ماريا سعادة في حوار مع أنباء فارس
الثلاثاء, 18 آب, 2015
اعتبرت عضو مجلس الشعب السوري ماريا سعادة أن "محاولة تركيا إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية هدفها ردع وحجب الصراعات بين الميليشيات المسلحة في الشمال السوري عن الداخل التركي.
وقالت سعادة في حوار خاص مع مراسل وكالة فارس في دمشق "كما أنها تحاول عزل الأكراد بهدف منع حدوث اشتباكات مع أكراد تركيا والعراق وسوريا، بالإضافة إلى محاولة الخداع على المدى الداخلي والهروب من الأزمة الداخلية التي تعاني منها أنقرة"
واعتبرت إن "وضع الجدران العازلة على الحدود داخل سوريا انتهاك للسيادة السورية ولا يمكن القبول به وهو أمر مشابه للجدران التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وبالتالي يصبح لدينا صورة متكررة في الشمال السوري ما يؤدي إلى ترسيخ وجود عدوين مشتركين في الشمال تركيا وفي الجنوب إسرائيل".
وعن إقامة منطقة "آمنة" داخل الأراضي السورية، قالت إنه "تمهيد لإقتطاع أرض سوريا لدولة ذات سيادة وهذا الكلام لايمكن أن يحصل على الإطلاق، فإذا كان مخطط الغرب هو التقسيم فمشروعنا مختلف وهو يرفض هذا الأمر" داعية إلى "وجود مقاومة لهذه المخططات ليس فقط بالداخل وإنما على المستوى الإقليمي".
وأشارت عضو مجلس الشعب السوري إلى أن "كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير كان واضحا حول مقاومة مشروع التقسيم والتأكيد على وحدة سوريا وهذا الأمر دعمته طهران التي أكدت أكثر من مرة على وحدة سوريا أرضا وشعبا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن مرارا وتكرارا أن موسكو تدعم وحدة سوريا وبالتالي أصبح هذا الأمر خطا أحمر بالنسبة للقوى الإقليمية، وهو بالمحصلة يرفض المشروع التركي بإقامة منطقة آمنة تهدف إلى تقسيم سوريا".
وأردفت بالقول: "إن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد كان واضحا عندما عبر وأكد أن مشروع التقسيم أصبح ورائنا واليوم الحسم هو للأرض فمن الواضح أن معرفته الكبيرة بالقوى الكبرى والمجريات على الأرض أدت إلى درايته بآليات الانتصار والنجاح".
وعولت سعادة على الشعب السوري في إفشال مخطط التقسيم الغربي بالقول: "إذا رفض الشعب هذا الأمر لا يمكن أن يحدث، وهذا أمر تاريخي حدث عندما كانت فرنسا تريد تقسيم سوريا إلى دويلات ولم تنجح في ذلك لوجود مقاومة وطنية آنذاك من كل الأطياف الوطنية علما أن فرنسا كانت تحاول زرع الفتنة بين مختلف طوائف الشعب السوري".
وأضافت إن "الشعب السوري اليوم يرفض أيضا عملية التقسيم الطائفي التي دعمتها الدول الغربية كالولايات المتحدة الأميركية وفشلت فيها وبالتالي نرى أن هناك تصعيدا كبيرا على الأرض من قبل تركيا حيث تضع أنقرة كل إمكاناتها لكي تنشىء هذه المنطقة العازلة علما أن واشنطن رفضت التصريح التركي بإقامتها وأشارت فقط إلى أنها تريد محاربة داعش"، لافتة إلى أن "المنطقة الآمنة هي مشروع تقسيم ليس لسوريا فقط إنما للمنطقة كلها".
وأشارت سعادة إلى أن المجموعات الإرهابية هي ليست فقط "داعش" أنما هي كما وصفها مجلس الأمن "داعش" و"النصرة" وكل المنظمات الإرهابية الأخرى المشتقة عن القاعدة أو المتفرعة عنها، مؤكدة أنه لا يوجد "تحالف ضد الإرهاب" لأن ذلك الأمر يجب توصيفه بدقة وأن إنهاء الإرهاب على الأراضي السورية لا يمكن أن يتم إلا بتطبيق قرارات مجلس الأمن 2170 و2178 و2199.