أنزور خلال ورشة عمل دور البرلمانيين في متابعة توصيات مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية الإدارية أحلمُ كمواطنٍ متابعٍ للشأن الدولي بأن تتغيرَ نظرةُ الدولِ الغنية لشكل معايير العلاقات الدولية . الاثنين, 11 كانون الأول, 2017 ألقى نائب رئيس مجلس الشعب الاستاذ نجدت أنزور ممثلاً الأستاذ حموده صباغ رئيس مجلس الشعب كلمة خلال ورشة عمل دور البرلمانيين في متابعة توصيات مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية الإدارية هذا نصها : عندما كُلّفت بأن أتشرف أن أكون بينكم وأمثّل السيد حمودة الصبّاغ رئيس مجلس الشعب السوري، قلّبتُ ملفَ المؤتمرِ الدولي للسكانِ والتنمية (التزاماتٍ عالمية على مستوى رفيع) والجلسة الخاصة للأمم المتحدة رقم 29 سنة 2014 وكل ما وردَ فيها من قضايا تخصُّ الكرامةَ، تمكينَ المرأة، الفقرَ، المراهقة، الصحة، الهجرةَ الداخلية وأسبابَها، الحكومة وما يرتبط بها من مشاركة على المستوى الوطني وجوانب عدم المساواة الاقتصادية في العالم إلى آخر ما ورد في هذا الملف الهام. تأمّلت كأحد الممثِّلين عن أفرادِ الشعبِ في سورية وإذا أحببتم .. كإنسانٍ ابن هذه المنطقة المظلومة، المكلومة، أن أسأل نفسي ماذا تعني له جملةُ الأممِ المتحدة .. صدّقيني يا سيدة مارتا، تمنيت من كل قلبي ألا أستخدم ولا مفردة واحدة في السياسة، ولكن من سوءِ حظنا جميعاً في هذه المنطقة وعلى مستوى الانسانية أصبحتِ الصورةُ بعيدةً جداً عن حلمنا، بأن تكون المنظمةُ الدولية كما كَتب أحد مفكّري سورية في السبعينيات من القرن الماضي، هي (نافورةُ الحرية) .. المسموحُ لها أن تحلّق عالياً دون أن يعتدي صبيبُها على من يحيطُ بها من الأممِ الأخرى، لقد تمنّيت على نفسي ألا أستخدم ولا مفردة سياسية، وأن تنحصرَ كلمتي، كل كلمتي بما هو تقني وإجرائي، ولكن أي حديثٍ عن إسكانٍ وتنمية وصحة إنجاب أمام ممثّلي الأمم المتحدة في بلدٍ مثلَ بلدي .. سورية تآمرتْ عليها معظم دولِ الغرب، دون أن تحرّك المنظمةُ الدوليةُ المكلّفة بأن تكون حَكَماً دولياً من خلالِ ميثاقِها، لم تحرّك أيَ ساكن. صحةُ إنجاب ؟! لقد وصل حدُ التآمرِ على وطني بموضوعِ صحةِ الإنجاب بأن شرّعوا جهادَ النكاحِ من أجلِ مشاريعِهم السياسية وأيضاً لم تحرّك المنظمةُ الدولية ساكناً على الرغمِ من اعترافاتٍ شديدةِ الأهمية في هذا الشأنِ من سفيرِ أمريكا السابق في سورية، روبرت فورد، ووزيرِ خارجيةِ قطر حمد بن جاسم و و و.. وللأسفِ الشديد بلدي ليس استثنائاً، بل ما يجري من حولِنا، العراق، فلسطين، ليبيا.. والمنظمة الدولية ليست هنا .. في حقيقة الأمر أنا لست فاقداً للأمل أبداً، على الرغمِ من قسوةِ المشهد في وطني سورية وفي المنطقة ونتطلّعُ فعلياً أن يتمكنَ الأصدقاءُ العاملون في المنظمةِ الدولية على اختلاف مهامِهم والمنظّماتِ التي يعملون بها وخاصةً صندوق الأمم المتحدة للسكان ، أن يتمكنوا من تغيير الصورةِ التي ترسّختْ في ذهنِ المواطنِ في منطقتِنا، بأنّ مصالحَ الدولِ الغنية هي من يتحكّم بكل صغيرةٍ وكبيرة في هذه المنظّمات ، وصدّقوني بأنني أحلمُ كمواطنٍ متابعٍ للشأن الدولي بأن تتغيرَ حتى نظرةُ الدولِ الغنية لشكل معايير العلاقات الدولية من السّعي للتسلّط الدائم كأداةٍ للتنمية لديهم ، إلى نظرةٍ أخرى تماماً ، فقد أثبتَ التقدّمُ العلميُ الهائل في كافة مجالات المعرفة أن الكرةَ الأرضية مازالت كبيرةً جداً وأنها تتسّع لنا جميعاً بل وأكثر ، وإن الوفرة ، نعم الوفرةَ الكبيرة ممكنة جداً دون أن نسرقَ بعضُنا بعضاً وأن نهيمن على بعضِنا كذلك، إن هذا الأمر ممكن في التنميةِ ، والاقتصاد ، والسكان ، بل هي فلسفةٌ انسانيةٌ متكاملة نسعى من خلالها بألا نستأثر بشيءٍ بل أن نتكاملَ فيما بيننا مكمّلين بعضُنا بعضاً ، وبهذا لا يكون مشهدُ الطفلِ الفلسطينيِ اليومَ ، باحثاً عن وطنٍ سُرق منه ويقاومُ من أجل استرداده ولا الأسرةُ السورية قد اختُطفت منها كل ما تراكمَ مما أنجزته عبر عشرات السنين من التنميةِ الأسرية وصولاً إلى ما أُفرد له في تقريركم عن تمكينِ المرأة ، المراهقِ ، الشباب، كبار السن، الكرامة، عدم التمييز... الخ. عندنا يقولون: صديقُك من صدَقك وليس من صدّقك .. وإن تحدّثتُ من القلب، وقد صَدَقتكم، فاعذروني إذا أثقلتُ عليكم، فحجمُ الآلامِ التي عشناها ونعيشها ويعيشها أهلنا أكبر مما ذكرتُ بكثير وأنا اطمحُ بكل صدقٍ إلى تعاونٍ حقيقي مع المنظمةِ الدولية كي يتغيرَ هذا الانطباعُ الموجود لدى شعوبنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|