مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة تكتب : وحدة قياس الحالة الوطنية

الأحد, 7 كانون الثاني, 2024


مع اقتراب الاستحقاقات تتعالى الأصوات تجاهها لتطالب بتفصيل المناصب على مقاسها، فهل يكمن ذلك في تنافسها على بناء الوطن أم على المواقع لتحقيق المكاسب وإهمال مصلحة الوطن، ظناً من هؤلاء بأن الحالة الوطنية هي بزة تُلبس في سهرة وتنتزع عند الوصول لما يُراد الوصول إليه، لتظهر بعد ذلك الحقيقة المخفية تحته، لتبدو الحالة الوطنية لديهم كمتحول البراسيوم يتحول كيفما يشاء، ليأخذ أشكالاً متعددة للوصول إلى الهدف (الفريسة) إذا فالحالة الوطنية ليست رداءً مؤقتاً للزينة ُيرمى به تحت الأحذية عند الوصول إلى المراد.

وإذا ما أردنا تعريف الحالة الوطنية نرى أنها التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمة محددة أو منطقة جغرافية معينة، أما مقياس التعلق العاطفي فهو الحكمة، الذي إن لم ترافقه انقلب إلى عكس المطلوب، وهنا يصبح مقلقاً تسوده الأنا الفردية بدلاً من التعاضد معه وتغليب الكل على الجزء ليتم البناء الحقيقي للوطن، الوطنية لا تُباع ولا تُشرى، وليس هناك من وحدة فيزيائية أو كيميائية لقياسها كونها حالة محسوسة، تظهر جلية  بالعمل الجاد على الأرض؛ العمل لأجل البناء والنهوض فكرياً واجتماعياً واقتصادياً بالوطن، ومن خلال ذلك تضمحل الأنا الفردية مقابل العمل الجماعي لتحقيق الغاية المنشودة للمصلحة الوطنية العليا بوعي الجماعة، لنجد أن وحدة قياسها مركبة لا تشبه وحدة غيرها، فهي مؤلفة من متممات ومكملات بمعاييرها العملية المتمثلة بالعمل الصادق والتفاني فيه، فالحذر ثم الحذر من العمل على تفصيل مقياس للحالة الوطنية وجعلها مطية لإلقاء التهم على الآخر وتجريده منها لتحقيق مآرب خاصة للوصول إلى المكاسب، أو إدخالها في حقل الغام تخرج منه إما مشوهة أو ربما فاقدة للحياة، وهنا لا يمكن فصلها عن الحالة الأخلاقية المرتبطة فيها ارتباطاً وثيقاً، وإلا فكيف يمكن أن تضحي براحتك أو ربما بحياتك للوصول بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، فالوطنية لا تقاس بعدد الكلمات أو الجمل أو العبارات أثناء المجاملات التي ترتقي لدرجة النفاق التي يعبرون من خلالها إلى المناصب المطلوبة، كي لا يضاجع النفاق الخطيئة وكي لا يولد طفل الفساد ويكبر فتصبح الوطنية المفصلة على المقاس وسيلة لجمع الثروات على حساب آلام ومعاناة المواطنين، علينا أن نعي جميعاُ بان الوطنية تتمثل بالعمل والتفاني فيه دون منّة على وطن أنت فيه، لأن النفع، أولاً وأخيراً، سيعود خيراً على كل من أتقن لغة العمل بدلاً من لغة النفاق.

جويدة ثلجة



عدد المشاهدات: 418

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى