وحول المبادرة التي طرحها وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف لحل الأزمة السورية وموقف الدولة السورية منها، قال عضو البرلمان السوري خالد العبود: "نحن نخطئ عندما نقول أن هذه المبادرة إيرانية وتلك مبادرة روسية فأنا باعتقادي أن هذا الاصطفاف وهذا الحلف الذي يشكل "طهران – دمشق – موسكو" يطرح مجموعة من الأفكار تحاكي بشكل أو بآخر جملة تطورات وتحولات على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري والاستخباراتي في المواجهة الكلية الحاصلة في المفصل السوري وبتقديري أن كل ما يطرحه الأشقاء الإيرانيون هو مفيد لجهة الشعب السوري أولاً وأخيراً"
وأضاف العبود: "أنا اطلعت على ما تم تسريبه بأنه مبادرة ولا أختلف مع كثير من الأفكار التي طرحت وأعتقد أن الدولة السورية تجيب على أي مبادرة أو موضوع بشكل رسمي، عندما يطرح عليها بشكل رسمي أيضاً ولا أظن أن هذه المبادرة طرحت على سوريا رسمياً" لافتاً إلى أنه "يعتبر الأمر عملاً جمعياً ينتجه هذا الحراك السياسي الإيراني الروسي السوري ويجب ألا نتعامل معه باعتباره مبادرة بل باعتباره جملة أفكار يمكن أن تخدم مصلحة الشعب السوري. "
وعن حديث بعض الأوساط أن هناك تحولات جذرية ومفاجآت سوف تحصل على الصعيد السوري بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية ظريف والتي أعقبتها زيارة مساعده عبد اللهيان إلى سوريا، قال العبود: "إن المفاجئ قد حصل إلا أن كثافة الضخ الإعلامي والتشويش الإعلامي الحاصل على المشهد صرف أنظار الجمهور عنه" منوهاً "قد يتساءل البعض؛ أين هذه التحولات" مجيباً: "لو قرأنا وتابعنا المشهد بمعزل عن لعبة الإعلام لرأينا تحولات جذرية وأساسية في المشهد ككل فعلى سبيل المقال نجد أن هناك منظومة خليجية كانت تصطف إلى جانب الأمريكي وكانت تشتم الإيراني والروسي صباح مساء لكننا اليوم نجد نفس المنظومة لم تعد وجهتها واشنطن إنما موسكو ولم نكن نتوقع قبل شهور قليلة أن نجد مثل هذا "الحجيج" إن صح التعبير إلى العاصمة الروسية ولم يخطر في بالنا يوماً أن يتحدث ملك آل سعود عن أن "الاتفاق النووي هو مفيد لاستقرار الشرق الأوسط" مؤكداً أن "هذه تحولات كبيرة وهامة حصلت، إلا أن الإعلام المضاد الذي يقف في وجهنا لا يريد أن يصرف هذه التحولات إعلامياً لجهة هزائم معنوية لجمهوره وبالتالي هو إعلام مؤثر جداً على جمهوره ويلعب دوراً سلبياً لجمهورنا "
واستحضر العبود ما كان يسمى "أصدقاء الشعب السوري" قائلاً: "هناك عشرات الرؤساء والزعماء كانوا يجتمعون مع ما يسمى بالمعارضات وكل هؤلاء كانوا يكفّرون الدورين الروسي والإيراني" مضيفاً "دعونا نراقب هؤلاء الآن ونسأل: أين هم؟ في أي حضن يجلسون؟ نجد الآن أن هذه المعارضة كلها في حضن الروسي بشكل أو بآخر"
وحول الطريقة التي يتعاطى بها الإعلام السعودي في ظل التذبذب في المواقف لما يحصل في سوريا والمنطقة، قال العبود: "لا يجب أن نهتم كثيراً لما يصدر عن السعودية فهناك أمور تريدها المملكة السعودية نتيجة الانزلاق الكبير الذي ذهبت فيه في كل من اليمن وسوريا ولبنان والعراق والخسائر المتتالية، فهي تحاول بشكل أو بآخر أن تحصّل ما يمكن أن تحصّله، وهذا فقط بالإعلام السياسي "
وعن توصيف المشهد الميداني في الجنوب السوري بعد فشل معركة "عاصفة الجنوب" للمرة الخامسة على التوالي والاقتتال الحاصل بين الفصائل الإرهابية هناك أوضح العبود لمراسل تسنيم قائلاً: "صحيح أن الدولة السورية غير مسيطرة على بعض جغرافيا الجنوب، لكن نتساءل هنا؛ هذه السيطرة لصالح من كانت ؟" مضيفاً "عندما جاء العدو لصرف هذه السيطرة وجدها تتمثل بداعش وجبهة النصرة، لذا أعتقد أن ما يحصل في الجنوب هو عبارة عن اقتتال وتصفيات استخباراتية ليس إلا، حتى ما سمي بعاصفة الجنوب أو ما سمي الهجوم على مدينة درعا وكل هذه الأسماء تندرج تحت خانة التصفيات" .
وتابع عضو البرلمان السوري "أنا في تقديري أن هذه المعارك غير مفيدة لأصحابها لأنني مؤمن أنها لا تملك أهدافاً استراتيجية إنما تتجه نحو أهداف تكتيكية، فعلى سبيل المثال ما يحصل في الجنوب هو أن هناك تدافع وتنافر سعودي- قطري والبعض لا يسلط الضوء على هذه النقطة، لأنه مأخوذ بعنوانها الأساسي ويتناسى هذا التفصيل" كاشفاً عن أنه "تم القضاء على ضباط منشقين من الجيش السوري من قبل استخبارات سعودية من ثم ردت استخبارات قطرية بأن اغتالت بعض الضباط من الطرف الآخر" .
وأضاف: "إن كلاً من «الإسرائيلي» والسعودي والتركي له حجم حضور في غرف العمليات المشتركة وعندما يزيد حجم قوة على أخرى فإن ذلك ينعكس في تصفيات ميدانية" لافتاً أن "كل الذي شاهدناه لجهة الدخول إلى مدينة درعا لا يندرج تحت مسمى (تحرير درعا) والهجوم على دمشق" ومن يتبنى هذا الكلام يتناسى أن المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية على بعد 3 كيلومتر فقط من العاصمة دمشق وبالتالي فإن هذه القراءة مغلوطة وأنا أضعها تحت عنوان كبير هو عبارة عن "تصفيات استخباراتية لقوى لم تستطيع أن تصل لهدفها الاستراتيجي الأساسي" .