مهند الحاج علي ضيف روسيا اليوم الثلاثاء, 5 آذار, 2019 جاءت مشاركة وفد برلماني سوري في أعمال الملتقى البرلماني العربي في الأردن وسط مؤشرات بدت صغيرة، أو غير مؤكدة، إلى بوادر مسار جديد في الأزمة السورية. حدث يعد لافتاً منذ بدايات تلك الأزمة، وخاصة بعد موقف معظم الدول العربية الذي أفضى إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية. وتزامناً كان الملف السوري يتصدر مباحثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، ورغم أن تصريحات الوزيرين لم تأت بجديد إلا أن كلاً منهما شدد على ضرورة الحل السياسي للأزمة في سوريا، وإن بدت تصريحات الوزيرين وكأنها تبحر في عكس الاتجاه الذي رسمت ملامحه المشاركة السورية الأولى في مؤتمر عربي، حين أعلنا أن مواقف دولتيهما من سوريا "لم تتغير"، وأن إعادة تفعيل عضويتها في الجامعة العربية "سابق لأوانه".
يضاف إلى ذلك عدة متغيرات، حسب الحاج علي، في الاصطفاف الدولي الناتج عن انتصار الدولة السورية وبالتالي لا بد من إعادة العلاقات مع سوريا لأنها بوابة موسكو وبوابة طهران، خاصة أن (سياسة الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب التي تتسم بالابتزاز السياسي الصريح وضع الأنظمة العربية في موقف حرج أمام شعوبها، وبدأت بعض الدول العربية بالتقرب من دمشق لأنها بدأت بالتفكير ببديل عن الوجود الأمريكي في المنطقة، وخاصة بعد حالة الإرباك التي تركها ترامب لدى هذه الأنظمة عندما أعلن ـ وإن إعلاميا على الأقل ـ قرار انسحابه من سوريا، والتودد لموسكو سيكون عبر التقرب من دمشق. وحول تصريحات الجبير، يرى الحاج علي أن "السعودية بحاجة لإذن أمريكي من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية" ويضيف أن "تحفظها على البيان الختامي لاتحاد البرلمانات العربي الذي ينص على وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، يُعد صفعة لكل من يحاول أن يأخذ المسارات العربية بعيداً عن دمشق". غياب سوريا إضعاف للعرب.. النائب عصام خليل يقول:
وحول التصريحات والبوادر المتواترة عن عودة العلاقات الطبيعية بين دمشق والدول العربية، يقول خليل: "حالياً نسمع هنا وهناك بعض المواقف التي تقول بوجوب عودة سوريا، وهذا شيء منطقي، البعض الآخر متردد لأنه ينتظر الإشارة من الخارج. سوريا واجهت الإرهاب وقاتلته مع حلفائها، وانتصار سوريا في المحصلة هو انتصار للعرب الذين يجب أن يراجعوا مواقفهم وأن يستنتجوا أن من مصلحتهم أن تعود سوريا التي قاتلت وانتصرت، إلى قلب الوطن العربي، وأن يكونوا سبّاقين أكثر من الغرب الذي يحاول فتح أقنية اتصال مع سوريا قبل الدول العربية. يجب أن يكونوا سباقين لاستعادة الدور السوري لأن في ذلك خدمة للعرب جميعاً، بدل أن يتركوا هذه الأسبقية للدول الغربية وغيرها. |
|