كلمة السيد رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ بذكرى وعد بلفور المشؤوم
الأحد, 5 تشرين الثاني, 2017
ألقى الأستاذ حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في افتتاح جلسة اليوم كلمة بمناسبة ذكرى وعد بلفور هذا نصها :
الزميلات والزملاء الأعزاء:
في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، وعداً مشؤوماً منتهكاً بذلك حقوق شعب أصيل هو جزء من أمة أصيلة، أمة من أقدم أمم العالم وأكثرها عطاء للحضارة البشرية.
كان وزير خارجية بريطانيا عندها (آرثر بلفور) وفياً لسياسة الاستعمار البريطاني في العالم، وهي السياسة القائمة على ترك بذرة تقسيم في المستعمرات التي تنسحب بريطانيا منها، وخلق مشكلات تضعف الشعوب قروناً طويلة.
هكذا فعلت بريطانيا في الهند؛ حيث بذرت بذرة الفتنة بين الهندوس والمسلمين، وقسمت البلاد إلى بلدين (الهند والباكستان)، وبعد ذلك أدت السموم التي تركتها بريطانيا في المنطقة إلى انقسام باكستان نفسها إلى قسمين: (باكستان وبنغلاديش...)
وفي أستراليا وجنوب أفريقيا تركت بريطانيا استعماراً استيطانياً غيّر المعالم البشرية والثقافية لتلك المناطق..
ولا شك في أن الأرض العربية كانت المنطقة الأكثر أهمية لبريطانيا على مفترق الطرق والانطلاق من مرحلة الاستعمار القديم إلى الاستعمار الجديد مع مطلع القرن العشرين..
وبلاد الشام هي مركز الوطن العربي جغرافياً وتاريخياً، وفلسطين قلب بلاد الشام، أي أنها مركز المركز وقلب القلب، فكان تقسيم بلاد الشام وزرع بؤرة غريبة فيها نهجاً هدفه منع نهوض الأمة العربية من جديد، وخلق جسم سرطاني فيه يؤسس لاستراتيجية طويلة الأمد لإضعاف العرب وإعاقة نهضتهم الحديثة..
إن ما تعانيه سورية اليوم من حرب إرهابية كونية، هو حدث ناتج عن استراتيجية بلفور نفسها، لأن قوى الاستعمار الجديد والصهيونية وعملاءها من التكفيريين والرجعيين يريدون إعاقة استراتيجية المقاومة التي تقدمت تقدماً مهماً على طريق الإلغاء النهائي لسياق بلفور الاستعماري.
المعركة التاريخية الكبرى ما زالت مستمرة، ونحن العرب أمة حية، والشعب الفلسطيني أثبت أنه مستمر في المقاومة على الرغم من ممارسات بعض قياداته..
ولا شك في أن النصر النهائي هو للأمة ولمقاومي الأمة.. وما الإنجاز في سورية وأخره تحرير مدينة دير الزور الصامدة إلا خطوة واسعة على طريق النصر العربي الكبير بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
إننا في هذه المناسبة نتوجه باسم الشعب العربي السوري وسلطته التشريعية بأسمى آيات التحية والتقدير لشعبنا العربي الفلسطيني الأبي، ولشعبنا في سورية الذي وقف وقفة تصد أمام حرب تستهدف الأمة، وإرهاب لا سابقة له في التاريخ..
ونتوجه بالتحية والعرفان لجيشنا العربي السوري البطل والقوى الرديفة والحليفة كافة التي تشكل معاً قوة الردع الحقيقية ضد أعداء الوطن والأمة.
كما نتوجه بأسمى آيات الإجلال والإكبار للشهداء الذين فاقوا بكرمهم أكرم الكرماء.. وبنبلهم أنبل النبلاء.
والسلام عليكم.