د. نورا أريسيان ضيفة الأزمنة الثلاثاء, 29 كانون الثاني, 2019 مصدر مسؤول في الخارجية السورية يؤكد أنّ تفعيل اتفاق أضنة مع تركيا يجري عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت ووقف أنقرة دعم الإرهابيين وسحب قواتها من المناطق التي تحتلها، بعد اعتبار الرئيس التركيّ أنّ أحكام اتفاق أضنة الموقّع بين دمشق وأنقرة عام 1998 لا تزال سارية المفعول. عن هذا الموضوع التقى موقع مجلة الأزمنة عضو مجلس الشعب ورئيسة جمعية الصداقة السورية الأرمينية الدكتورة نورا أريسيان فكان لنا معها الحوار الآتي : -كيف تقرئين التصريحات الأخيرة حول اتفاق أضنة ؟ شهدنا تصريحات تركية ساخنة، وطرح اتفاق أضنة للنقاش خلال الأيام الماضية بعد لقاء بوتين وأردوغان، حيث صرح الأخير أن اتفاق أضنة يتيح لتركيا "دخول الأراضي السورية عند حدوث أمور سلبية دون الحاجة الى دعوة أحد، وحقها في ملاحقة الإرهابيين بعمق 5 كلم". والهدف هو تأسيس منطقة آمنة لحماية الحدود التركية في غضون شهور. وقد نص الاتفاق أنه يحق للجانب التركي التوغل ٥ كم فقط في حال وجود تهديد إرهابي، لكن القوات التركية في الوقت الحالي موجودة بعمق ٤٥ كم، وهذا ما نعتبره احتلالاً وعدواناً. ومن خلال هذا الاتفاق تحاول تركيا أن تبحث عن قنوات تتغلغل من خلالها لتنفذ مشروعها التوسعي الطوراني العثماني. -اتفاق أضنة سيتجه نحو عدم التنفيذ .. برايك هل ستتجه تركيا لسحب قواتها العسكرية على غرار ما فعله ترامب ؟ الحديث عن الاتفاقية علناً هي محاولة شرعنة دخول تركيا الى سورية. ويتوقع المراقبون العسكريون أن يكون هناك تحرك عسكري محتمل. الحقيقة، المشكلة تكمن في تركيا لأنها منذ عام 2011 تخرق هذا الاتفاق، من خلال العديد من الخطوات، على رأسها دعم الإرهاب وتمويله وتسهيل مروره إلى سورية، وكذلك احتلال أراض سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر. فتركيا كانت ومازالت تمارس الإرهاب، ولا تستطيع أن تخلع عباءة الإرهاب عنها. -بعض التسريبات الإعلامية تشير لترحيب روسي حول هذا الاتفاق ؟ وزير الخارجية الروسي لافروف صرح في مؤتمر صحفي أن روسيا "تنطلق من أن هذا الاتفاق يحتفظ بقوته. وأن الدولتان المشاركتان في هذا الاتفاق تلتزمان بنفس الرأي". ولا ننسى أن روسيا مهتمة بإعادة سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها. -يقال أن سورية وضعت تركيا في موقف حرج بعد بيانها الإعلامي كيف تعلقين ؟ برأيي تركيا في وضع حرج منذ أن بدأت بعمليات عدوانية ضد سورية. لكن بيان وزارة الخارجية والمغتربين وضع النقاط على الحروف، حيث أكدت الجمهورية العربية السورية أنها ما زالت ملتزمة بهذا الاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين، وأن النظام في تركيا خرق الاتفاق بدعم وتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين. ولذلك تفعيل هذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت. وعلى النظام في تركيا أن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها. ومن الممكن أن تحرج سورية تركيا أكثر، حين يقوم الجيش العربي السوري باستعادة كل تلك المناطق المحتلة. -خلال الأيام القليلة الماضية ..كان لكِ حضوراً ملفتاً مع الوفد الاقتصادي الأرميني .. أين وصلت النقاط التي تم التفاهم عليها بعد سلسلة اللقاءات التي تم إجرائها مع الجهات الرسمية بدمشق ؟ اللقاءات التي أجراها الوفد الاقتصادي الأرميني كانت فرصة للتعرف عن قرب على المناخ الاستثماري في سوريا، والاطلاع على المحفزات التي تقدمها الدولة السورية في مجالات الاستثمار وجذب الاستثمارات النوعية. وهي فرصة أيضاً لتطوير التشاركية بين رجال الأعمال من البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية. وقد أبدى رجال الأعمال من أرمينيا الاستعداد للاستثمار في سوريا في مجالات الطاقة والبناء وغيرها. كما أبدوا اهتمامهم بالحصول على الفرص الاستثمارية النوعية في سورية والاستفادة من التسهيلات المقدمة، لاسيما وأن أرمينيا كدولة صديقة وحليفة سيكون لها فرصة واعدة للاستثمار والمشاركة في عملية إعادة إعمار سورية. دمشق _ موقع مجلة الأزمنة _ محمد أنور المصري |
|