين؛ فهم في سهرهم يمكنوننا من النوم وفي يقظتهم يهيؤون لنا الأمن الذي هو من أهم ظروف العمل والعطاء..
فإلى هؤلاء من هذا المجلس الكريم تحية تقدير وإكبار ونحن متأكدون أننا لن نوفيهم حقهم إلا إذا قمنا بتعزيز جهودنا خدمة لهذا الشعب العظيم..
السيدات والسادة أعضاء المجلس...
إننا جميعاً نتطلع إلى أن تكون دورتنا العاشرة هذه حافلة بالعمل والإنجاز في إطار سلطتنا التشريعية.. السلطة المتمثلة بإقرار القوانين بعد مناقشتها مناقشة علمية موضوعية؛ تجسد أننا أهل لثقة شعبنا وقائدنا بنا، وتكون مؤشراً على مدى التزامنا بأحكام الدستور والنظام الداخلي للمجلس.
وفي هذا الإطار أشدد على التعاون الكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في خدمة الوطن، فكلا السلطتين موجودتين لخدمة الشعب الواحد، والوطن الواحد، والقضية الواحدة.
وإننا نتطلع للقاء الحكومة اليوم وقد مر منذ لقائنا الأخير معها في جلسة مناقشة عامة أثناء افتتاح الدورة السابقة قرابة أربعة أشهر لتكون هذه الجلسة غنية ومفيدة تواكب متطلبات شعبنا وطموحاته في مجلسه وحكومته..
أُحييكم أفضل تحية، وأتوجه باسمنا جميعاً إلى سيادة الرئيس بشار الأسد بأسمى آيات الولاء والعرفان قائداً منتصراً يقود جيشاً منتصراً، وشعباً مؤمناً بالنصر.
والسلام عليكم...
دمشق في 12/5/2019
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ