كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
الخميس, 5 نيسان, 2018
كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ
في جلسة يوم الخميس 5/4/2018
بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والسبعين
لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
الزميلات والزملاء أعضاء المجلس
تحية عربية:
بعد غد ستكون الذكرى السنوية الحادية والسبعون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي....
بهذه المناسبة اسمحوا لي بأن أحيي باسمكم هذا الحزب بمناسبة تأسيسه، خاصة وأنه الحزب الأهم والأكبر دوراً في سورية منذ الخمسينات وحتى اليوم...
وأنا لا أود الحديث باعتبار أن الحزب شرفني أن أكون عضواً في قيادته، وإنما باعتباري مواطناً أتحمل مثلكم مسؤولية تجاه هذا الوطن الغالي..
الكلام عن الحزب يطول.. والإيجاز يتطلب دراية وقدرة على قول الجوهر بعيداً عن التفاصيل.. وأرجو أن أوفق في الإشارة إلى بعض سمات الجوهر لدى البعث.. الجوهر الذي مكنه من لعب دور قيادي في سورية ودور مهم في الوطن العربي منذ الخمسينيات.
إن من أهم هذه السمات سمة الواقعية المبدئية التي حمت الحزب من الجمود.
فالجمود كما تعلمون أدى إلى انهيار أحزاب كبيرة. واليوم تواجه الحركة الحزبية في أوروبا أزمة مستعصية بسبب فقدانها للمرونة وتمسكها بالصورة المسبقة لما يمكن تسميته بالواقع الافتراضي..
ومن أهم معالم الواقعية المبدئية هي التعامل مع الواقع في تعدديته بعيداً عن الإقصاء أو احتكار الحقيقة.
منذ عام 1970 ومع قيادة القائد المؤسس حافظ الأسد لمسيرة الحزب والوطن مد البعث يده إلى كل القوى الوطنية والتقدمية اعترافاً منه بأن الواقع تعددي والحقيقة تعددية، وأن من يسعى إلى الوحدة الوطنية الحقيقية ينبغي عليه أن يؤمن بتعددية الواقع، لأن الوحدة جمع للمتعدد وليس للمفرد..
سأذكر مثالاً واحداً، اليوم يملك البعث حوالي 64% من مقاعد مجلسكم الكريم، وهذا يخوله وفق معايير الديمقراطية المعروفة تشكيل الحكومة منفرداً.. لكنه لم يفعل ذلك إيماناً منه بالوحدة الوطنية والتعددية..
أما بالنسبة لسمة التجدد فأشير فقط إلى عملية الانتقال من دستور 1973 إلى دستور 2012.
هذا الانتقال الذي أكد أن الحزب يؤمن بالتطوير حيث لكل مرحلة متطلباتها وقوانينها.. المهم هو الحفاظ على وتيرة السير إلى الأمام..
هذا هو ما جعل البعث ينجو من مطبات الجمود... فقد ركز بدلاً من ذلك على التطور والتجدد.. فبما أن الواقع متجدد بطبيعته فإن الحزب الناجح ينبغي أن يكون متجدداً أيضاً..
واليوم أيها الزملاء إذ أوجه التحية بمناسبة تأسيس البعث إلى جميع القوى والأحزاب الوطنية داخل الجبهة الوطنية التقدمية وخارجها وإلى شعبنا العربي السوري العظيم، أؤكد بهذه المناسبة أن البعث يعمل اليوم خلف قيادة أمينه القطري السيد الرئيس بشار الأسد على تطوير ذاته وتجديد آليات نشاطه وتوسيع دائرة اتصاله بالمجتمع وهو جزء منه.. والأهم من ذلك كله.. هو أن البعث يؤمن بأن الشعب هو المرجعية وهو مقياس النجاح وأن الوطنية السورية جوهرها العروبة..
مرة أخرى أتوجه بالتحية لهذا الحزب في ذكراه السنوية...
الرحمة لشهداء البعث والوطن والمجد والسلام لسورية المنتصرة.
والخلود لرسالتنا.
دمشق في 5/4/2018
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ