الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز: بريطانيا وفرنسا لا تمتلكان الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به.. وضرباتهما الجوية غير قانونية ولن تحقق أي نتيجة الأحد, 6 كانون الأول, 2015 أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الضربات الجوية البريطانية والفرنسية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي لن تحقق أي نتيجة بل ستكون ضارة وغير قانونية وستشكل دعما للإرهاب لأن التنظيمات الإرهابية أشبه بالسرطان.. والسرطان لا يعالج بإحداث جرح فيه بل باستئصاله بشكل نهائي. وشدد الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية على أن بريطانيا وفرنسا شكلتا منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهابيين في سورية.. وهما لا تمتلكان اليوم الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به. ووصف الرئيس الأسد ادعاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وجود 70 ألف مقاتل معتدل في سورية بأنه حلقة جديدة من مسلسله الهزلي الذي يقدم المعلومات الزائفة بدلا من الحقائق لافتا إلى أن روسيا سبق أن طالبت الدول الغربية بتقديم معلومات عن مكان وجود هؤلاء وقيادا تهم ولكن تلك الدول لم تستجب. وبين الرئيس الأسد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب وهمي وافتراضي لأنه لم يحقق أي إنجازات على الأرض في مواجهة الإرهاب مشيرا إلى أن سورية لا تضيع الوقت في مناقشة ما يقوم به هذا التحالف لأنها بدأت بمحاربة الإرهاب وستستمر بصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية. وأوضح الرئيس الأسد أن الدعم غير المحدود الذي يتلقاه الإرهابيون من دول عدة هو سبب إطالة الأزمة وجعلها أكثر تعقيدا لافتا إلى أن التنظيمات الإرهابية في سورية ومنها “داعش” و”جبهة النصرة” واحدة لأنها تستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية منحرفة. وفيما يلي النص الكامل للمقابلة.. السؤال الأول.. الرئيس الأسد.. إذا أردت أن أقيم كتابا.. فلا أستطيع أن أنتقي عبارة واحدة من ذلك الكتاب لتقييم الكتاب برمته.. علي أن أنظر إلى العنوان الرئيسي ومن ثم إلى عناوين الفصول.. ومن ثم يكون بوسعنا أن نناقش الكتاب بأكمله.. ما نتحدث عنه الآن هو عبارة مفصولة عن سياقها.. لو أردنا العودة إلى العنوان.. فهو.. هل لديهم الإرادة لمحاربة الإرهاب… نحن نعرف منذ البداية أن بريطانيا وفرنسا شكلتا رأس الحربة في دعم الإرهابيين في سورية منذ بداية الصراع.. كما نعرف إنهم لا يمتلكون الإرادة.. حتى لو أردنا العودة إلى الفصل المتعلق بالمشاركة العسكرية في التحالف ينبغي أن يكون ذلك شاملا.. بمعنى أن تكون المشاركة في الجو وعلى الأرض وأن تكون بالتعاون مع القوات الموجودة على الأرض.. أي القوات الوطنية كي يكون هذا التدخل أو هذه المشاركة قانونية.. يمكن لهذه المشاركة أن تكون قانونية فقط إذا تمت بالتعاون مع الحكومة الشرعية في سورية.. إذاً بوسعي القول إنهم لا يمتلكون الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به.. وإذا أردنا إجراء تقييم ينبغي أن نقيم الوقائع.. لنعد إلى الواقع على الأرض.. منذ بدأ التحالف عملياته قبل أكثر من سنة.. ماذا كانت النتيجة.. لقد تمددت تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” والتنظيمات أو المجموعات الشبيهة بها بكل حرية.. بالمقابل.. كيف أصبح الوضع بعد المشاركة الروسية المباشرة في محاربة الإرهاب.. لقد بدأ “داعش” و”النصرة” بالانكماش.. إذاً.. يمكنني القول إن مشاركتهم لن تحقق أي نتيجة.. ثانيا.. ستكون هذه المشاركة ضارة وغير قانونية كما أنها ستشكل دعما للإرهاب على غرار ما حدث بعد شروع التحالف في عملياته قبل أكثر من سنة لأن هذه التنظيمات أشبه بالسرطان.. والسرطان لا يعالج بإحداث جرح فيه بل ينبغي استئصاله بشكل نهائي.. أما هذه العملية فلا تتجاوز إحداث جرح في السرطان ما سيؤدي إلى انتشاره في الجسم بسرعة أكبر. السؤال الثاني.. الرئيس الأسد.. بالتأكيد.. نحن دولة ذات سيادة.. انظري إلى ما فعله الروس.. عندما أرادوا تشكيل تحالف ضد الإرهاب.. فإن أول شيء فعلوه كان الشروع في نقاشات مع الحكومة السورية قبل أي طرف آخر ثم بدؤوا بمناقشة القضية نفسها مع حكومات أخرى ثم أحضروا قواتهم.. وبالتالي فإن هذه هي الطريقة القانونية لمحاربة الإرهاب في أي مكان في العالم. بريطانيا وفرنسا ساعدتا في ظهور “داعش” و”جبهة النصرة” في هذه المنطقة السؤال الثالث.. الرئيس الأسد.. لنبدأ بما قاله طوني بلير: قال إن غزو العراق أدى إلى ظهور “داعش”.. ونحن نعرف أن “داعش” بدأ بشكل علني وأعلن عن قيامه كدولة في العراق عام 2006 وكان زعيم التنظيم حينذاك أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة جوية أمريكية.. هم أعلنوا أنهم قتلوه.. وبالتالي فإنهم يعرفون بوجوده ويعرفون أن تنظيم الدولة الإسلامية كان موجودا في العراق حينذاك ثم انتقل التنظيم إلى سورية بعد بداية الصراع فيها بسبب الفوضى التي حدثت.. إذاً.. المسؤولون البريطانيون وبشكل أساسي طوني بلير يعترفون بذلك.. كما أن الواقع يقول ذلك.. يقول إنهما ساعدتا في ظهور “داعش” و”جبهة النصرة” في هذه المنطقة. التنظيمات الإرهابية لا تستند في أفعالها إلى البنية والتنظيم بل تستند إلى أيديولوجيتها الوهابية الظلامية المنحرفة السؤال الرابع.. الرئيس الأسد.. هذا السؤال يركز على البنية.. بينما المشكلة لا تتعلق ببنية التنظيم بل تتعلق بالأيديولوجيا التي تعتنقها هذه التنظيمات.. إنها لا تستند في أفعالها إلى البنية والتنظيم بل تستند إلى أيديولوجيتها الوهابية الظلامية المنحرفة.. وبالتالي.. إذا أردنا تقييم هذين التنظيمين وبحثنا عن الفروق بينهما فإننا لن نعثر عليها لأن لهما الأيديولوجيا نفسها.. هذا جانب.. من جانب آخر.. إذا أردنا التحدث عن قواعد هذه التنظيمات وأتباعها وأعضائها.. نجد أنه ليس هناك ما يميزها عن بعضها البعض لأن هؤلاء ينتقلون من تنظيم إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى.. ولهذا السبب فإنهما يتقاتلان من وقت لآخر طبقا لمصالحهما..على المستوى المحلي.. لكن في الواقع فإنهما يتعاونان على كل المستويات. إذاً.. لا يمكن تحديد أيهما أكثر خطورة من الآخر لأنهما يمتلكان العقلية نفسها.. يمكنك القول إن التنظيم الأول ينتمي إلى القاعدة.. والثاني أيضا ينتمي إلى القاعدة.. لا اختلاف بينهما إلا في الاسم وربما في بعض التفاصيل الثانوية. السؤال الخامس.. الرئيس الأسد.. سأكون صريحا ومباشرا حول هذه المسألة.. هذه حلقة جديدة في مسلسل ديفيد كاميرون الهزلي وهذا أمر غير مقبول.. أين هم هؤلاء.. أين هؤلاء الـ70 ألف معتدل الذين يتحدث عنهم.. إنهم يتحدثون دائما عن وجود مجموعات معتدلة في سورية.. هذه لا تعدو كونها مهزلة تقوم على تقديم المعلومات الزائفة والسخيفة بدلا من الحقائق.. الروس يسألون منذ بدؤوا بالمشاركة قبل شهرين.. قال الروس.. أين هم أولئك المعتدلون.. لم يجبهم أحد.. في الواقع ومنذ بداية الصراع في سورية لم يكن هناك أي مقاتلين معتدلين.. جميعهم متطرفون.. وكي لا تظني أنني أقدم الأعذار وما إلى ذلك.. عودي إلى الانترنت وإلى مواقع التواصل الاجتماعي وستجدين أنهم يحملون صورا ومقاطع فيديو يظهر فيها خطابهم المتطرف والفظاعات التي يرتكبونها بوجوه مكشوفة وهم يستعملون السيوف ويقطعون الرؤوس ويأكلون قلب شخص بريء قطعوا أوصاله وما إلى ذلك.. وكما تعرفين فإن اعتراف المجرم هو سيد الأدلة.. السؤال السادس.. الرئيس الأسد.. الأكراد يقاتلون الإرهابيين إلى جانب الجيش السوري وفي المناطق نفسها. السؤال السابع.. الرئيس الأسد.. إنهم يتلقون الدعم بشكل رئيسي من الجيش السوري ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك.. نحن أرسلنا لهم الأسلحة لأنهم مواطنون سوريون ولأنهم يريدون محاربة الإرهاب.. كما نفعل مع العديد من الجماعات الأخرى.. لأنه لا يمكن إرسال الجيش إلى كل جزء من سورية.. إذاً فإن الأمر لا يقتصر على الأكراد.. فالعديد من السوريين الآخرين يفعلون الشيء نفسه. السؤال الثامن… الرئيس الأسد.. الجواب يعتمد على سياق السؤال.. إذا كان السياق يتعلق بتسوية الصراع في سورية فليست هناك علاقة بين الانتخابات المبكرة وإنهاء الصراع.. يمكن لذلك أن يحدث فقط من خلال محاربة الإرهاب وإيقاف الأنظمة الغربية والإقليمية لدعمها للإرهابيين.. سيتم إجراء الانتخابات المبكرة فقط كجزء من حوار شامل حول المستقبل بين مختلف القوى السياسية ومجموعات المجتمع المدني في سورية. لا يمكن إلحاق الهزيمة بـ “داعش” من خلال الضربات الجوية وحسب دون التعاون مع القوات على الأرض.. لا يمكن إلحاق الهزيمة بهم دون مشاركة الحكومة السؤال التاسع.. الرئيس الأسد.. وهل تمكن التحالف من إلحاق الهزيمة بهم من خلال الضربات الجوية خلال أكثر من عام… لم يتمكن من ذلك.. هل حقق الأمريكيون شيئا من ضرباتهم السؤال العاشر.. الرئيس الأسد.. إن هذا التحالف وهمي وافتراضي لأنه لم يحقق أي إنجازات في محاربة الإرهاب على الأرض في سورية.. وبالتالي.. وبما أن الوهم لا وجود له فإننا لا نضيع الوقت في مناقشة ما قبل وما بعد.. نحن بدأنا بمحاربة الإرهاب بصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية.. ونرحب بكل من يريد الانضمام إلينا.. وسواء فعلوا ذلك أم لا فإننا مستمرون في محاربة الإرهاب.. هذه خطتنا الوحيدة التي لن نغيرها. السؤال الحادي عشر.. الرئيس الأسد.. نحن واقعيون جدا ونعرف أنهم لن يفعلوا ذلك.. وإنهم لا يمتلكون الإرادة لفعل ذلك.. هذا الأمر يتعلق بالقانون الدولي أكثر من أي شيء آخر.. هل من المعقول أن الحكومات الغربية أو الأنظمة الغربية لا تعرف أساسيات القانون الدولي ولا تفهم معنى الدولة ذات السيادة أو أنها لم تقرأ ميثاق الأمم المتحدة.. إنهم لا يحترمون القانون الدولي ونحن لن نطلب منهم التعاون. السؤال الثاني عشر.. الرئيس الأسد.. إذا كانوا مستعدين وجديين ومخلصين في مكافحة الإرهاب فإننا نرحب بأي بلد في العالم وبكل جهد سياسي يهدف إلى ذلك.. نحن لسنا متشددين في هذا الصدد بل براغماتيون تماما.. في المحصلة.. نحن نريد تسوية الوضع في سورية ومنع المزيد من سفك الدماء.. هذه مهمتنا.. وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بالحب أو الكراهية.. بالقبول أو عدم القبول.. بل يتعلق بالواقع.. هل هم مستعدون فعلا لمساعدتنا في محاربة الإرهاب ولمنع الإرهابيين من دخول سورية من خلال الحكومات العميلة لهم في منطقتنا أم لا… هذا هو السؤال الحقيقي.. إذا كانوا مستعدين فإننا نرحب بهم.. هذه ليست مسألة شخصية. السؤال الثالث عشر.. الرئيس الأسد.. يعتمد الجواب على عاملين اثنين.. قدراتنا من جهة.. والدعم الذي يتلقاه الإرهابيون من جهة أخرى.. من وجهة نظرنا.. إذا توقف الدعم الذي تتلقاه هذه المجموعات من مختلف البلدان في منطقتنا ومن الغرب بشكل عام فإن الأمر لن يستغرق أكثر من شهور لنتمكن من إنجاز مهمتنا.. الأمر ليس معقدا جدا والحل واضح بالنسبة لنا.. غير أن هذه المجموعات تتلقى دعما غير محدود من هذه البلدان.. وهو ما يجعل المشكلة تطول وتطول ويجعلها أكثر تعقيدا واستعصاء على الحل.. وهذا يعني أن مهمتنا ستتحقق لكن بثمن باهظ سيدفعه السوريون في المحصلة. السؤال الرابع عشر.. الرئيس الأسد.. هذا صحيح.. وهو نتيجة للدعم الذي أشرت إليه سابقا. السؤال الخامس عشر.. الرئيس الأسد.. أقول أولا إن جميع الحروب سيئة.. فما من حرب جيدة.. في كل حرب يسقط العديد من الضحايا الأبرياء.. وهذا يمكن تحاشيه فقط بوضع حد للحرب.. من البديهي أن الحروب في أي مكان من العالم ستؤدي إلى خسائر بشرية غير أن الخطاب الذي يتكرر في الغرب منذ وقت طويل يتجاهل حقيقة أن الإرهابيين يقتلون الأبرياء منذ اليوم الأول لهذه الأزمة.. كما أنه يتجاهل حقيقة أن عددا كبيرا من أولئك الذين قتلوا هم من أنصار الحكومة وليس العكس.. الدعم الروسي للشعب السوري والحكومة السورية لعب منذ البداية إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران دورا مهما جدا في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب السؤال السادس عشر.. الرئيس الأسد.. الدور الروسي مهم جدا.. وقد كان له أثر كبير على الساحتين العسكرية والسياسية في سورية.. لكن القول إنه دون هذا الدور.. فإن الحكومة أو الدولة كانت ستنهار.. أمر افتراضي.. منذ بداية الصراع في سورية.. كانت هناك رهانات على انهيار الحكومة.. في البداية كانت المسألة مسألة بضعة أسابيع ثم أصبحت بضعة أشهر ثم بضع سنوات.. وفي كل مرة.. كان ذلك مدفوعا بنفس التفكير القائم على الرغبات وليس على الحقائق.. الأمر المؤكد هو أن الدعم الروسي للشعب السوري والحكومة السورية لعب منذ البداية إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران دورا مهما جدا في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب. السؤال السابع عشر.. الرئيس الأسد.. أتحدث عن الدعم بمجمله.. فهو لا يتعلق فقط بالمشاركة التي بدأت مؤخرا.. لقد قدموا الدعم منذ البداية وفي جميع المجالات.. السياسية والعسكرية والاقتصادية. الروس يرويدن حماية سورية والعراق والمنطقة وأنفسهم.. وحماية أوروبا السؤال الثامن عشر.. الرئيس الأسد.. عليك أن تسألي الروس ما الذي دفعهم إلى المشاركة.. لكن من منظورنا.. منذ بدأ التحالف الغربي عملياته فإن “داعش” توسع و”جبهة النصرة” توسعت وكل منظمة إرهابية أخرى توسعت واستولت على المزيد من الأراضي في سورية والعراق.. من الواضح أن الروس رأوا في ذلك تهديدا لسورية والعراق والمنطقة بشكل عام وكذلك لروسيا وباقي أنحاء العالم.. ونستطيع أن نرى ذلك كواقع معاش في أوروبا اليوم.. إذا قرأت وحللت ما حدث في باريس مؤخرا وفي حادثة شارلي ايبدو ليس كحوادث منفصلة ستدركين أن ثمة أمرا مهما جدا.. كم من الخلايا الإرهابية توجد الآن في أوروبا.. كم من المتطرفين صدرتم من أوروبا إلى سورية.. هنا يكمن الخطر.. يكمن الخطر في وجود حاضنة.. ويستطيع الروس رؤية ذلك بوضوح.. إنهم يريدون حماية سورية والعراق والمنطقة وأنفسهم.. بل وحماية أوروبا.. ولا أبالغ حين أقول إن الروس يحمون أوروبا اليوم. السؤال التاسع عشر.. الرئيس الأسد.. لقد كان ذلك قرارا تراكميا.. لم يحدث الأمر من خلال قيامي بطرح فكرة معينة أو قيامهم هم بطرح فكرة أخرى.. كما تعرفين فإن علاقتنا بالروس تمتد إلى أكثر من خمسة عقود وقد كانت لهم دائما طواقم عسكرية في سورية.. سمهم خبراء أو ما شئت من الأسماء.. تسارع هذا التعاون وتنامى خلال الأزمة.. طواقمهم موجودة هنا ويستطيعون رؤية الوضع معنا وهو يحدث مباشرة.. هذا النوع من القرارات لا يبدأ من القمة إلى القاعدة بل من القاعدة إلى القمة.. هناك نقاشات سياسية وعسكرية يومية بين بلدينا وعندما وصلت هذه النقاشات إلى المستوى الرئاسي كانت قد أصبحت ناضجة بما يكفي والأرضية ممهدة لاتخاذ القرار بسرعة. السؤال العشرون.. الرئيس الأسد.. مرة أخرى.. بدأ ذلك على المستويات الدنيا واتفق المسؤولون بشكل مشترك على أنه باتت من الضروري المشاركة وقام كل طرف بمناقشة الموضوع مع قادته.. عندما وصل الأمر إلى مرحلة النقاش فيما بيننا.. أعني بيني وبين الرئيس بوتين.. فإننا ركزنا في نقاشاتنا على كيفية القيام بذلك.. بالطبع فإن هذا لم يحدث مباشرة.. حيث إننا لم نكن قد التقينا من قبل ومن المستحيل مناقشة هذه القضايا على الهاتف.. تم ترتيب ذلك من خلال مسؤولين كبار من كلا الطرفين.. هذا ما حدث.. أما من حيث الاعتبارات الإجرائية فقد أرسلت رسالة إلى الرئيس بوتين تتضمن طلبا لمشاركة قواتهم في مكافحة الإرهاب. السؤال الحادي والعشرون.. الرئيس الأسد.. تماما.. بعد أن وصلنا إلى تلك النقطة.. أرسلت رسالة رسمية إلى الرئيس بوتين وأصدرنا بيانا يعلن أننا دعوناهم للانضمام إلى جهودنا.. لا ينبغي أن ننسى أن الرئيس بوتين كان قد اتخذ خطوة عندما قال إنه مستعد لتشكيل تحالف.. وكان ردي هو أننا مستعدون لذلك إذا أردتم إشراك قواتكم. السؤال الثاني والعشرون.. الرئيس الأسد.. لا.. هذا ليس واردا حتى الآن.. ليست هناك أي قوات برية باستثناء الطواقم التي يرسلونها مع قواتهم العسكرية وطائراتهم لحراسة القواعد الجوية.. وهذا أمر طبيعي.. ليست لديهم أي قوات برية تقاتل مع القوات السورية على الإطلاق. السؤال الثالث والعشرون.. الرئيس الأسد.. لم نناقش ذلك بعد.. ولا أعتقد أننا بحاجة لذلك الآن لأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.. قد يتم التفكير بذلك مع مرور الوقت أو تحت ظروف مختلفة.. لكن في الوقت الراهن.. لم تتم مناقشة ذلك. السؤال الرابع والعشرون.. الرئيس الأسد.. هذا من حقنا.. وينبغي أن يكون من المتوقع أن نمنع أي طائرة من انتهاك مجالنا الجوي.. هذا أمر قانوني بالمطلق.. سنستخدم أي وسيلة متاحة لحماية مجالنا الجوي.. والأمر لا يتعلق بهذا النوع من الأسلحة بالتحديد فكل أنظمة الدفاع الجوي تستخدم لهذه الغاية. السؤال الخامس والعشرون.. الرئيس الأسد.. السؤال السادس والعشرون.. الرئيس الأسد.. ستستخدم جميع الأنظمة الدفاعية التي سنحصل عليها لتلك الغاية.. إذا كنا لن نحمي مجالنا الجوي فلماذا نشتري مثل تلك الأسلحة.. هذا أمر بديهي. السؤال السابع والعشرون.. الأولوية الآن هي لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين الرئيس الأسد.. هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن هذا الموضوع.. فأولويتنا الآن هي محاربة الإرهابيين على الأرض.. هذا هو الخطر الأكبر الآن.. إننا حريصون بالطبع على حماية مجالنا الجوي ومنع التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية سواء كان ذلك عسكريا أو غير ذلك.. لكن الأولوية الآن هي لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين.. وبهزيمة الإرهابيين وبعضهم سوريون نستطيع المضي أبعد من ذلك وحماية البلد كله من الأجانب.. المسألة مسألة أولويات. السؤال الثامن والعشرون.. الرئيس الأسد.. لا.. ليس في الوقت الراهن.. أولويتنا حاليا هي محاربة الإرهاب. السؤال التاسع والعشرون.. الرئيس الأسد.. لا.. ليس هناك مستحيل في السياسة.. المسألة لا تتعلق بما إذا كنت أقبل أو لا أقبل.. بل بسياسات كل حكومة.. ما هي سياساتهم حيال سورية.. هل سيستمرون في دعم الإرهابيين أم لا.. هل سيستمرون بممارسة ألعابهم الخطرة في سورية واليمن وأماكن أخرى.. إذا كانوا مستعدين لتغيير سياساتهم.. خصوصا حيال سورية فلا مشكلة لدينا في الاجتماع معهم.. إذاً فالأمر لا يتعلق بالاجتماع أو بما إذا كنا سنذهب أم لا.. المسألة تتعلق بمقاربتهم لما يحدث في سورية. السؤال الثلاثون.. الرئيس الأسد.. البند الأكثر أهمية في إعلان فيينا هو أن على السوريين أن يجتمعوا لمناقشة مستقبل سورية.. كل ما عدا ذلك ثانوي.. إذا لم يكن هذا الجزء الرئيسي موجودا فإن كل الأجزاء الثانوية ليست ذات جدوى.. وبالتالي فإن الحل الوحيد هو أن نجتمع كسوريين.. فيينا بحد ذاته لا يعدو كونه اجتماعا لإعلان النوايا وليس العملية الفعلية التي تتمثل في الجلوس إلى الطاولة ومناقشة المستقبل.. إذاً فإن المسألة لا تتعلق بالنتائج الناجمة عن فيينا بل بما نستطيع نحن كسوريين أن نحققه عندما نجتمع. السؤال الحادي والثلاثون.. الرئيس الأسد.. لا.. هذا لم يحدث أبدا.. هناك معارضة في سورية.. وهم أحرار في أن يفعلوا ما يشاؤون. السؤال الثاني والثلاثون.. الرئيس الأسد.. لقد قلنا بوضوح إنه عندما يكون هناك اجتماع في سورية يرغبون بحضوره فإننا نضمن ألا يتم اعتقالهم أو احتجازهم.. لقد قلنا ذلك مرارا.. ليست لدينا مشكلة في هذا الصدد. السؤال الثالث والثلاثون.. الاجتماع المزمع عقده في السعودية لن يغير شيئا على الأرض.. والسعوديون يدعمون الإرهاب بشكل مباشر وصريح وعلني الرئيس الأسد.. لدينا قنوات مباشرة مع بعض مجموعات المعارضة.. لكن مجموعات أخرى لا تستطيع التواصل معنا لأن الحكومات التي تسيطر عليها لا تسمح لها بذلك.. نحن من جهتنا منفتحون على كل الأطراف السلمية في المعارضة.. ليست لدينا مشكلة في ذلك.. فيما يتعلق بالاجتماع المزمع عقده في السعودية فإن السعوديين يدعمون الإرهاب بشكل مباشر وصريح وعلني.. ذلك الاجتماع لن يغير شيئا على الأرض.. قبل الاجتماع وبعده تقدم السعودية الدعم للإرهابيين وستستمر في تقديمه.. لا يشكل ذلك حدثا مفصليا تمكن مناقشته.. إذ إنه لن يغير شيئا في الواقع. السؤال الرابع والثلاثون.. الرئيس الأسد.. لقد فعلنا هذا فعلا.. فمنذ البداية كانت إحدى الدعامات الأساسية في سياستنا الشروع في الحوار مع جميع الأطراف الضالعة في الصراع سواء كانت في سورية أم لا.. لقد تفاوضنا مع العديد من المجموعات الإرهابية.. وليس التنظيمات.. كي أكون دقيقا.. التي أرادت التخلي عن أسلحتها والعودة إلى الحياة الطبيعية.. أفضت هذه المفاوضات إلى إصدار أكثر من عفو وقد كان ذلك ناجحا جدا في العديد من الحالات.. والأكثر من ذلك أن بعض هؤلاء المقاتلين انضموا فعليا إلى الجيش السوري وباتوا يقاتلون الآن مع قواتنا.. إذاً نعم نحن نتفاوض مع أولئك الذين ارتكبوا أفعالا غير قانونية في سورية.. سواء كانت سياسية أو عسكرية.. للتوصل إلى تسويات شريطة أن يتخلوا عن أسلحتهم ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية.. هذا لا يعني أن نتفاوض مع تنظيمات إرهابية مثل “داعش” و”النصرة” وغيرهما.. ما قصدته بالمجموعات هو تلك المجموعات التي شاركت في القتال لكنها ندمت على خياراتها وتريد العودة إلى الحياة الطبيعية. السؤال الخامس والثلاثون.. الرئيس الأسد.. لنفترض أن هذا الجزء من الحملة الدعائية صحيح.. وهو ليس كذلك.. لكن من أجل المحاججة لنطرح السؤال نفسه حول الهجمات المختلفة التي شنها الأمريكيون والبريطانيون بطائراتهم وصواريخهم المتطورة جدا في أفغانستان والعراق.. ليس فقط بعد غزو العراق عام 2003 بل أيضا خلال حرب الخليج الأولى عام 1990 كم مدنيا وبريئا قتلوا في تلك الضربات الجوية التي استخدمت فيها صواريخ عالية الدقة… لقد قتلت تلك الصواريخ من المدنيين أكثر مما قتلت من الإرهابيين.. إذاً فالقضية ليست ما تسمى البراميل المتفجرة.. “وهذا الرئيس الشرير الذي يقتل الناس الطيبين الذين يقاتلون من أجل الحرية”.. هذه الصورة الرومانسية غير حقيقية.. المسألة تتعلق بكيفية استخدام الأسلحة وليس بالاختلاف بين ما تسمى البراميل المتفجرة والصواريخ عالية الدقة.. المسألة تتعلق بكيفية استخدام هذه الأسلحة ونوعية المعلومات التي يتم الحصول عليها والنوايا.. هل لدينا إرادة لقتل الأبرياء.. كيف ذلك.. والدولة هي من تدافع عنهم.. إذا فعلنا ذلك فإننا ندفعهم إلى أحضان الإرهابيين.. إذا أردنا قتل الأبرياء أو المدنيين.. لأي سبب كان فإن ذلك سيكون لمصلحة الإرهابيين.. وهذا يتعارض مع مصالحنا.. فهل نقوم بعمل يضر بمصالحنا.. هذا غير واقعي ولا منطقي.. لم يعد من الممكن تسويق هذه الحملة الدعائية ولم يعد أحد يصدقها. السؤال السادس والثلاثون.. الرئيس الأسد.. لقد سئلت هذا السؤال مرات عديدة.. خصوصا من قبل وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب.. هذا السؤال يهدف إلى إحراج الرئيس ووضعه بين جوابين محتملين.. إذا قلت إنني مسؤول سيقولون انظروا الرئيس يتحمل مسؤولية كل ما حدث.. وإذا قلت إنني لست مسؤولا سيقولون هذا غير صحيح فأنت رئيس البلاد.. كيف يمكن ألا تكون مسؤولا… السؤال السابع والثلاثون.. الرئيس الأسد.. دعيني أكمل.. كانت تلك مقدمة لجوابي وهو بسيط جدا.. منذ البداية قامت سياستنا على دعامتين أساسيتين.. إجراء الحوار مع الجميع.. ومحاربة الإرهاب في كل مكان من سورية.. الآن إذا أردت الحديث عن المسؤولية لا بد من مناقشة العديد من أوجه الصراع.. وسبب وجودنا اليوم في هذا الوضع الصعب والمحزن.. إذا قلت إنني أتحمل المسؤولية فهل أتحمل أيضا مسؤولية الطلب من القطريين أن يدفعوا الأموال للإرهابيين أو الطلب من السعوديين تمويل أنشطتهم أو الطلب من الحكومات الغربية السماح لإرهابييها بالقدوم إلى سورية.. هل أتحمل مسؤولية الطلب من الحكومات الغربية أن تمنح مظلة سياسية لأولئك الإرهابيين وأن تسميهم معتدلين.. أو الحصار الغربي المفروض على الشعب السوري.. ينبغي أن نناقش الأمر على هذا النحو.. لا نستطيع القول ببساطة إن الرئيس يتحمل أو لا يتحمل المسؤولية.. علينا أن نتحدث عن كل الجوانب وأن نميز بين القرارات المتخذة في إطار السياسات من جهة والممارسات من جهة أخرى.. بين الاستراتيجية والتكتيك.. وبالتالي فإن تقييم ذلك أمر معقد جدا.. هذا بالإضافة إلى أننا إذا أردنا تقييم من يتحمل المسؤولية في سورية فإن ذلك يمكن أن يحدث بعد نهاية الحرب عندما يصبح بالإمكان إجراء التحقيق بالمسألة برمتها.. ما حدث قبلها وخلالها وبعدها. الصحفية.. |
|