مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب الدكتور نبيل طعمة يكتب : عام الانتخابات الديمقراطية

الأحد, 14 تموز, 2024


ظهرت الدساتير الوطنية وبنّدت على سطور أوراقها قواعد وأسس الانتخابات، حدث هذا مع قيام عالم الحداثة الذي بدأ منذ القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كان الاعتماد على الشورى والتعيين، ومازالت بعض الدول والممالك القليلة تعتمد هذا النظام القديم، وفكرة الانتخابات حضرت ضمن دساتير الدول، تاركة للمجتمعات أن تختار الأفضل والأنسب، وما أخطه هو استعراض لما حدث وسيحدث في العام2024 وهو من باب تدوين شيء في الذاكرة التي لا تغفل عن شيء.

انتهت الانتخابات التي جرت  في الفترة من 15 إلى 17 مارس 2024 في روسيا الاتحادية بالتجديد للرئيس فلاديمير بوتين بهدوء ودون ضجيج، وفي الفترة ذاتها، وبعد روسيا، جرت الانتخابات التركية التي أعادت تثبيت رجب طيب أردوغان رئيساً لتركيا، وخسارة معظم نوابه لصالح المعارضة في إسطنبول وأنقرا وإزمير وكثير من المدن التركية، بينما تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء انتخاباتها المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر القادم 2024، والتي بدأ الاستعداد لها منذ بداية هذا العام، مع ما يرافقها من ضجيج وصخب وإثارة، وصراع كبير بين الحزبين الرئيسين الديمقراطي والجمهوري، يتصاعد بشكل لئيم وحاقد بين مرشحي الحزبين: الرئيس بايدن الديمقراطي الذي يبلغ من العمر واحداً وثمانين عاماً، ودونالد ترامب الرئيس السابق وزعيم الحزب الجمهوري، هذان اللذان يتبادلان أبشع صور الانتقاد لبعضهما، مستثمرين الفضائح بكل أشكالها، من صحة جسديهما إلى تلاعباتهما المالية وتصرفات أبنائهما وأصهارهما، لاسيما الجنسية منها، تحت مسمى الديمقراطية الأمريكية، وفي هولندا يغادر رئيس الوزراء بالإنابة عن الملك مارك روته مهامه على دراجة هوائية "باللهجة الشامية على مسكليتة" بعد أن أمضى في منصبه الفترة من 14 أكتوبر 2010  حتى 2 يوليو 2024، إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي الذي أفرزت انتخاباته مشكلة في فرنسا دفعت بالرئيس الفرنسي لحل مجلس النواب وإعلان الانتخابات، نتاج تصدر اليمين المتطرف المشهد الأوروبي، هذه الانتخابات التي جرت في 9 حزيران/ يونيو 2024 وأحدثت صدمة لليمين المتطرف بفوز اليسار أولاً وحزب ماكرون ثانياً واليمين ثالثاً، مما خلط الأوراق وأدخل فرنسا من خلال دهاء أو غباء رئيسها في دوامة، وكذلك ماحدث في بريطانيا من هزيمة المحافظين في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، مما أدى برئيس الوزراء سوناك إلى حل مجلس العموم البريطاني وإجراء انتخابات يوم الخميس 4 يوليو2024، وهي الانتخابات التي تُحدد تكوين مجلس العموم البريطاني، ومن ثَم حكومة المملكة المتحدة، وقد أدت هذه الانتخابات إلى إسقاط رئيس الوزراء وحزبه حزب المحافظين، وفوز حزب العمال برئاسة مجلس الوزراء، ومقاعد المجلس بالأكثرية بين هذا وذاك، كما جرت انتخابات رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن استشهد رئيسها "رئيسي" في حادث تحطم طائرته بظروف غامضة، وأدت إلى فوز الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وبعد كل هذه الانتخابات تجري الاستعدادات لانتخاب مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية يوم 15/7/2024، وقد صدرت القوائم الخاصة بأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ضمت 167 ممثلاً لحزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الأول الواسع الانتشار تنظيمياً وعقائدياً، و 16ممثلاً لبقية أحزاب الجبهة، ومرجح كثيراً فوز هذه القائمة، أما الانتخابات الألمانية التي جرت في التاسع من حزيران/يونيو 2024 فقد فاز فيها حزب (البديل اليمين) المتطرف، إن كل ما جرى في دول أوروبا كان سببه انتخابات مجلس الاتحاد الأوروبي الذي عنون حضوره بأن أوروبا تنتخب، اليمين المتطرف واليسار الاشتراكي والمتشدد، مما يعني أن العالم مضطرب ويطالب بالإصلاح السياسي أولاً والاقتصادي ثانياً والاجتماعي بينهما.

ناهيكم عن الانتخابات التي جرت في تايوان في 13 يناير، غير المعترف بها من قبل جمهورية الصين التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ منها، والانتخابات البرلمانية في الهند التي أجريت في الفترة من 19 أبريل إلى 1 يونيو 2024 على سبع مراحل، لانتخاب أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 543 عضواً، والتي من المقرر أن تنتهي فترة ولايته في 16 يونيو 2024، وأيضاً الانتخابات في إندونيسيا التي جرت في 14 فبراير/شباط 2024.

نصف كوكبنا الحي ينتخب في هذا العام، من أجل ماذا ولماذا؟ أسئلة تطفو على السطح وتحتاج إلى إجابات مقنعة، ومن المعلوم أن الغاية الدائمة من الانتخابات هي الوصول إلى الأفضل، ولكن ما نشهده من اضطراب وخلل وحروب وانقسام يظهر حجم الفشل البشري في عملية إعادة بناء التكوين الإنساني الذي دمرته عقول كل أولئك، ما ذنب الناخب وأي ذنب يحمله المنتخب؟ ما الغاية من الانتخابات؟ هل تتعلق هذه العمليات بالأهداف المنشودة من الجلوس تحت القباب البرلمانية والرئاسية، أم أنها مطالبة بالوصول إلى تحقيق الأفضل والأسلم، ألا يحتاج كل هؤلاء المنتخبين إلى برلمان عالمي ينتخبون من خلاله برلماناً يستقون منه أسس العمل البرلماني.

د. نبيل طعمة



عدد المشاهدات: 25

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى