مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية أخبار الموقع 

كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية في قمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق المنعقدة في بغداد – جمهورية العراق

السبت, 20 نيسان, 2019


معالي السيد محمد الحلبوسي المحترم رئيس مجلس النواب في جمهورية العراق...
معالي السادة رؤساء مجالس النواب والشورى الحضور المحترمين...

السيدات والسادة الحضور الكرام...
يطيب لي في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير باسمي وباسم مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية بأسمى آيات التقدير وخالص الشكر والتحية إلى الأخ رئيس مجلس النواب العراقي والذي بادر باستضافة هذا اللقاء الهام وإلى أبناء شعبنا الشقيق في العراق الأبي شركائنا في مواجهة الإرهاب البغيض وإخوتنا في الجغرافيا والتاريخ، وفي التوجه والمصير.
الحضور الكريم..
الأهم في هذا اللقاء أننا نمثل شعوباً تحمل وعياً واحداً ومفاهيم مشتركة، وتنظر إلى مستقبل أفضل لهذه المنطقة، مستقبل السلام والتعاون، واحترام إرادات بعضنا وسيادات شعوبنا ودولنا، ونبذ العنف والإرهاب والتدخل...
هذه المبادئ الكبرى يشملها القانون الدولي وتتطلع إليها الشعوب كافة، ويرنو إليها الإنسان حيثما كان لأنها مبادئ تحقق بيئة لا غنى عنها تمكن الإنسان من الوصول إلى ما خلق الله البشر من أجله وأرسل أنبياءه لتحقيقه... إنه المجتمع الإنساني الخيّر والعادل. المجتمع الذي يجعلنا جميعاً نلبي نداء الخالق لنا عندما كرمنا وجعلنا خلفاء على الأرض..
ولا شك في أن الغالبية العظمى من البشر تتطلع إلى هذا المجتمع الإنساني المنشود على الرغم من فعاليات قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية والإرهاب..
القوى التي تصر على عرقلة مسار التاريخ وتستمر في غيها.. القوى التي تضطهد الشعوب وتغذي الإرهاب في محاولة لإطفاء نور الله على المعمورة ونشر الظلم والظلام في أركانها...
إنها مبادئ تهم البشرية بأكملها، لكن لمنطقتنا حساسية خاصة في هذا الموضوع؛ فمنذ فجر التاريخ كانت الإمبراطوريات تولد وتموت على أرض هذه المنطقة، ومنذ فجر التاريخ كان أهل هذه المنطقة يعملون على نشر ثقافة السلام والتعاون في جميع الاتجاهات فلقد حبى الخالق هذه المنطقة وكرمها بموقع استراتيجي متوسط يمثل العقد الأساسي في العالم، ناهيك عن ثرواته المادية والثقافية...
كانت شعوب هذه المنطقة في كل مراحل التاريخ موضع استئثار الإمبراطوريات الطامحة للهيمنة، لكنها في الوقت نفسه كانت طليعة القوى التي تدعو إلى الوئام والعدالة والسلام.. لأن السلام الذي لا يبنى على العدالة يكون مجرد خضوع واستسلام، وهو أمر يتنافى مع جوهر هذه المنطقة وكيانها وثقافتها الإنسانية.
ما يحدث اليوم في منطقتنا - أيها الإخوة - التي تضم أمماً كبيرة وعريقة ليس جديداً، ونضال شعوبنا في مواجهة الهيمنة والصهيونية وكل أنواع الظلم والظلام ليس جديداً كذلك.. فهنا نشأت العصور وانتهت، وهنا ولدت الإمبراطوريات وماتت، وبقيت شعوبنا سيدة الأرض والمصير..
واليوم آن أوان موت نظام القطب الأوحد المهيمن وولادة نظام دولي أكثر توازناً وعقلانية، وكان من الطبيعي أن يتم موت الأول وولادة الثاني على أرض هذه المنطقة بالذات. هذا هو نهج التاريخ وهو القاعدة التي يبدو أنه لا خروج عنها أبداً..
لقاء شعوبنا اليوم أصبح ضرورة ملحة لنا جميعاً لمواجهة التحديات المشتركة التي نواجهها في مرحلة من أصعب مراحل التاريخ..
وشعبي في سورية يعي هذه الحقائق بحكم كيانه التاريخي، وعروبته الراسخة وفهمه لجوهر الأحداث وهو الذي كان دائماً يتعامل مع كل استعمار وكل تدخل تعامل الأنفة والكرامة..
أيها السادة المحترمون..
لقد حاول أعداء الإنسان والإنسانية أن يجعلوا من أرض بلادي سورية مرتعاً لأسوأ مرتزقة العالم وقتلته المتوحشين، استخدموا في مواجهة شعب بلادي كل أنواع السلاح المصنوعة في التاريخ؛ من سكين الذبح إلى السيف إلى صاروخ التاو والطائرات المسيرة والسلاح الكيميائي المحرم دولياً، وقتلوا الأطفال والنساء والعجزة، وهدموا محطات المياه والكهرباء والمستشفيات والطرق والمدارس! أعادوا إلى الأذهان أبشع صور الغزو الهمجي في التاريخ لكن شعبي وجيش سورية الوطني الجيش العربي السوري الباسل صمد وتصدى وقدم قوافل الشهداء على مذبح الوطن فهذا هو قدره وهذا هو خياره..
وإني أطمئنكم وأدعوكم أن تطمئنوا شعوبكم بأن الإرهاب سيدفن في أرض بلادي الطاهرة وفي أرض العراق، وكل من يقف في وجه هذه الآفة الخطيرة آخر ابتكارات أمريكا والناتو والصهيونية العالمية..
أيها الإخوة الأعزاء..
إن بلادي تعاقب هذا العقاب المتوحش وتحاصر هذا الحصار الاقتصادي الجائر لأن لديها كثيراً من (الذنوب) التي لم تستطع القوى المعادية للشعوب هضمها..
أولاً- لأن بلادي تتمسك تماماً بحقوق الشعب العربي الفلسطيني وتدعم مقاومته للصهيونية دعماً كاملاً، وهي تعتبر أن انتصارها القادم على الإرهاب هو حتماً نصر لقضية فلسطين قضيتنا المركزية جميعاً..
ثانياً- لأن بلادي تتمتع بقرار مستقل تماماً ولا تجد قوى الهيمنة سلاحاً تستخدمه لإخضاعها فالتجأت إلى هذه الحرب الإرهابية الوحشية! فنحن بلد ليست عليها ديون خارجية حتى يهددونا بقطعها، ولا يقوم اقتصادنا على معوناتهم حتى يهددونا بإيقافها، ولا نتعامل مع مؤسساتهم المالية حتى يبتزونا عن طريقها..
ثالثاً- لأن بلادي سورية أكدت دائماً وقوفها ضد محاولات التدخل غير الشرعي في شؤوننا وأكدت على ضرورة التضامن الكامل بين شعوب المنطقة وقواها من أجل الوقوف في وجه أطماع الاستعمار الجديد والصهيونية..
هذه كانت ذنوب ((سورية))! فقد ضاقت القوى المعادية لمصالح شعوب منطقتنا ولتطلعات الشعوب المحبة للعدل والسلام في العالم، ضاقت ذرعاً بمواقف بلادي فأرادت من عقابها أن يكون وحشياً وإرهابياً بهذا الشكل الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً..
السادة رؤساء المجالس الكرام..
إنني أقدر هذا اللقاء وأتمنى تعزيزه وتكراره دائماً، وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد على ما يلي:
1- إن الشعب العربي السوري مصمم على الانتصار الناجز على الإرهاب مهما كانت التضحيات، وهو مستمر في محاربة الإرهاب من أجل خيره وخير المنطقة والعالم.
2- إننا نطالب باحترام استقلال وسيادة بلادي سورية، وخروج جميع القوى التي دخلت إلى أراضيها دون إذن شرعي؛ فلا مستقبل لأي نوع من أنواع الاحتلال في سورية، وشعبي لن يتوانى عن تحرير آخر شبر من أرض الوطن منطلقاً من قول السيد الرئيس بشار الأسد:
(( كل شبر في سورية سيحرر من الإرهابيين ومن كل المحتلين في الأرض السورية، وسنتعامل مع كل محتل كعدو، وهذه بديهة وطنية غير خاضعة للنقاش )).
وإنني في هذه المناسبة أذكر بأن جميع قرارات مجلس الأمن وغيرها حول سورية تؤكد في مادتها الأولى على مبدأ احترام وحدة الأراضي العربية السورية ووحدة سورية أرضاً وشعباً وسيادتها التامة.
3- إننا نؤكد دعمنا المطلق لأشقائنا أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل حقوق شعبهم ومواجهة الصهيونية المحتلة والمتوحشة، كما نؤكد أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين العربية ولا يمكن أن تكون غير ذلك.
4- أما إعلان رئيس قوى الهيمنة والاستعمار الجديد في العالم حول الجولان فإننا نؤكد له ولحلفائه الصهاينة أن الجولان سوري أكثر مما هي واشنطن أمريكية وأن شعبي لن يهنأ له بال قبل أن يحرر آخر شبر من هذا الجزء الغالي من أرض الوطن، ولقد امتحنت قوى الهيمنة سورية وشعبها وجيشها طوال السنوات الثماني الأخيرة، وهي لا شك تعلم أنها تتعامل مع شعب أبي لا يفرط بذرة تراب واحدة من أرضه، وكما أكد قائد سورية السيد الرئيس بشار الأسد مراراً بقوله:
(( الأرض والسيادة هما قضية كرامة وطنية وقومية، ولا يمكن وغير مسموح لأحد أن يفرط بهما أو يمسهما )).
السادة الأعزاء..
أعتذر عن الإطالة وامتحان صبركم؛ لكن هذا اللقاء يختلف عن لقاءات العالم الأخرى في أننا جميعاً نعيش فترة مصيرية سيتوقف على نتائجها مستقبلنا.. بل ربما مستقبل العالم كله..
ولما كان الصراع القائم صراع وجود، فإن شعوبنا هي المعنية وهي المقصودة لأن الشعوب هي محور الوجود. ونحن كممثلين لشعوبنا نؤكد على الاستمرار في تنسيق العلاقات البرلمانية بيننا وتوطيدها والبناء على هذه البداية الطيبة كي نسهم جميعاً في مواجهة مصيرنا المشترك.
وإنني إذ أتقدم بالشكر للعراق الأبي مرة أخرى أؤكد لكم أيها الأشقاء على أرض الرافدين أن الشام معكم كما كانت دائماً، وأن سلامتكم سلامتنا ونجاحكم نجاحنا؛ فعروبتنا واحدة قوية مهما كانت التهديدات والتحديات.
إن عدونا واحد وسلاحنا واحد وإرادتنا واحدة في مواجهة الإرهاب وحماية استقلالنا وأمننا.
وأختم بأجمل الأمنيات لعاصمة المجد العربي بغداد توأم دمشق الشام وأسمى الأماني بالتقدم والازدهار للعراق وشعبه الشقيق الأبي.
أحييكم وأحيي جميع السادة الزملاء رؤساء المجالس الحضور وأعضاء الوفود المحترمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بغداد في 20 نيسان 2019

رئيـس مجلـس الشـعب
في الجمهورية العربية السورية
حموده صـباغ



عدد المشاهدات: 9725



طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى