مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب :لماذا أتينا إلى هذا العالم؟

الأحد, 4 آب, 2024


المضطرب، المليء بالحروب والنزاعات والصراعات، حيث بؤر الصراع هنا وهناك، وحيث طغى الظلم على العدل، في الحروب الكل خاسر حتى لو ربح المعركة، لأن الخسارة جلها في الأرواح؛ وأخص تلك الأرواح البريئة التي ليس لها ناقة ولا جمل من تلك الحروب التي أشعل فتيلها المستفيدون من إضرام النار في كل شيء..

هل أتينا إلى هذا العالم لنموت في هذه الحروب؟

هل أتينا إلى هذا العالم لنعاقب فيما لاذنب لنا به ؟

هل أتينا إلى هذا العالم لنحيا ونرى من نحب يموت أمام أعيننا؟

لماذا أتينا إلى هذا العالم؟

هل هناك بقعة أخرى في هذا الكون يعمّ فيها السلام، إذ لا حروب ولا صراعات ولا نزاعات؟

وإن كانت موجودة فهل نستطيع السفر عبر الزمن إليها لنتخلص من هذا العالم الموبوء الذي طغت عليه المادة واندثرت فيه الأرواح.

نحن لم نولد على هذا الكوكب لكي نقهر ونرى من نحب أمام أعيننا يغادرنا ونحن نذرف الدموع عليه ولدينا صورته، كما ورد في سفر الحكمة "25:2" " فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ خَالِدًا، وَصَنَعَهُ عَلَى صُورَةِ ذَاتِهِ"

فنحن الذين خلقنا الله على صورته ليرى نفسه فينا.

قال الله تعالى في القرآن الكريم: "إني جاعل في الأرض خليفة" نحن إذاً خلفاء الله على الأرض، لماذا ندمر هذه الأرض التي جعلنا خلفاء فيها؟.

لماذا إذاً نشوه تلك الصورة التي خلقنا الله فيها على صورته الحقة وجعلنا خلفاءه، ونحن أبناؤه وعياله، فهل هو الذي أراد نشرهذا القتل وأرادنا أن نكون  قتلى ومجرمين، أم أرادنا أن نكون محبين ومحبوبين.

لقد بين الله للناس طريق الخير كما بين لهم طريق الشر، وترك الاختيار لهم ليكونوا مخيرين لا مسيرين، وقد ورد في الديانات التوحيدية ما يؤكد على ذلك، ففي الكتاب المقدس: "لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا." (غل 6: 7). إن الله تركنا مخيرين فكما تزرع أيدينا نحصد.

وقال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الكهف: " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ "إن الله تركنا أحراراً نختار مانشاء دون تقييد.

إن الله عز وجل خلق الإنسان ليغدق عليه نعمه ولكي يمكنه من أن يسلك طريق الكمال، ولكن البشر نسوا حقيقتهم وسمحوا للمادة أن تسيطر عليهم ووأدوا تلك الروح الإلهية النقية .

قال الله تعالى في القرآن الكريم: "ثم سواه ونفخ فيه من روحه" فنحن من روح الله الساكن فينا، وعندما بدأت سيطرة المادة تطفوا على السطح تحول الإنسان إلى هيكل تفوح منه رائحة نتنة مليئة بالكره والحقد، غادرتنا الروح النقية  لأنها أطهر من أن تبقى في ذلك السكن، على أمل أن تعود بعد أن تعود له نظافته ونضارته ويعم الحب بدلاً من الحرب، ويعم السلام بدلاً من الخصام، ذلك هو الخيار الذي يجب أن نكون عليه .

 

 



عدد المشاهدات: 99

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى