مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدا ثلجة تكتب :النقاء

الاثنين, 2 أيلول, 2024


هل هو فعلاً موجود أم أصبح مفقوداً  ونادر الوجود؟ أين يمكن أن نبحث عنه، وما هي الآلية التي يجب اتباعها للعثور عليه.؟ وهل أصبح تهمة وعاراً لحامله، في زمن ساد وطغى فيه الكذب والنفاق والرياء؟

النقاء هو الخلو من الشوائب والبراءة والنظافة من الداخل، والنقي هو البريء الواضح غير المتلون، ولكن هل يمكن لأصحابه أن يخفوه خوفاً من المجتمع الذي طغى عليه سوء الفهم، أو يتخذوا من أعالي الجبال ملاذاً آمناً لهم هرباً من ذاك المجتمع، ليختلوا بأنفسهم علهم يجدون من يشبههم،  وكيف لنا أن نعرفهم؟  فهل للأنقياء لون يميزهم عن غيرهم؟ ماذا لو كان ذلك اللون هو الأبيض الذي يعرف عنه بأنه اللون الصافي الخالي من الشوائب، لا أعتقد ذلك لأن اللون الأبيض هو لون، حسب المفهوم البصري، لإدراك الألوان، لكنه في الحقيقة لا يحوي على صبغة إذاً هو مجموع كافة الألوان في الطيف المرئي. 

وعند التحدث عن النقاء لا بد أن نذكر بأن لدينا أنقياء الروح وأنقياء القلوب والفكر، أولئك الذين يتمتعون بروح نقية، يحبون بصدق وبدون تملق، يحبون الجميع دون قيد أو شرط.

وأنقياء القلوب هم أولئك الذين لا تحمل قلوبهم إلا الحب والتسامح ولا تعمل على خذلان أحد وما عرفت هذه القلوب النفاق يوماً ولا حتى الكره ولا الحقد حتى لمن أساء إليهم، مخلصون أمينون، لا ينطق لسانهم إلا بالحق والحقيقة، قلوبهم تتجلى ببراءة الأطفال بعيدة عن حب التملك والسيطرة، لذلك نراها خالية من الحسد والكراهية والانتقام، فمن يمتلك روحاً وقلباً نقياً يمتلك فكراً نقياً ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.

أتت الديانات التوحيدية على ذكر النقاء في كتبها المقدسة

فورد في التوارة سفر المزامير (10:51) " قَلْباً نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" فصاحب القلب النقي يملك روحاً نقية.

وفي إنجيل متى (8:5) قال السيد المسيح: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ." فكيف لا وبالنقاء شابه المظهر الجوهر وانعكس نقاء الجوهر ليضفي جمالاً بهياً على المظهر.

وفي القرآن الكريم قال الله تعالى في سورة الشعراء "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)" أي من أتى الله بقلب مؤمن خال من العلل.

إن الأنقياء لا يحملون الأحقاد والأضغان ولا يسيؤون لأحد للحصول على أي مكاسب في هذا العالم، فكم بتنا بحاجة إلى مثل هؤلاء الأنقياء؛ أولئك الذين لا يسعون وراء القتل والتدمير، هم من حافظ على أرواحهم نقية مطلقة كالنفخة الأولى من روح الله، حافظوا على طهارة أرواحهم وقلوبهم، لذلك لا يمكن أن يكون النقاء عاراً في زمن الفجار والأشرار، ففي النقاء يتشابه المظهر مع الجوهر.

 

 

 

 



عدد المشاهدات: 271

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى