كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في الجمعية الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي
الاثنين, 16 تشرين الأول, 2017
ألقى السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب كلمة اليوم أمام الجمعية الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي هذا نصها :
معالي السيد صابر تشودري المحترم رئيس الاتحاد البرلماني الدولي
معالي السيدة فالنتينا ماتفينكو المحترمة رئيسة المجلس الاتحادي في روسيا الاتحادية
معالي السيد فياتيشسلاف فولدين المحترم رئيس مجلس الدوما الروسي
السيد مارتن تشونغونغ المحترم الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي
معالي السيدات والسادة رؤساء البرلمانات والمجالس المحترمين
السيدات والسادة الأعضاء الحضور
من سورية بلد السلام والتنوع أحييكم، وباسم الشعب السوري الذي شكل على مر التاريخ نموذجاً للعيش المشترك والتسامح والانفتاح، أحييكم.. واليوم يسعدنا أن نجتمع في هذه المدينة التي تجسد في الحاضر كما كانت في الماضي عنوان الحضارة والبطولة والمقاومة.. عنوان الحياة في مواجهة همجية القتل والتدمير.
السيدات والسادة:
مما لاشك فيه أن التحديات والمخاطر التي تتهدد الدولة الوطنية والتنوع الثقافي اليوم لم تعد ترتبط بمفهوم العولمة فقط، بل إن مخاطر ظاهرة التطرف والتكفير والإرهاب التي تجتاح دولاً في منطقتنا وفي مناطق أخرى من العالم تشكل اليوم التحدي الأكبر أمام دول العالم وحكوماته.. والتهديد الأخطر الذي تواجهه المجتمعات بمختلف أطيافها وألوانها.. وما نتعرض له في سورية والعراق من إرهاب تكفيري ممول ومدعوم من بعض الدول لهو أكبر دليل على ضرورة أن نعمل معاً لمواجهة مخاطر الإرهاب الذي يقوم على فكر متطرف وإيديولوجيا عمياء ترفض الآخر وتبيح قتله والتمثيل به.
لذلك أستطيع القول أن جميع الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي توافقنا عليها لتعزيز الحوار بين الشعوب والأديان واحترام الآخر هي اليوم موضع اختبار حقيقي، ونحن كممثلين لشعوبنا أمام امتحان صعب لجهة تحمل المسؤولية ولعب دور فاعل في عملية المواجهة الثقافية والفكرية والسياسية، وعلينا أن نعمل معاً كبرلمانيين لإيقاف تمويل وتسليح الإرهابيين والتكفيريين القتلة واستصدار القوانين اللازمة لذلك وتطبيق قرارات الامم المتحدة وخاصة القرارين 2253 / 2254 .
السيدات والسادة:
كنا في سورية ومازلنا نؤمن أن حماية التنوع الثقافي وتعزيز المواطنة والمساواة في مجتمعاتنا تشكل أولوية بالنسبة لنا، وأن هذا التنوع هو مصدر غنى وقوة لدولنا.. وإذا كنا نملك إرادة الفعل في مواجهة ما يتعرض له هذا التنوع من حرب إبادة، علينا أن نقف معاً في وجه هذه القوى الظلامية التي تمارس الإرهاب ضد كل من يختلف عنها فكرياً أو دينياً أو عرقياً.
السيدات والسادة:
لم ينجو التراث الحضاري في منطقتنا من بطش هذه القوى التي تعمدت تدمير الأضرحة الدينية والأثرية وتخريبها ونهبها وتهريبها لإفراغ المنطقة من حضارتها الإنسانية التي تثبت للعالم تناغم مكوناتها وتجانسها على مدى قرون.
إن شعوبنا تنتظر منا أن نكون على قدر المسؤولية في مواجهة التحديات والأخطار التي تتهددها، فدعونا نعمل معاً على محاربة الأسباب وليس النتائج، فكل ما نتعرض له من ويلات وخراب ودمار وحروب اليوم ، تنبع من دعم بعض الجهات والدول لأصحاب الفكر المتطرف الذي يرفض الآخر ويكفره، فلنعمل على نشر ثقافة المحبة والتسامح والسلام، بالقول والفعل، بالثقافة والإعلام، بالسياسة والممارسة، لتحقيق الرفاه الاجتماعي والعيش الكريم لشعوبنا وشعوب العالم أجمع.
منذ بداية الحرب علينا ، تبين لنا بأن هناك مطالب محقة للشعب فقامت المؤسسات الدستورية والتشريعية بتغيير الدستور تغييراً نوعياً وافق عليه الشعب عبر الاستفتاء . والدستور الجديد يطبق كل معايير الديمقراطية وجرت استناداً له ولقانون انتخابات جديد. انتخابات برلمانية تعددية لمرتين في عامي 2012-2016 وانتخابات رئاسية تعدددية عام 2014 واكبها عدد من قادة المجتمع المدني البارزين من دول عديدة بما فيها دول غربية .
وهنا أوكد لكم أيها السادة والسيدات أننا في سورية وعبر صمود الشعب والجيش والقيادة استطعنا وعلى مدى سبع سنوات وبالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء والحلفاء وفي مقدمتهم روسيا وإيران من مواجهة أعتى حرب إرهابية ودحر أخطر التنظيمات التي حاولت تقويض بنية الدولة ومؤسساتها وتفكيك المجتمع. ونحن اليوم نسير في طريق دحر الارهاب وفكره، وإعلان النصر النهائي الذي يشكل نصرا لقوى العالم المتمدن.
وهنا أستطيع أن أقول أن دماء السوريين التي أريقت دفاعاً عن سورية هي في ذات الوقت دفاعاً عن دول العالم وشعوبه ، فهذا الإرهاب إن نجح لن ينجو منه أحد قريب أو بعيد.
نتوجه بالشكر والتقدير لكافة الأشقاء والأصدقاء و الحلفاء ولكل الدول والقوى التي وقفت إلى جانبنا في الدفاع عن شعبنا ووطننا ونشكر البرلمان الروسي والاتحاد البرلماني الدولي على عقد هذا الاجتماع الهام ونأمل أن يكلل عملنا بالنجاح.
والسلام عليكم
سان بطرسبرغ 16/10/2017
رئيس مجلس الشعب
في الجمهورية العربية السورية
حموده صباغ