كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب بمناسبة عيدي الأم والمعلم العربي
الأربعاء, 20 آذار, 2019
كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب
بمناسبة عيدي الأم والمعلم العربي
في جلسة يوم الأربعاء 20/3/2019
المجلس الكريم...
نحتفي هذه الفترة بيومين يحملان من الرموز الكثير... الكثير...
يوم الأم ويوم المعلم...
الرموز هنا لا تشير إلى فضائل مجردة... ولا إلى حسنات وسمات محمودة تقتصر على التخيل المثالي للأشياء وللعلاقات..
عطاء يتمخض عنه تكوين الإنسان، أفراداً ومجتمعاً..
هذا العطاء نوعي في مضامينه كلها..
وهل يمكن لأحدنا أن يتصور مدى هذا العطاء...؟؟!!
وهل نكون قد أعطينا الأم والمعلم حقهما، إذا اكتفينا بالقول:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
أو: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا...؟؟!!
كلاهما يحمل رسالة قدسية ومقدسة.. لأنها رسالة بناء الإنسان، وبناء الإنسان أساس كل بناء...
وهل هناك معنى أعمق من هذا ليعبر عن الوطنية والإنسانية في آن...؟؟!!
فالأم سلاحها العقل والعاطفة معاً... وأداؤها دافعه الطبيعة التي أوجد الخالق الخلق عليها.. هي لا تتعلم الأمومة في المدارس والجامعات، وإنما الأمومة تمثل كيانها وجوهرها ومحور وجودها كله.
والمعلم زاده كلمة طيبة.. وعقل مبدع.. وعطاء خلاق.. أما أداؤه فرسالة سامية وشعلة قدسية..
وتكسب الأم والمعلم، كلاهما، أيامنا هذه معنى إضافياً يفوق كل ما نعرف عن دورهما التقليدي.. فمعركة بناء البشر تكتسب اليوم أهمية خاصة ونحن في مرحلة سوف تحدد نتائجها حياتنا ومصيرنا بعد أن فشل الإرهاب وحماته، أو كادوا، في تدميرنا.. وإخضاعنا..
بناء البشر أصل بناء الحجر.. لأن المبني الأول باني كل شيء.. وإذا أحسنا بناء البشر فسنحسن بناء كل شيء آخر...
الأم والمعلم جنود هذا البناء الأساسي.. بناء البشر...
أما الأم.. فلا يقتصر دورها على بناء البشر في مرحلة النصر فحسب، بل إنها أعطت وقدمت في مراحل حربنا التاريخية العادلة أيضاً..
وهل كان لهؤلاء الأبطال الميامين، جنودنا البواسل، أن يعطوا ما أعطوا، وأن يذهلوا العالم بعطائهم لو أنهم لم يرضعوا حليب الأمهات السوريات العظيمات...؟؟!!
وهل كان لرؤوسهم أن تبقى شامخة مرفوعة تناطح السماء لو أن هذه الرؤوس لم تلمسها وتداعبها يد حنونة.. يد الأم السورية العظيمة..
وهؤلاء الشهداء الذين أعطوا أغلى ما يمكن أن يُعطى، وقدموا النفس للوطن بسخاء، هل كان لهم أن يكونوا بهذا الكرم والنبل لو لم تكن هناك أمهات وأخوات وبنات وزوجات عظيمات قد رعين بعطائهن هذا البطل الذي سجل في كتاب التاريخ.. أن سورية... وطن هؤلاء الأمهات... ولا يمكن أن تقهره كل قوى العدوان مجتمعة ومتكالبة تكالب الوحوش الضارية...؟؟!!
الزميلات والزملاء الأكارم...
في يوم الأم وفي يوم المعلم نقف مطأطئي الرؤوس خشوعاً أمام جلالكن وجلالكم..
وأخص أمهات الشهداء.. وأخواتهم وزوجاتهم وآبائهم بتحية التقدير والاحترام.. تحية الإجلال والإكبار.. لأقول لهن أن عطاءكن لهذه الأرض الطيبة لا يمكن أن تشرحه البلاغة مهما كانت بليغة... ولا التعابير مهما كانت معبرة... فأنتن أصل العطاء.. وأنتن سبب استمرار الوطن.. ويوجد بيننا في هذا المجلس الكريم العديد من أمهات وآباء الشهداء.. وزوجاتهم وإخوانهم وأخواتهم.. فلهم جميعاً منا كل التقدير والاحترام.
كما أتقدم باسمكم جميعاً أيها الزملاء، إلى جماهير المعلمين في عيدهم، وهم البناة الحقيقيون، بناة الأجيال بكل آيات التقدير والاحترام..
وإن نسيت لا أنسى أن المعلمين والمربين يحاربون الظالمين عبر محاربتهم للظلام، ويقاتلون العتمة عبر إيقادهم مشاعل النور أمام أكبادنا التي تمشي على الأرض.. وهم الأوائل في الجانب الفكري المهم لمعركتنا مع أشباح الظلام والرجعية والتكفير.
وأخيراً أتوجه باسمكم جميعاً إلى راعي الشهادة والشهداء، وراعي الأمهات والمعلمين، بل راعي الوطن وقائده.. السيد الرئيس بشار الأسد، بأسمى آيات الوفاء والولاء لعطائه الذي حمى الوطن وأبقاه سيداً عزيزاً مستقلاً..
وكل العمر وأمهات سورية ومعلمي سورية بألف خير.
والسلام عليكم...
دمشق في 20/4/2019
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ