خالد عبود في حديث خاص مع موقع سايبر أمان الثلاثاء, 1 كانون الأول, 2015 "حضور الروسي لم يكن حضورا حامياً لوجود الدولةالسورية، بمقدار ما كان حضورا عسكريا له أبعاد سياسية" " لولا الموقف الإيراني لسقطت المنطقة في أتون مشاريع استتباعوإلحاق خطيرة جدّا"
في قراءة للمشهد السوري والعربي نسلط فيهاالضوء على الأحداث في سورية وانعكاساتها إقليمياً ودولياً. ماذا عن التحالف السوري الروسي وأين إيرانمما يحدث على الأرض السورية ؟ نتحدث عن إمكانية الحل السياسي في سوريابعدما وصف البعض أن هذا الحل قد لاقى حتفه في الأمم المتحدة ,فيينا وآلية تطبيقها. ملفات عدة تستحق تسليط الضوء عليها فيمايتعلق بالمشهد السياسي السوري القادم ,لاسيما أن السوريين يتحدثون عن إمكانية تطورهذه الأحداث إلى مراحل جديدة ما هي ملامحها وما هي طبيعتها ومن هم عناصرها كل هذاوذاك نقدمه في قراءة سياسية مع الأستاذ خالد عبود المحلل السياسي عضو مجلس الشعبالسوري. -خاص سايبر أمان - بداية - ماذا بعد فيينا وماهي آلية تطبيقه على الأرض ؟ _لا بدّ بداية من فهم حيثيات بيان "فيينا"، من حيث: هلهو اتفاق لتسوية نهائية، أم أنّه محاولة صرف ناتج الاشتباك في مرحلة من مراحله؟..إذ أنّ البعض يعتبر أنّ هذا البيان إنما هو بيان نهائي لناتج اشتباك لم يتبدل أويتغيّر، بمعنى أنّ المواجهة قد انتهت، وهذا في الحقيقة ليس صحيحا أو موضوعيا، إذأننا نعتبر أن الاشتباك لم يزل قائما، وأنّ ناتج الاشتباك لم يحسم تماما، وهو فيمرحلة من مراحله التي تؤدي إلى رسم معالم تقدم هامة للفريق الذي منع المشروعالأمريكي من المرور على مستوى المنطقة، باعتبار أن التحالف الصاعد الجديد، والذييضم: "روسيا وسورية وإيران وحزب الله" إضافة إلى العراق، إنّما هو تحالفهام جدا منع هذا التقدّم للأمريكي، خاصة في الحلقة السورية أو المفصل السورية،الأمر الذي دفع الاشتباك كي يمر في مراحل متعدّدة، وهي مراحل طالما حاول الأمريكيأن يصرفها في كلّ محطّة كان يعمل على تحضيرها بغية الوصول إلى جزء من أهدافه التيكان يتطلع إليها، إلا أنّ هذا الصرف كان يتبدل من "جنيف1" إلى"جنيف2" ثم "موسكو1" وصولا إلى "موسكو2"، إذ أنّناتج الاشتباك هو الذي تغيّر وأدى إلى تغيّر في صرفه وتغيّره في تلك المراحل.. من هنا يمكننا القول بأن آلية التطبيق التي تتحدثين عنها إنّما هيفرضية تشابه الفرضية التي تحدث عنها البعض خلال "جنيف1"، وحديثهم عماأطلق عليه "بالمرحلة الانتقالية"، حين برع الكثيرون في الحديث عنها،علما أنّ الأرض كانت تؤسس لناتج اشتباك آخر وجديد، لم يعد يناسب الناتج الذي جاءبـ "جنيف1"، وبالتالي فإن كلّ الفرضيات التي كانت تتحدث عن تطبيق"المرحلة الانتقالية" إنّما كانت فرضيات لا تماشي صيرورة المواجهة والمعركة.. وبالتالي يمكننا القول بأنّ "فيينا" كانت محطّة من تلكالمحطات، وهي لا يمكن أن يبنى عليها بشكل مباشر وحصري، لجهة العناوين التي تمّالتوقف عندها، إذ أنّنا نعتقد أن الميدان من جديد سوف يؤسس لعناوين تسويات أخرى،تناسب ناتج الاشتباك في مراحله المقبلة..
-هل تعني أنّ بيان "فيينا" لن يبقى على ما هو عليه، بعد فترةمن الزمن؟.. _في تقديري أنّ فصولا رئيسية من "فيينا" لن تبقى على ماهي عليه، كون أن المشهد العام للمواجهة فيه انزياحات كبيرة خلال المرحلة القادمة،وبالتالي فإن المواقف الصاعدة للدول المتواجهة على مستوى الاقليم سوف تتغيّروتتبدل، بمعنى أنّ بيان "فيينا" سوف يتغيّر ويتبدل، وسوف يتم التركيزعلى واحدة هامة فيه وهي "مواجهة الإرهاب"، في حين أنّ سورية والرئيسالأسد سوف يتحولان إلى حاجة وضرورة ماسة للتعامل مع هذا العنوان الدولي والخطير،بعيدا عن عناوين أخرى لها علاقة بأمور السوريين الداخلية، والتي تتعلق بترتيببيتهم السياسي الداخلي.. من هنا يمكننا القول بأنّ بيان "فيينا" لا يمكن أن يبقىعلى ما هو عليه، وهو، كما كنّا نؤكد دائما، سيكون صرف ناتج الاشتباك الميدانياللحظي، هو المعادل السياسي الآني لناتج اشتباك اللحظة، غير أنّ هذا الناتج سوغيتغيّر باعتبار أنّ الاشتباك لم يزل مستمرا، وهناك مؤشرات هامة وكبيرة، على أنّهذا الناتج يأتي في حساب سورية وحلفائها.. - هناك من يقول بأن الغطاء الروسي كان هاما، من أجل صمود وبقاء السوري،وبالتالي فإن رفع الغطاء الروسي عن السوري سوف يؤدي إلى سقوط السوري، إلى أي مدىهذا الكلام صحيحا؟!!..
-كثيرون هم الذين لا يدركون جيّدا الأبعاد الحقيقية لحضور الروسيأو دخوله على خطّ المواجهة والاشتباك من خلال مستواه العسكري، مثلما أخطأ هؤلاء فيتقييم دخول "حزب الله" أو في المشاركة الإيرانية، باعتبار أنّ هؤلاءاعتبروا أنّ انهيارا أصاب القوات المسلحة السورية، وبالتالي كان لا بدّ من مساعدةمباشرة من قبل "حزب الله"، ثم لم يستطع هذا التحالف الجديد بين"حزب الله وسورية" أن يصمد في وجه هذا العدوان وهو ما دفع الإيرانيللدخول والمشاركة، أيضا اتساع هذا التحالف باتجاه الإيراني لم يستطع من جديد أنيصمد في هذا الاشتباك، وهو ما دفع بالروسي إلى الدخول على هذا التحالف، والسؤالالكبير، هل التحالف السوري والايراني إلى جانب حزب الله لم يستطع أن يصمد في وجههذا العدوان وبالتالي كان دخول الروسي من خلال ذراعه الجوية؟!!.. نعتقد أنّ مثل هذه الفرضيات فيها كثير من المغالطات الواضحةوالفاقعة، ولا نراها كذلك أبدا، إذ أننا نعتقد بأن مثل هذه التحالف الصاعد كانيؤسس لحالة سياسية ولم يكن يؤسس لحالة عسكرية خالصة وصافية، خاصة حين نرى أنالروسي يصرّ اليوم على مشاركة الأمريكي والاوروبي إضافة إلى قوى الاقليم إلىالانضمام إلى هذا التحالف لمواجهة الإرهاب.. بهذا المعنى نرى أنّ حضور الروسي لم يكن حضورا حامياً لوجود الدولةالسورية، بمقدار ما كان حضورا عسكريا له أبعاد سياسية، وبالتالي فإن أي مقولة أوفرضية حول سقوط الدولة السورية أو هزيمة الجيش السوري في ظلّ رفع الغطاء الروسيإنما هي فرضية غير واقعية أو موضوعية..
-وهل هذا المقياس أو المعيار ينطبق على الحضور الإيراني أيضا؟!!..
-نعم أنا أعتقد أنّ ذات المعيار والمقياس وذات الحسابات تنطبق علىحضور الإيراني، ودوره الذي لعبه لجهة المساعدة في صمود الدولة السورية، إذ أنّنانتطلع إلى المشاركة الإيرانية على أنّها مشاركة إيجابية في تعميم المشاركةالإقليمية لمواجهة الإرهاب، وهي مشاركة ظاهرها عسكري في حين أنّ جوهرها سياسي، كونأنّ هذه المشاركة كانت محطة هامة في طريق تعميم التحالف لمواجهة الإرهاب، في ظلصراع كبير كان يقوم على حقيقة وجوهر الحاصل في سورية، خاصة وأنّ قوى إقليمية كانتتستعمل هذا الارهاب لتفكيك الدولة السورية وإسقاطها، وبالتالي فإن المشاركةالإيرانية جاءت هامة لجهة تظهير حقيقة الحاصل في سورية..
-هل تعني أنّ المشاركة الإيرانية لم تكن عاملا حاسماً في الحيلولة دونسقوط الدولة السورية؟!!.. -أنا أجزم لك أنّ المشاركة كانت هامة جدا، لكن الهدف منها لم يكنكما سوّق لها البعض، أو كما أراد أن يفهمها البعض، إذ أنّا نراها مشاركةاستراتيجية لإنتاج التحالف أخير الذي يرغم الأطراف الدولية الأخرى على الانخراط فيمواجهة الإرهاب، وبالتالي يكون قد سقط من إيديهم إمكانية الاستثمار في الارهابواستعماله في العدوان على سورية.. بمعى آخر لا نرى أنّ المشاركة الإيرانية كانت مشاركة تكتيكية تحولدون انتصار الإرهابيين بمقدار ما كانت مشاركة استراتيجية حالت دون استمرار بعضالقوى الاقليمية والدولية الاستثمار في العنف وفي الارهاب بالضبط، من أجل الهيمنةعلى المنطقة أو أخذها إلى مواقع أخرى جديدة.. لهذا يمكننا القول بأن الإيراني لم يتمكن من مساعدة الدولة السوريةبمقدار ما ساهم في لجم تقدم وتغوّل مشروع الهيمنة للإدارة الأمريكية، باعتبارأنّنا نتطلع إلى أنّ القوات المسلحة السورية كانت وما زالت قادرة على هزيمةالإرهاب والارهابيين، وهذا أمر مفروغ منه، لكنّ الدولة السورية كانت بحاجة ماسةلشرعنة هذه المواجهة وإلحاق الهزيمة بالأداة التي استعملتها القوى الاخرى التيأرادت إعادة إنتاج المنطقة..
- أنتم كيف تنظرون إلى إيران في ظل هذه المشاركة؟!!.. -إيران حليف استراتيجي على المستوى الاقليمي، وهي ذات مساهمة كبيرةجدا، في الحيلولة دون تفتيت المنطقة وتمزيقها، وبالتالي دون تفتيت سورية وتمزيقها،ونعتقد في هذا السياق أنّه لولا الموقف الإيراني لسقطت المنطقة في أتون مشاريعاستتباع وإلحاق خطيرة جدّا، وبالتالي فإن وقوفها إلى جانب سورية هو وقوف إلى جانبالمنطقة، وشعوب المنطقة، ولا نستثني من ذلك تلك الشعوب التي كانت حكوماتها أدواتفي سياق المشروع الأمريكي، بمعنى أنّ المشاركة الإيرانية لا تقل عن التضحياتالسورية التي حالت دون سقوط المنطقة بأسرها بيد بارونات رأسالمال على مستوىالعالم..
-لكن ماذا قدّمت إيران لسورية برأيكم؟!!.. -كثيرون هم الذين لا يريدون أن يروا أو يفهموا، ولا يريدون أنيحدثوا مقارنات لما قدّمته إيران لأطراف أخرى على المستوى الاقليمي كي نفهم بدقةماذا قدّمت لسورية، فإيران قدّمت لحزب الله كما قدّمت لحماس والجهاد الإسلامي، ولانعتقد أنّ المشاركة الإيرانية في سورية كانت مختلفة عن مشاركتها للمقاومة العربيةفي أكثر من مكان في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي، لكنّه أهمّ ما في هذه المشاركةالمساهمة بغطاء سياسي يعطي مشروعية لموقف هذه المقاومة، وبالتالي أهم مساهمةقدّمها الإيراني للسوري أنّه حضّر له مناخا لجهة تحالف سوف يتسع أكثر، حيث أمّن لهإمكانية الاستثمار في هذه المنصة والبناء عليها والاستقواء بها.. فالإيراني من خلال موقفه الجبار حال دون إنجاح التحالف الذي قادتهالولايات المتحدة في شرعنة الحاصل في سورية وتقديمه على أنّه "ثورة" فيوجه "النظام" أو "السلطة"، وبالتالي فإن الصمود الذي أبدتهالدولة السورية، إلى جانب التضحيات التي قدّمها المجتمع السوري، مكّنا المساهمةالإيرانية وسمحا لها كي تكون فاعلة ومنتجة، وهي لا تفيد فقط في إنقاذ سورية، كماقلت لك، وإنما سوف تفيد في إنقاذ المنطقة بكاملها.. أمّا وأنّ البعض الذي يريد أن يعرف ماذا قدّمت إيران لسورية علىالمستوى العسكري أو الاقتصادي فإنّني أعتقد أنّ الأهم في الأمر أنّ حجم المشاركةكان منتجاً، نعم لقد وقفت إيران إلى جانب سورية "ماديا ومعنويا"، وهيتفعل كذلك بالنسبة لكل الأطراف التي قاومت المشروع الأمريكي – الصهيوني على مستوىالمنطقة، ونعتقد أنّنا وقفنا إلى جانبها وسنقف إلى جانبها في كل لحظة تتعرض فيهبشكل مباشر أو غير مباشر لهذا المشروع، وليس هذا الموقف خاصا بإيران أو بسورية من قبلإيران وإنما نعتقد أنّه موقف عام، طالما كان يتعلق بأي طرف إقليمي أو دولي وقف فيوجه مشروع التغوّل الأمريكي..
- أين أماكن تموضع "المعارضة المعتدلة"، وهل تتلقي دعماًلوجستياً من قبل الولايات المتحدة؟!!.. -أنا في تقديري لا يوجد شيء اسمه "معارضة معتدلة"، مثلمالم يكن هناك يوما شيء اسمه "ثوار وثورة"، باعتبار أنّها مفاهيم أرادتأطراف العدوان أن تسوقها وأن تفرضها واقعا موضوعيا في المواجهة الحاصلة على مستوىالوطن السوري، إلا أنّ الولايات المتحدة تعتبر أنّ هناك "معارضة معتدلة"رفعت السلاح في وجه الدولة للدفاع عن نفسها، لكنّها، أي الولايات المتحدة، لم تقللنا حتى اليوم أين هي مواقع توضعها، والحقيقة أنّه لا يوجد هناك فرز عضوي واقعيبين "معارضة معتدلة" وأخرى تمارس الإرهاب، خاصة وأنّ هناك من اعتبر أنّ"جبهة النصرة" هي "معارضة معتدلة" باعتبار أنّها، أو كما قيل:القسم الأكبر من عناصرها هم سوريون، أي أنّهم شرعنوا "لجبهة النصرة"ممارسة الإرهاب فقط لأن عناصرها سوريون، أي أنّهم شرعنوا الإرهاب لبعض السوريين ضدسوريين آخرين، وهنا الطامة الكبرى التي لم ينتبه لها كثيرون.. وبالتالي في تقديري أنّ فلسفة العدوان ومواجهة العدوان في إحدىمستوياته الهامة يتعلق بالمفاهيم وشرعنتها، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية ومن وقفإلى جانبها تبحث عن مسميات وعناوين لها علاقة بمفاهيم خادمة لها في عدوانها، فكانتأن أوجدت أو ابتكرت مفهوم "المعارضة المعتدلة"، لكنّها لا تعلم أينتتواجد هذه "المعارضة"، وهذا ما أوقع الولايات المتحدة في جريمة هائلةحين دعمت العنف في سورية تحت ذريعة أنّه "معارضة" وأنّه "معارضةمعتدلة"، وهي بيئة الدعم التي أنتجت ودعمت ووفرت شروط نمو الإرهاب وتشكل"داعش" وغيرها، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لم تزل تقوم بهذا الدعموالذي تعوّل عليه كثيرا ميدانيا، لأنها لم تزل مشتبكة مع مؤسسة الدولة السورية،وهي تبني حتى اللحظة على ناتج هذا الاشتباك..
-هل ضربت روسيا مواقع لتلك المعارضة؟!!.. -قلت لك، لا يستطيع أن يقول أحد أين مواقع تواجد هذه"المعارضة"، كونه لا يوجد هناك فرز عضوي موضوعي طبيعي بين هذه"المعارضة" وبين سواها ممن يمارس الإرهاب، وإلا لكانت هذه المواقع التيتسيطر عليها هذه "المعارضة" قد استثمرت في السياسية، وأقامت عليها كيانا"ندّا للدولة"، وأنت تلاحظين أنّ جزءا لم يقم بهذا المعنى من كامل ترابالوطن السوري، وكل سيطرة جاءت بهذا المعنى تمّ التعبير عنها "إرهابيّا"،فلا يستطيع أحد أن يقنعني أنّ السيطرة على أجزاء واسعة من محافظات القطر كانت قدقدّمت النموذج الذي يتطلع إليه السوريون، هذا يعني أخيرا أنّ السيطرة علىالجغرافيا كانت ناتج فعل إرهابي صرف، وبالتالي صرفه لم يكن بعيدا عن هذاالعنوان،وإلا لكانت "الحكومة المؤقتة"، أو كما أطلقوا عليها، قادرة علىأن تمارس دورها من خلال الجغرافيا التي تمت السيطرة عليها من قبل هذه"المعارضة المعتدلة"..
-هل ضربت روسيا هذه المواقع التي اعتبرها البعض موجودة؟!!.. -أنا باعتقادي أنّ الروسي لا يفرّق بين جغرافيا وأخرى، لكنّه فيالسياسية، وفي بعض الأحيان، يحاول أن يمرّر عكس ذلك، حين يزعم على سبيل المثال أنّهناك "قيادات معارضة" ساهمت في إرشاده على بعض مواقع الإرهابيين، ويعني"داعش" هنا، فهو يدرك أنّه لا مكان "لمعارضة معتدلة" لكنّهيناور في هذا المستوى من أجل استيعاب من يريد أن يلعب أو يستثمر على هذا المعنى،وهو يعمل على كسب مشروعية وجوده وحضوره حتى من قبل أولئك الذي وقفوا ضدّ موقفه منالحاصل في سورية..
_إذن.. ما هو مستقبل تلك "المعارضات" التي يتحدثون عنها؟!!.. -سؤلت في مطلع العدوان على سورية، ذات السؤال بمستوى آخر، حين كنتأصرّ على أنّه لا يوجد هناك جسد متظاهر "نظيف"، وإنّما هو رافعة جسدمسلح سوف يظهر للعلن قريبا، وسوف يعطى هذا الجسد الجديد المشروعية، وهو ما يحصل،يومها كنت أقول لهم سوف يتبخر هذا "الجسد المتظاهر"، لأنه جسد استعماللحظي مطلوب منه أن يكون منصة أهداف أخرى، وهو ما يحصل، لهذا أعتقد أنّ هذه"المعارضات" سوف تتبخر من التداول، وسوف تصرّ هذه "المعارضات"أكثر خلال الأيام القادمة على أنّها لا تختلف عن "داعش"، وبالتالي لامستقبل لشيء اسمه "معارضة معتدلة" على كل المستويات..
- "داعش" في سورية والعراق، ما مصيرها كقوى إرهابية، هلتعتقد أنّها ستمتد لدول أخرى، أم أنّ روسيا قادرة على إنهائها؟!!.. -كثيرون أولئك الذين اختلفوا معنا حول ماهية"داعش"، بين كونها "أداة استعمال" أم أنها "طرفعضوي" موضوعي على مستوى المنطقة، لهذا نعتبر أنّه لا بدّ من فهم هذه الماهيةلـ "داعش"، حتى نستطيع أن نحدّد مستقبلها أو مصيرها.. نحن نرى إلى "داعش" على أنّها أداة استعمال صرفة،حضّرتها واستثمرت فيها أجهزة استخبارات دولية وإقليمية، كما أنّ هناك أجهزةاستخبارات أخرى اخترقتها وحاولت أن تسقط الأهداف التي أعدت "داعش" منأجلها، وهو صراع استخباراتي كبير جدّا، طالما كنّا نؤكد عليه منذ مطلع العدوان،وبالتالي فإنّنا نجزم أن "داعش" حتى اللحظة هي بين أيادي أجهزةاستخبارات تتواجه في المنطقة، ونتيجة هذه المواجهة اتسعت "داعش" وتضخمت،واستغلت الصراع نفسه، إضافة إلى كون حجم حضورها العنيف لم تتسع له المنطقة، وهوبالتالي سوف يسيل ويفيض عن جغرافيا المنطقة، وسوف يصل إلى مواقع واسعة من جغرافياالإقليم، وهو ما كنا قد قلناه منذ سنوات.. أنا باعتقادي أنّ روسيا قادرة على إنهائها، وأنّ الولايات المتحدةأيضا قادرة على إنهائها، وأنّ سورية قادرة على إنهائها، والعراق كذلك، لكنّ ذلكيحتاج إلى إيقاف الاستثمار في "داعش" من قبل من يستثمر فيها، وهو الذيتعمل عليه سورية وروسيا وإيران، حين يصرون على أنّ هناك إرهابا يحتاج لتعاونإقليمي ودولي من أجل الانتهاء منه، بمعنى أنّه مطلوب من الأطراف التي تستثمر في"داعش" أن تكف عن هذا الاستثمار والاستعمال من أجل القضاء عليه أخيرا..
-برأيكم.. من سيسبق في سورية، الحلّ السياسيّ أو الحسم العسكري؟!!.. -أيضا هناك فهم خاطئ للحاصل على مستوى المنطقة، خاصة لجهة هذاالصراع وهذه المواجهة، إذ أنّ كثيرين يأتون المسألة معكوسة ومغلوطة، حيث يعتبرونأنّ "الحلّ السياسيّ" مفصول عن ناتج الميدان، وكأنّ هناك من يعمل فيالسياسة مفصول عمّن يعمل في العسكرة، فيبدو الأمر وكأنّه على مستويين متناقضينتماما، إمّا أن يتقدم "الحلّ السياسي" أو يتقدم "الحسم العسكري"،طبعا نحن فهمنا للحاصل غير ذلك، إذ أنّنا نعتقد أن "الحلّ السياسي" ليسمفصولا عن ناتج الميدان، وهناك فعل موازنة كبير جدّا بين الاثنين خاصة للفريق الذييصدّ العدوان ويحاول إسقاطه.. من هنا رأينا سابقا، ونؤكد الآن، على الآن "الحلّالسياسي" سيكون ناتجا موضوعيا لمشهد الميدان، وبالتالي كلّما تقدم طرف فيالميدان سيكون "الحلّ السياسيّ" يراعي مواقفه السياسية وإرادته في هذهالمواقف..
-كيف ترونه سيكون، خاصة لجهة الداخل السوري؟!!.. -إيماني أنّه لا يوجد شيء اسمه "حلّ سياسيّ"، فيما بينالسوريين، كون أنّ العدوان لم يكن نتيجة "أزمة" فيما بينهم، بمقدار ماأعتقد أنّ هذه "الأزمة" نشأت في ظلّ العدوان ذاته، وبالتالي تمّاستغلالها باعتبارها أساس "الأزمة"، من هنا يمكننا القول بأنّ"الحلّ السياسي" لم يكن بين السوريين وإنّما هي محاولات تدخل لقوىإقلمية ودولية في الشأن السوري، باعتبار أنّ محاولات تفتيت الدولة فشلت أمامتضحيات السوريين، الأمر الذي فرض على قوى العدوان المحاولة وصولا إلى"تفخيخ" منظومة الدولة، من خلال خرائط سياسية تفرض على الفريق الوطنيالذي يقود الدولة السورية من أجل العبث لاحقا بهذه المنظومة وبالتالي العبثبالدولة.. لهذا يمكننا القول بأن مفهوم "الحلّ السياسيّ" سوف ينحسرشيئا فشيئا، وسوف يتراجع حتى لحظة التلاشي، وسيأتي يوم لا نرى فيه أحد يتحدث عن"حلّ سياسي"، في هذه اللحظة بالذات سيكون الميدان محسوما في رئيسياته منالدولة السورية وحلافائها، وبالتالي سوف يكون واضحا ناتج العدوان على أنّه لم يحققأهدافه التي قام من أجلها، عندها ليس بمقدور هذه الأطراف، نعني بها أطراف العدوان،أن تفرض شيئا في السياسية على الدولة السورية، إذ أنّها في هذه اللحظات سوف تكونجاهدة في البحث عن مخارج خلاصها في الميدان، والتخلي عن أدواتها التي لم تستطع أنتفرض شروطها من خلالها..
-هل يعني ذلك، أنّ "حلا سياسيا" لن يكون في سورية؟ ولماذا؟ -إذا كنت تعنين "بالحلّ السياسيّ" عملية سياسية بينالسوريين، فهذا أمر عادي وطبيعي ومطلوب، أما إذا كنت تعنين به أنّ أطرافا خارجيةسوف تملي على سورية كيف تدير أمورها ومن يكون على خرائطها السياسية الداخلية، منسيكون بالحكومة ومن سيكون خارجها، ومن سيكون في البرلمان ومن سيكون خارجه، وحجومهذا الحضور وذاك الحضور، نكون مخطئين جدا، هذا لن ترينه إطلاقا..
-لأن الأطراف التي تحاول فعل ذلك لن تكون قادرة على هذه الإملاءات،مثلما عجزت وفشلت في إسقاط الدولة، وبالتالي لم تمتلك القدرة الكافية على ذلك، فهيلن تكون قادرة على تمرير هذه السيناريوهات، في "تفخيخ" منظومة الدولة،بمعنى أنّها لم تعد قادرة على امتلاك القدرة الكافية لتمرير مثل هذهالسيناريوهات..
|
|