مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : الهندسة الداخلية

الأحد, 14 تموز, 2024


الهندسة  علم تطبيقي يستخدم لتنفيذ المنشآت والهياكل والأنظمة والعمليات والعناصر الأخرى للوصول إلى هدف معين، وكلمة مهندس في بعض المعاجم يعني تصميم الأبنية، ويقال فلان يهندس هذا الأمر؛ أي يبتكر ويصمم ويحلل وينشىء ويبني.

ولكن ماذا عن هندستنا الداخلية التي خُلقنا عليها؟

لقد ورد في الديانات التوحيدية عن كيفية الخلق الذي نحن عليه، فنحن خلقنا على صورة الله، جاء في  التوراة "خلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم " (تلك 27:1)

وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: "لقد خلقنا إنسان في أحسن تقويم" (التين:4)

تلك الهندسة الداخلية التي وُجدناعليها منذ الولادة جاءت  بترتيب عظيم وبأبهى وبأجمل تنسيق هندسي.

ولكن ما الذي يحدث بعد الولادة؟

ما يحدث أن المجتمع يأتي ببرمجته الفكرية والعادات والتقاليد البالية التي تشكل برمجة مجتمعية وأسرية تزعزع البنيان الهندسي الحقيقي للإنسان، لتشوه ذاك البناء المبني بدقة متناهية ولتلحق الضرر بالأعمدة والجسور والجدران، ولتقوم ببناء بديل عنها بصورة مشوهة لتلك الهندسة المتوافقة مع هندسة الكون، الذي يضعها مهندس الكون العظيم، حقيقة يولد الإنسان بهندسة داخلية خلاقة؛ ولكن هناك من يأتي ويشوهها ويلحق الضرر بها إن كان عن قصد أو غير قصد .

والسؤال المطروح هل يأتي ذاك اليوم الذي يستيقظ فيه الإنسان على حقيقته يرى من خلالها الأخطاء والعثرات؛ تلك التي لم تكن ربما ذنبه؛ بل كانت بسبب برمجيات العصور، ويشاهد أن هندسته الداخلية المكتملة البناء قد شوهتها الأدلجة المجتمعية وحرفتها عن الأصل التي خلقت عليه.

وتتتالى  الأسئلة: هل سيصلح ويعيد بناء تلك الهندسة بنفسه أم سيلجأ إلى الآخرين لإصلاح ما تم إلحاق  الأذى والضرر به؟

وهل سيتم الهدم شيئاً فشيئاً لإعادة بنائها أم سيهدمها دفعة واحدة ويعيد بناءها كتلة واحدة؟

إن الهدم مؤلم وسهل أكثر من البناء، وهي عملية شاقة وشيقة في  الوقت نفسه، بالرغم من المصاعب والتحديات، بما يتخللها من الشغف والاستمتاع بعملية البناء الصحيحة لإعادة ما تهدم، لتعود تلك الهندسة المكتملة، وكم كانت تلك العملية من أولوياتنا الأولى، وأكثر من أي شي آخر، لأن هذا ما نريده حقا،ً لاجتياز ذلك التحدي بنجاح، وتأتي المرحلة الأخرى اللاحقة لنقارن كم عادت هندستنا الداخلية إلى الأصل التي هي عليه، ولندرك كم تغيرت معتقداتنا وتصرفاتنا ونظرتنا للحياة بشكل كبير.

تلك أعظم عملية يقوم بها الإنسان بالرغم من صعوباتها، ففيها احتراق لقناعاتنا ومعتقداتنا ومبادئنا السابقة إلا أنها الطريق الوحيدة لإدراك النعيم الأبدي، فالشخص الوحيد الذي يمكنه إصلاح حياتك هو أنت.

السؤال الأخير من يستطيع فعل ذلك في ظل العبث الحاصل؟

لنعمل جميعاً على إعادة بناء هندستنا الداخلية، ولنعود إلى الأصل الذي خلقنا عليه، مبتعدين عن الجشع والطمع والحسد والحقد والكراهية، لنرى الصورة الحقيقية لمهندس هذا الكون في ذاتنا وداخلنا الممتلئة بالحب والنور والسلام، ولنشعر بالطمأنينة والأمان الحقيقي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



عدد المشاهدات: 62

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى