مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب ... أنثى بين الذكور

الأحد, 28 نيسان, 2024


شامخة تمشي مختالة بنفسها، تجلس متألقة، تلفت الانتباه في اتزانها، بدت محط أنظار الإناث قبل الذكور، تلك الأنثى ذات القوام الرشيق التي تضج حيوية وأنوثة، صاحبة الملامح الهادئة، يجتمع حولها الذكور في المجتمع الشرقي كاجتماع الوحوش الضارية حول فريستهم، الذين لا يفكرون إلا في غرائزهم الجنسية، ولا يرون في الأنثى إلا مكاناً لإفراغ الشهوات، فهي في نظرهم ليست كبشر مثلهم، مع أنها تشكل المجتمع كله وليس النصف كما يقال، في مجتمعنا ما أكثر الذكور وأقل الرجال، الذكور عبدة  الغرائز والشهوات الذين حيثما سنحت لهم الفرصة انقضوا على فريستهم الأنثى وأفرغوا فيها شهواتهم ليشعروا بعدها بلذة الانتصار، فلا مفاهيم لديهم  للحب الحقيقي بل للغريزة التي  توارثوها في الجينات الشرقية، ونراهم  بعد إفراغ هذه الشهوة  يشعرون ببطولة حققوها أو نجومية عالمية حصلوا عليها وفقاً لعدد الفاتنات اللواتي انقضوا عليهن وحصلوا على مبتغاهم منهن، ولأجل الوصول إليهن هناك من يقدم الإطراءات والمجاملات وهناك من يتودد وهناك من يلاطف بالهمسات ليظهر طهر نواياه، هكذا هي الذكورة الطاغية والمختلفة كلياً عن الرجولة .

يتهامسون عن ملامحها الطفولية وما سر ذلك، دون أن يعلموا بأنها ملامح طفولة بعقل مدبر ومفكر، يتساءلون ما هو سر الشباب الدائم، وكم من العمليات التجميلية التي أجريت لذلك الوجه حتى بدا بهذا الرونق والجمال وهذا القوام الممشوق الفتان، دون أن يدركوا أن الأنثى لبوة وذئبة، تختار من تحتاج ومن تدرك أنه أهل لها، أي أن الحياة أنثى تأخذ بيد من يدركها لتدع الآخر يلعب خارج أسوارها، لم يدركوا حقيقةً بأنها تلك المرأة المتصالحة مع ذاتها، لا تحمل الحقد والضغينة لأحد، طيبة لكنها قاسية تجاه من يخطىء بحقها وباحترامها لنفسها قبل احترامها للآخرين، فحينما يحترم الإنسان ذاته يحترمه الآخرون، هي تعلم بأنها المجتمع والحياة مجتمعة، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة والعاملة والعالمة والمفكرة والأديبة والقاضية والطبيبة والمهندسة والمحامية والصديقة والصاحبة والحبيبة، لم تخلق لمهمة  الإنجاب والخدمة فقط، ولن تكون إناءً لإفراغ الشهوات، هي تعلم بأن لديها رسالة في هذه الحياة، فالأنثى حياة والحياة هي الحب والجمال وإن لم تكن في هذه الحياة فلا طعم ولا لون لهذه الحياة.

فتحية لكل أنثى تمنح الحياة لمن يستحقها.

 

جويدا ثلجة



عدد المشاهدات: 115

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى