كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ أمام الوفد المشترك لمجلس السلم العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الثلاثاء, 30 تشرين الأول, 2018 السيدة ماريا دور سوكورو غوميز كويلهو رئيسة مجلس السلم العالمي السيد إياكوفوس توفاري رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الدكتور أرشيد صياصنة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية – رئيس مكتب العلاقات الخارجية السيدات والسادة أعضاء الوفد المشترك لمجلس السلم العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الزميلات والزملاء أعضاء مجلس الشعب …. مجلس الشعب أو البرلمان السوري له تقاليد عريقة ،فهو سليل أول برلمان في المنطقة لممثل بالمؤتمر السوري عام 1919-1920- وقد وضع هذا المؤتمر دستوراً ديمقراطياً كان الأول في المنطقة، لكن الاحتلال الفرنسي قضى على هذا المشروع في مهده . بعد الاستقلال أضحى البرلمان السوري من أهم البرلمانات القليلة في المنطقة ، وكان الانتخاب وكان هذا يعتبر أمراً ثورياً في العالم العربي في ذلك الوقت . مجلس الشعب الحالي يمثل القوى السياسية في المجتمع بكامله، وهذه القوى هي : حزب البعث وتسعة أحزاب في الجبهة الوطنية التقدمية ، منها أحزاب عمرها أكثر من سبعين عاماً ، كما يوجد عدد كبير من المستقلين .. مجلسنا يمثل تعددية الفئات الشعبية لكن في إطار الوحدة الوطنية . نحن الأن في الفصل الأخير من الحرب ، لكن كما تعلمون الفصل الأخير هو الأصعب على الإطلاق، فأرضنا ما زالت محتلة من الأمريكان في الشرق ومن الأتراك في الشمال ومن الإسرائيليين في الجولان ولن نعلن انتصارنا إلا بعد التحرير الكامل . لكن بوادر الانتصار أضحت جلية ، وقد ادى انتصارنا في المراحل السابقة إلى فرض واقع جديد على القوى التي حاربتنا . اليوم لم يعد أحد يجرؤ على الحديث عن إسقاط الدولة السورية أو تقسيم سورية . هذا أصبح مستحيلاً . اليوم اضطروا إلى الاعتراف بالمبادئ التي ضحينا من أجلها وأهمها مبدأن : 1- وحدة الأراضي السورية . 2- سيادة الدولة السورية . الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً لحمايتها واستقلالهما، لكن هذا الثمن على ارتفاعه – أقل من ثمن الاستسلام الذي لا يريد الشعب العربي السوري دفعه أبدا .. فنحن شعب لنا تقاليد قديمة في مواجهة الاستعمار بشكليه القديم والحديث . إن رئيسنا وقائدنا بشار الأسد أثبت شجاعته وحكمته وقوفه أمام أعتى حرب عرفها التاريخ المعاصر إذا أخدنا بعين الاعتبار حجم القوى العدوانية والإرهابيين والمرتزقة والحرب الإعلامية مع تطور هائل لتكنولوجيا الإعلام، وبالمقابل هو عدوان على بلد صغير بحجمه .. لكنه أثبت أنه كبير بأدائه . وقوة الرئيس الأسد تأتي من شخصيته ومن التزامه المطلق بإرادة شعبه، وهو يؤكد دائما أن قوته يستمدها من شعبه... وكذلك الجيش هو من أبناء الشعب وليس لدينا جيش احترافي ، وإنما أبناء الشعب هم الذين يؤدون الخدمة الوطنية في الجيش . هذا كله يعني أن الشعب هو الأساس وهو الوسيلة وهو الهدف .. ولما كان مجلسنا ممثلاً عن الشعب فهذا يعني أن مهام كبرى تقع على عاتق أعضائه في هذه المرحلة .. مشاريع القوانين تناقش أياماً وأياماً عبر اللجان ومن ثم في المناقشات العامة ،ما يؤكد حيوية المجلس والتزام جميع أعضائه بالتدقيق في كل كلمة وحرف خدمة لمصالح الشعب . كما أن أعضاء المجلس ليسوا متفرغين بالمعنى الوظيفي والمكتبي وإنما هم موجودون دائما بين منتخبيهم يتابعون أمورهم . أعضاء المجلس يذهبون إلى المناطق المحررة ويقتربون كثيراً من المناطق غير المحررة خاصة أن أعداداً كبيرة من المواطنين تهرب من المناطق الخاضعة للإرهابيين باتجاه المناطق المحررة . من أهم ما يقوم به المجلس متابعة المصالحات الوطنية واستقطاب المقرر بهم وعلى قاعدة قانون العفو الذي أصدره السيد الرئيس . ما يميز الصمود والتصدي السوري أمور كثيرة .. لكن سأختصر هنا للحديث عن أمر مدهش : جميع الدول عندما تتعرض للحروب توقف وتؤجل مشاريع التطوير وتسكت المعارضة بذريعة الحرب وتؤسس محاكم استثنائية وقوانين استثنائية واقتصاد حرب وتقنين للمواد .. الخ .. لكن الدولة السورية قامت بعكس ذلك تماما .. إذ أنها وضعت وطبقت برنامجاً إصلاحياً شاملاً قاعدته دستور جديد في عام 2012 يقوم على مبادئ النظام شبه الرئاسي وانتخابات برلمانية لدورين تشريعيين ( 2012 حتى 2016 ) و ( 2016 حتى 2020 ) وانتخابات رئاسية تعددية في وقتها الدستوري عام 2014 .. وقانون إدارة محلية جديد ومتطور وقانون انتخابات عصري ودستوري في عام 2014 وقانون للأحزاب وقانون للإعلام إضافة إلى إلغاء حالة الطوارئ والاستمرار بالاقتصاد الطبيعي دون إجراءات اقتصاد الحرب وتشكيل اثني عشر حزباً جديداً بعضها معارض معارضة وطنية إضافة إلى الأحزاب العشرة القديمة . وتشكيل حكومة ائتلافية فيها أحزاب متعددة ومستقلون وفيخا حزب معارض .. وأهم شيء هو ترويج ثقافة الحوار والتأكيد على الواقعية بعيداً عن الجمود ، وكذلك الالتزام بمطالب الناس وحاجاتهم بعيداً عن المماحكات الفكرية والتجريدية . هذه البيئة تضع على عاتق المجلس مهام كبيرة ويومية .. خاصة أننا نتجه لإعادة الإعمار مع كل ما يتطلبه وذلك من حشد للجهود ومعالجة للروتين والفساد والبيروقراطية وغير ذلك من أمراض الإدارة الحديثة . السيدات والسادة والحضور . أكرر ترحيبي بكم وشكري العميق على وجودكم بيننا وعقدكم هذا الاجتماع التضامني مع سورية لأنه يحمل مضامين هامة واساسية في هذه المرحلة بالذات . الرحمة .. لشهدائنا الأبرار والشفاء العاحل للجرحى والمصابين … عشتم وعاشت سورية المنتصرة شعباً وجيشاً وقائداً . والسلام عليكم دمشق …. 29/10/2018 رئيس مجلس الشعب حموده صباغ |
|