اليوم نحن أبناء الشعب العربي السوري الأكثر معرفةً وشعوراً بهذا النوع من الجرائم العنصرية البشعة؛ وذلك لسببين: لأننا أولاً نتعرض لهذا النوع من الإرهاب الوحشي نفسه ومن المجرم نفسه، وثانياً لأننا في سوريةَ استقبلنا الهاربين من وحشية النظام العثماني الذين وجدوا عندنا ملاذاً وأماناً ومشاركة لنا في كل حياتنا.
إن جرائم الإبادة البشعة ضد الشعوب لا يمكن أن تموت بالتقادم؛ خاصة وأن العثمانية الجديدة التي يقودها أردوغان تستخدم الأساليب الإجرامية نفسها... والبشرية اليوم أمامها واجب إنساني وأخلاقي وسياسي للإقرار بهذه الجريمة وعدم إنكارها، ولإدانتها بكل ما أوتيت من قوة...

إن إبادة أكثر من مليون ونصف مليون أرمني ليست مجرد حادث تاريخي وإنما هي علامة سوداء في تاريخ البشرية تذكرنا بجرائم الصهيونية المستمرة اليوم، لذا فإن إدانتها على الرغم من أنها تعبير عن التعاطف مع الشعب الأرمني إلا أنها في الوقت نفسه تخليص لضمير الإنسانية من جريمة من لا يدينها يعتبر شريكاً فيها...
كما أن للإدانة والإقرار معنى آخر مهم وهو منع أي قوة غاشمة بما فيها نظام أردوغان من التجرؤ على إعادة مثل هذه الجريمة النكراء...

إن تصدي جنودنا الأبطال وشعبنا الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد للعدوان التركي الغاشم هو عمل تاريخي، إذ إنه يهدف إلى منع ظهور وحش عثماني جديد يستكمل الجرائم العثمانية القديمة، في الوقت الذي هو دفاع عن حاضرنا ومستقبلنا، عن استقلالنا وحريتنا.
عاشت سورية حرة أبية مستقلةْ
والمجد والخلود لشهدائنا العظماء.

دمشق في 13-2-2020

رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ