مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : زمن النقر

الأحد, 15 تشرين الأول, 2023


يتبادر إلى الذهن مباشرة إيقاعات موسيقية جميلة، أو شعر يصف الحب أو الحرب، أو إنشاد لشعر، ويتجسد ذلك بحسب عدد النقرات وزمنها.

لقد عرّف ابن سينا الإيقاع بقوله: "الإيقاع هو تقدير ما لزمان النقرات، فإذا اتفق أن كانت النقرات منغمة كان الإيقاع لحنياً، وإن اتفق أن كانت النقرات محدثة للحروف المنتظم منها كلام كان الإيقاع شعرياً، وهو بنفسه إيقاع مطلقاً" إذاً كانت النقرات تجسد الجمال إيقاعاً وشعراً، أما اليوم فقد أصبحت هذه النقرات ألكترونية في زمن العولمة والحداثة والسوشيال ميديا، فبنقرة نحب وبنقرة نكره، ومن ثم نختلف ونحذف ونحظر، كل هذا في زمن اللا حياة في التكنولوجيا، حيث ضاعت واضمحلت، وربما ماتت الإنسانية في الإنسان نفسه، فبدلاً من الإعجاب من خلال نظرة أوغمزة عين أصبح الإعجاب بنقرة من فأرة ألكترونية، وبدلاً من الحب والعشق بقلب مفعم بالحيوية والمحبة أصبح الحب بنقرة وقلب اصطناعي فاقد للنبض والحياة، إنه زمن النقر العظيم، الحب فيه بنقرة والحرب فيه بنقرة أخرى، مع انعدام أي مشاعر إنسانية

قبل هذا الزمن كنا نتسابق لإعطاء فائض العواطف من القلب لمن نحب، أما في يومنا هذا، زمن حرب النقرات، حرب البيانات والمعلومات للتحكم بإرادة الشعوب ومقدراتها بأدوات استعمارية جديدة، فيتم إعداد العدة لتعميم هذا الوحش المعلوماتي الاستخباراتي العالمي الجديد من قبل الدول العظمى فاقدة الإنسانية والرحمة والحكمة.

فلننظر إلى تطبيقاتهم في الألعاب التي يتم فيها تحويل النقرات إلى سلاح فتاك يُرسل إلى جيلنا الصاعد لتدميره أولاً بأول، فهم لا ينتجون عبثياً تلك التطبيقات التي خططوا لإنتاجها سنوات لتحييد هذا الجيل عن ماضيه وعن كل ماهو مشرق في مستقبله.

يتنافس أثرياء العالم ويتسابقون لإصدار مثل هذه التطبيقات من مارك زوكربيرغ مالك شركة "ميتا" وإيلون ماسك مالك شركة "تويتر" إلى الاستخبارات العالمية التي تعمل من خلالهم، وبذلك أصبحوا يحيطون بكل تفاصيل الأفراد المجتمع في أي بقعة من هذا الكون.

إنها حروب النقرات والتصفح والتريندات في منصات الميديا، انقر على رمز الأدوات، انقر على القائمة المنسدلة، انقر على استراتيجيات عروض الأسعار.

هل نحن أمام زمن النقر العظيم الذي تحصل من خلاله أبشع الحروب بحجة حماية العالم من الإرهاب، بينما الهدف الأساسي من ذلك هو تقليص أعداد سكان الكرة الأرضية، يحاربونك في منزلك، في عملك، في الشارع، وبذلك تكون عبداً منقاداً من خلال تطبيقاتهم، فهل سيستفيق العالم لما يخطط له هؤلاء ومن وراءهم، ويكفون عن النقر على أزرار حرب عظيمة، ربما توصل البشرية إلى النهاية المحتومة التي لا مفر منها، ويعودون إلى النقر على إيقاع موسيقى الحب واللحن الجميل ليعيش الجميع بسلام.  

جويده ثلجة

 

 



عدد المشاهدات: 771

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى