مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

..التسليم بالأحاديه ..تواطؤ على الحقيقه ..د فايز الصايغ

الخميس, 26 تشرين الثاني, 2015


لعل من أهم أسباب انتشار الإرهاب وتوسع رقعة المواجهات ومنها الضربات الإرهابية التي تتعرض لها أوروبا وفرنسا تحديداً أن السياسات الغربية التي مورست خلال الفترة الماضية ضد الإرهاب سياسات أثبتت فشلها، وفشل الغرب يعني الإفساح في المجال لتمدد الإرهاب وانتشاره، ويعني إيجاد ثغرات سمحت للتنظيم الإرهابي الانتشار من جهة، والقدرة على الوصول إلى عواصم الغرب من جهة أخرى.
ومن أسبابه أيضاً أحادية القطب في العالم والتي استمرت زهاء عشرين عاماً ونيف، بحيث ساهمت هذه الأحادية في طمس الكثير من الحقائق التي هي من حق الرأي العام في الشرق والغرب على السواء ما دامت مرجعية الحكام والنظم والإدارات أينما كانت هي للشعب وحده كما في الدساتير على الأقل.
في الظروف الراهنة اليوم لم يعد بالإمكان التسليم بالأحادية القطبية، وأي تسليم فيها ولها يعتبر تواطؤاً على حساب الحقائق وبخاصة إزاء الرؤية المتردية والإستراتيجية الناقصة في مكافحة إرهاب امتدت أذرعه إلى أوروبا وإلى عمق فرنسا وربما سيمتد إلى عمق عواصم أوروبية أخرى، ذلك أن الغرب ليس دولاً مستقلة بمقدار ما هو اتحاد أوروبي تشابكت قوانينه وأنظمته وتداخلت مصالحه وتعددت آراؤه إزاء الوضع الدولي الراهن.
سعي الولايات المتحدة للحفاظ على انفرادها القطبي يأتي في إطار المحاولة للإبقاء على الوضع الراهن ومن ثم توليد العنف وتعزيز ظاهرة التطرف والمتطرفين الذين يمكن توجيههم حيث تكون مصالح القطب الأميركي حصراً.
أحداث باريس الإرهابية بغض النظر عن أسبابها ودور السياسة الفرنسية في تسعيرها في المنطقة وارتداداتها على الداخل الفرنسي لم يدفع باريس حتى اللحظة في إجراء مراجعة مسؤولة ورسم خارطة طريق لتحجيم الإرهاب وإبداء المرونة في التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة منظومة الإرهاب الداعشية مع مسمياتها المرتبطة فيها.
صحيح أنهم كانوا يلعبون، لا بل يعبثون بالنار المشتعلة في سورية وهدفهم إسرائيلي بحت وهو إنهاك أو إضعاف الجيش السوري ومن خلاله إضعاف الدور السوري على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي، لكن الأصح أن الثمن لن يتوقف هنا وإنما سيطول دولاً وشعوباً كان قدرها الاستسلام للأحادية الأميركية، فسيدة العالم كما تتوهم لن تتوقف عن أي نتيجة طالما أنها لا تزال في منأى عن إرهاب زرعته وأوعزت إلى حلفائها النفطيين لتمويله، ولحثالات الأرض الانخراط فيه، فكيف إذاً ستلجأ إلى القضاء عليه مجاناً.. وهذا واحد من أسباب تردد أميركا الانخراط مع روسيا الاتحادية للقضاء على الإرهاب بالأسلوب الروسي الناجح..؟
النداء الذي أطلقته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي للشروع في وضع الأسس القانونية لتشكيل تحالف دولي جدي لمواجهة الإرهاب تضع مجلس الأمن ودوله أمام المسؤولية الأهم التي أنيطت بالمجلس منذ تأسيس الأمم المتحدة وحتى يومنا هذا وهي الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
فهل سبق للأمن والسلم الدوليين أن هُدِّدا أكثر من التهديد الذي تشكله منظومة إرهاب داعش ومن ينضوي تحت ألويتها السوداء وفكرها الظلامي المخيف..؟ إنها ساعة الحسم السياسي المطلوب.



عدد المشاهدات: 3526

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى