مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : أراهن على الوعي

الأحد, 14 كانون الثاني, 2024


لأنه عنوان تقدم المجتمعات وازدهارها، فكلما كان الوعي أكبر كلما كان المجتمع أكثر ازدهاراً، فالوعي الفكري ومن خلال تعريفه يتبين لنا أنه :" عندما لا يدرك الواعي الأمور على حقيقتها التي تجري عليها سيكون حُكمه على مختلف القضايا والأمور التي تجري من حوله حكماً خاطئاً أو عاطفياً فقط"  فالتعويل على وعي أي شخص يمتاز بتلك الميزة يوجب إدراك الأمور على حقيقتها أكثر من غيره، ومن هنا يكون الرهان على الشخص الواعي الذي سيكون حكمه مختلفاً في مجمل القضايا والأمور، وبذلك يكون حكمه صحيحاً وليس عاطفياً وخاطئاً، ولاينقاد وراء العواطف المتمثلة بالعائلية أو القبلية أو العشائرية أو المذهبية أو الطائفية، وإذا تم الانقياد وراء تلك العواطف حدث انهيار المجتمع نتيجة لفقدان هذا الوعي، لأن هذه العواطف التي تتأثر بها مشاعرنا، والتي لا نستطيع التحكم بها هي عواطف قبلية وليست نواتج فكرية ناجمة عن تحليل عميق للواقع وما آلت إليه القرارات السابقة أو الحالية، أو حتى استقراء للعواطف اللاحقة، فنسبة ارتياب العواطف عالية، وهي أعلى من نسبة ارتياب الوعي الفكري المستند إلى معطيات وتجارب وخبرات وما نتحمله من مسؤوليات، فالوعي المعياري الأخلاقي في مفهومه "هو الذي يجعلنا نصدر أحكاماً قيمية على الأشياء والسلوكيات، نرفضها أو نقبلها، بناء على قناعات أخلاقية، وغالباً ما يرتبط هذا الوعي بمدى شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه والآخرين".

وهذا الوعي هو وعي مكتسب وليس موروثاً بالجينات، لأن القناعات الأخلاقية هي قناعات تشكلت خلال التفاعل والانفعال في المجتمع، فما نراه عند الغرب في بعض المواقف أخلاقياً يكون لدينا في الشرق غير أخلاقي والعكس صحيح، وهنا يكون الشعور بالمسؤولية هو الأهم.

وانطلاقاً من هذين التعريفين يتبين لنا مدى أهمية الوعي لمجتمعنا وإدراك أهمية الدور الكبير المناط بوسائل الإعلام أو المؤسسات التي هي على تماس مباشر مع الفرد، وأخص هنا المؤسسة الحزبية المقبلة على الانتخابات، فكلما تضافرت الجهود بين تلك المؤسسات وبين وسائل الإعلام في العمل على توضيح الحقائق بشفافية تامة للمواطن كان عليه تحمل مسؤولية القرارات التي تتخذها تلك المؤسسات سلباً كانت أم إيجاباً.

والسؤال المطروح هنا هو: كم نحن بحاجة إلى وعي الفرد، هل نحتاجه في وقت محدد ولغرض محدد أم نحن بحاجة إليه بشكل دائم؟ إننا بحاجة لمثل هذا الوعي في كل الأوقات، حتى وإن كان مكتسباً، فهو بذلك موجود مع الفرد وإن لم يكن قد ولد معه جينياً، فهل سيكون هذا الفرد قادراً على أن يتحمل المسؤولية في اتخاذ قراراته بعيداً عن العشائرية والطائفية والمذهبية؟ فبعد حرب فرضت علينا وعشنا تبعاتها ثلاثة عشر عاماً لتقسيمنا وبث الفرقة فيما بيننا وجعلنا متناحرين حتى في البيت الواحد، كان رهاننا على وعي الفرد وبأنه سيتحمل المسؤولية بالرغم من بعض التصرفات الفردية التي حصلت هنا أوهناك.

هل نحن بحاجة إلى البحث عن وسائل وأدوات لرفع الوعي لدى الفرد؟ أم نحن بحاجة إلى معايير دقيقة توضع لتأطير الوعي الفردي ليقوم هذا الفرد بضبط إيقاعه الصحيح كي لا يشذ؟ أرى بأننا بحاجة إلى كليهما معاً.

هل قام المعنيون بالأمر في هذا المجال بدورهم على أكمل وجه؟ أم أنهم ساهموا في انحدار مستوى الوعي ليصل إلى الحضيض خدمة لمصالحهم الشخصية؟ وهنا لا بد لنا من أن نبحث عن مواطن وأماكن الخلل لنعمل على إصلاحها، وكذلك عن مواطن القوة لندعمها ونعمل على إظهارها، فنحن اليوم لسنا في أحسن أحوالنا لأن الأنا طغت على معظمنا، وعندما تطغى هذه الأنا يتشظى الشعور بالمسؤولية تجاه المحيط والمجتمع ككل، وهنا لابد لنا من إعادة البناء الذي لا يتم بالكلام والنظريات غير القابلة للتطبيق، وإنما باقتران القول بالعمل، فالفرد منا لا يأخذ بكلام شخص في موقع المسؤولية يتحدث شعارات عن الفساد وهو من أهله، وهذا ما يؤدي إلى ردة فعله قاسية، ليس بانخفاض وعيه وإنما بانخفاض أو انعدام انتمائه لهذا الوطن، فلنحافظ على الوعي العالي للفرد بوضع الرجل الشريف والصادق والمناسب  للمكان المناسب، ليكون لحديثه إن  تحدث  وقع ذو صدى على الأفراد، وليكون رافعة لهم وليس العكس، قال ماركس "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم"

فلنعمل جميعاً على نشر المزيد من الوعي بين أفراد الأمة ونبذ المفسد والفاسد من هذا المجتمع

جويدة ثلجة

 

 



عدد المشاهدات: 387

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى