كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في ذكرى شهداء حامية البرلمان في التاسع والعشرين من أيار 1945
الأربعاء, 29 أيار, 2019
كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب
في ذكرى شهداء حامية البرلمان
في التاسع والعشرين من أيار 1945
في جلسة يوم الأربعاء 29/5/2019
الزميلات والزملاء الأكارم...
تحية طيبة معطرة بعطر الشهادة وهو من أقدس العطور...
اسمحوا لي أن أقول كلمات قليلة في ذكرى شهداء حامية البرلمان في التاسع والعشرين من أيار عام 1945، معترفاً أن عطاءهم لا تصفه كلمات ولا تغطيه تعابير...
يحلو لكل شعب في هذا العالم أن يُبرز السمات التي تميزه عن غيره من الشعوب، وهذا حق مادام هدفه تعزيز الثقة بالنفس والاعتزاز بالكرامة، لا ادعاء التفوق العنصري والاستعلاء على غيره من الشعوب مما يحول الحسنة إلى سيئة والميزة إلى إدانة إنسانية...
ولا شك في أن أمتنا العربية تتميز بين الأمم بسمات معينة من أهمها العطاء الحضاري الضخم الذي أسهم في وضع أسس الحضارة الأوروبية الحديثة في مجالات العلم والأدب والفكر والأديان...
وفي داخل هذه الأمة يتميز شعبنا العربي السوري بميزات خاصة، لعل أهمها إضافة إلى عطائه الحضاري الزاخر، ثقافته الكفاحية وتقاليده النضالية، وفي مركز هذه الثقافة والتقاليد تحتل الشهادة موقعاً ودوراً محورياً...
ولمجلسنا الكريم شرف الإسهام في هذه التقاليد الوطنية الرفيعة، تقاليد التضحية حتى الشهادة. فالتاسع والعشرون من أيار جاء حدثاً رمزياً كبيراً في إطار هذه التقاليد...
وأذكر هنا من أقوال الشهيد يوسف العظمة أنه أجاب المندهشين من ذهابه إلى معركة غير متكافئة مع عدو شرس فقال: " أعلم أننا نذهب إلى معركة خاسرة عسكرياً ولكنها رابحة تاريخياً ولا أريد أن يكتب التاريخ أن مستعمراً دخل دمشق دون مقاومة"...
ألم تفكر حامية مجلسنا هذا في التاسع والعشرين من أيار بالطريقة نفسها؟! ألم تكن واثقة بأن هذا الشعب الذي يمثله هذا البرلمان لا يمكن أن يرضى بالذل حتى لو كان الثمن التضحية بالنفس؟؟!!
أي ثقافة هذه؟؟!! وأي تقاليد نعتز بها ونفاخر غيرنا بإيماننا المطلق بها؟!..
واليوم... نرى في جباه أفراد جيشنا العربي السوري الباسل، جباه صناديد ميسلون والتاسع والعشرين من أيار... حماة الديار عليكم سلام...
الأعداء ما زالوا هم أنفسهم.. لم يتغيروا...
والسوريون ما زالوا هم أنفسهم.. لم يتغيروا...
والسجال بيننا طويل وقاس.. لكننا نحن المنتصرون.. سلاحهم تكنولوجيا فتاكة، وسلاحنا إرادة وتقاليد وتضحية تصل لدرجة الشهادة..
وكما قدم أجداد أجدادنا التضحية والشهادة في وجه غزاة التاريخ القديم..
وكما قدم أجدادنا وآباؤنا الشيء نفسه في مواجهة المغول والتتار والعثمانيين والفرنسيين وكل من توهم أن باستطاعته قهر هذا الشعب العظيم...
اليوم نواجه المعركة نفسها.. ونصنع النصر نفسه..
وكما انتصرنا على الاستعمار القديم ننتصر اليوم على الاستعمار الجديد في معركة غير متكافئة بالقوة، لكننا نصنع فيها ما يدهش العالم...
اليوم نقول لشهداء التاسع والعشرين من أيار: لتخلد أرواحكم بسلام؛ فأحفادكم يحملون الراية ذاتها في وجه المستعمر ذاته.. وكما انتصرتم بالجلاء.. سننتصر اليوم في معركة تاريخية يخوضها شعبكم وجيشكم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد هذا القائد الذي لا يليق بحكمته وشجاعته إلا النصر المؤزر...
التحية والإجلال لأرواح شهداء التاسع والعشرين من أيار..
والسلام عليكم...
دمشق في 29/5/2019 رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ