كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لرحيل القائد المؤسس حافظ الأسد
الأحد, 10 حزيران, 2018
الزميلات والزملاء..
سجاياك لا تفنى وإن ضمك اللحد
فما مات من صلى لأمجاده المجد
بهذا القول للشاعر العراقي عبد الله الخاقاني، وقد قاله يوم رحيل المؤسس الكبير حافظ الأسد، أبدأ باسمكم هذا الحديث في ذكرى رحيله.. وهو الغائب الحاضر..
الزميلات والزملاء..
في ذكرى رحيل هذا القائد العظيم حافظ الأسد ننحني بكل خشوع وإجلال، نستغيث الله مطراً من الرحمة على روحه الطاهرة.. ونحفز في الذكرى علامات كبرى فارقة صنعها هذا السوري.. هذا العربي.. هذا الإنسان العظيم، فكان ما قبله ليس كما بعده، وكان أثر عمله في واقعنا ثورة لم يسبقه إليها ثائر.. وحصاداً من البر لم يحصده قبله حاصد..
في ذكراه تأخذ المشاعر مكان اللسان، والعواطف موضع الكلمات.. فقد كان اختزال أمة في رجل.. وصفوة مجتمع وشعب في فرد..
كان رمزاً توج تاريخاً طويلاً من العطاء المتراكم لهذا الشعب العظيم.. فمنذ أن عرف الناس تاريخهم كان من عاش على هذه الأرض الطيبة يصنع لنفسه وللعالم تاريخاً... ولقد تراكم هذا العطاء آلاف السنين، لتأتي مرحلة حافظ الأسد نقلةً نوعيةً مميزة في هذا التراكم، وليأتي نضاله وكفاحه إيجازاً مركزاً لشحنات من كفاح البشر العاديين على هذه الأرض... لآمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم نحو غد أفضل..
نعم أيها الزملاء.. قبل حافظ الأسد ليس كبعد حافظ الأسد..
كانت العروبة قبله تائهة تبحث عن قشة نجاة من الغرق في محيط هائج متلاطم الأمواج..
فوجدت في الأسد ربان سفينة تمخر عُباب التاريخ نحو شاطئ الأمان والخلاص..
وكانت سورية ورقة تتقاذفها الرياح يمنة ويسرة.. شرقاً وغرباً.. كانت حكوماتنا تُصنع بتأثير من الخارج.. وصراعاتنا لا تنتهي... كثرت الانقلابات والهزات والتوترات.. ولم يكن عند أحد من الإرادة والقدرة ما يكفي للتفرغ لمعالجة الشؤون الحقيقية لهذا الوطن وهذا الشعب.
ثم... كما في الأساطير الجميلة.. يأتي ابن الشعب.. فارساً على حصان أبيض ليرتب الحروف في مكانها كي تغدو الجملة مفيدة..
وليضع الأشياء في موقعها كي تستقر الحياة وتتطور، وليرفع راية سورية كي ترفرف فوق الرايات...
وليصبح وطننا بعطاء الأسد مركزاً للنهضة.. وموئلاً للعروبة.. ومستنداً للمقاومة، ومنارةً هادية يتطلع إليها شرفاء العرب وشرفاء العالم..
قال له كسنجر مرة: ( نحمد الله يا سيادة الرئيس أنك لست رئيساً لدولة عظمى... لكنت قد دوختنا ).. ابتسم رحمه الله، ولا شك في أنه قال له في سره.. سأدوخكم... لأنني ابن شعب عظيم وبلد عظيم... وسيأتي اليوم الذي تعترفون فيه بعظمة هذا الشعب وهذا البلد..
اليوم.. أليست هذه الحرب الشاملة التي التقى فيها كل أعداء العروبة وأعداء سورية دفعة واحدة، أليست تأكيداً على أنهم يرون في سورية تحدياً عظيماً قوياً لمشاريعهم..
سورية اليوم مع القائد المفدى بشار الأسد تستكمل المسار في ظروف مستجدة وصعبة تتطلب إبداعاً متميزاً... ظروف وتحديات لم يواجهها أحد قبل هذا القائد الوطني والقومي الكبير.. لقد أوصلنا حافظ الأسد إلى شاطئ مرحلته، فاستمر السيد الرئيس بشار الأسد في قيادة السفينة عابراً بحاراً جديدة نحو المستقبل، مبدعاً في الحلول التي يطرحها، متمسكاً بالمبادئ الأساسية التي لا انحياز عنها.. رفعة الوطن واستقلاله وعزته...
سجاياك لا تفنى وإن ضمك اللحد
فما مات من صلى لأمجاده المجد
الزميلات والزملاء...
إننا ونحن نحيي ذكرى رحيل المؤسس نؤكد له بصوت واحد إن هذا الشعب العظيم الذي قدته إلى الأمام لا يزال متابعاً طريقه بقيادة بطلٍ حكيمٍ وشجاعٍ... قائدٍ يصنع التاريخ في أصعب المراحل...
وسورية.. القلعة المتينة التي بنيتها أيها القائد المؤسس، بناؤها اليوم يتطاول نحو العلا... وقد شمخت لدرجة ما استطاع الأعداء تحملها فجندوا كل ما عندهم كي يقهروها لكنهم خابوا وتكسرت رماحهم على أبواب الشام.. أبواب المجد..
لقد تعلمنا منك أيها الغائب الحاضر.. أن العمل العظيم والتاريخي لا ينتهي برحيل صاحبه.. لأنك فعلت طاقة الشعب.. وهي الطاقة التي إذا استيقظت لا تنام.. وإذا أحييت لا تموت.. وإذا حضرت لا ترحل..
وهذه كانت عظمة عملك.. أنك فجرت في هذا الشعب طاقة متجددة وسلمته الزمام، ورحلت آمناً مطمئناً على مصيره...
لروحك الخلود أيها القائد المؤسس.. ولعملك الخلود أيها القائد المؤسس..
ولشعبك وجيشك النصر الناجز والمستمر..
واليوم باسمكم وباسم مجلسنا الكريم نجدد العهد والوعد لقائد الوطن المفدى وقائد مسيرة الصمود والانتصار والبناء المتجدد سيادة الرئيس بشار الأسد معاهدين سيادته أن نكون الأمناء على متابعة عملنا وبرامجنا بكل أمانة ودقة وإخلاص..
الرحمة لشهداء الوطن..
والرفعة والسمو والازدهار لسورية المنتصرة.
دمشق في 10/6/2018
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ