مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية أخبار الموقع 

النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الشعب السوري السيد محمد جهاد اللحام في الجلسة العامة العاشرة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط

الخميس, 18 شباط, 2016


 

النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الشعب السوري السيد محمد جهاد اللحام
في الجلسة العامة العاشرة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط
تيرانا - ألبانيا

 

معالي السيد الهو المربوح رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط

معالي السيد إيلير ميتا رئيس البرلمان الألباني الموقر

السيد سيرجيو بيازي أمين عام الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط

الزميلات والزملاء رؤساء البرلمانات ورؤساء وأعضاء الوفود الأكارم

 

السيدات والسادة

لقد كان حوض المتوسط عبر التاريخ وسورية في قلبه مركزاً لتمازج الحضارات وتلاقحها، وهو اليوم بما يشهده من تحولات يمهد لتبدلات عالمية تستدعي منا العمل معا لأجل مستقبل الإنسانية التي يتهددها الإرهاب والعدوان والتعصب والتكفير والاحتلال بالإرهاب.

نجتمع اليوم وقد مرَّ على تأسيس جمعيتنا عشر سنوات، لكننا نجد أن التحديات التي نواجهها تضاعفت وتراجعت فرص التطوير الاقتصادي والتجاري والسياسي التي كنا نرجوها بسبب الأزمات الناشئة وتداعياتها المحلية والإقليمية والدولية.

لكن ما نواجهه اليوم ما كان ليحدث لولا سياسات خاطئة مارستها بعض القوى الغربية والإقليمية ضد عدد من دول المنطقة؛ فالاحتلال المستمر من قبل «إسرائيل» للأراضي الفلسطينية ولمزارع شبعا اللبنانية والجولان السوري، وكذلك غزو العراق من قبل الولايات المتحدة وتدخل الناتو في ليبيا والإطاحة بالقذافي والتدخل السافر لتركيا والسعودية وقطر في الشؤون الداخلية لسورية والعراق ودعمها الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح وتسهيل عبورها عبر الحدود كلها عوامل أساسية في زعزعة الاستقرار في حوض المتوسط وإثارة الفوضى والتطرف وبالتالي ظهور التنظيمات الإرهابية التكفيرية مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة وتمددها في سورية والعراق ومصر وليبيا وتونس وغيرها من الدول، وقيامها بتدمير الحضارة الإنسانية وتهجير السكان وممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

السيدات والسادة

أمام هذا الواقع الخطير الذي يتهدد الإقليم والعالم فإنه لامجال اليوم للمهادنة والتردد في مواجهة الإرهاب الدولي العابر للحدود، ولابد من موقف واضح لا لبس فيه تجاه تركيا والسعودية وقطر التي تشن حروبها بالوكالة عبر أذرعها الإرهابية ضد سورية خصوصاً أن حكومات تلك الدول أعلنت جهاراً أن أولويتها محاربة الدولة السورية وليس تنظيم داعش الإرهابي، وهي تعد العدة حسب ما أعلنت لتدخل بري في سورية تحت ستار محاربة داعش، لكن الهدف الحقيقي هو دعم التنظيمات الإرهابية المهزومة في مواجهة الجيش العربي السوري الذي يسجل انتصارات كبيرة ضد الإرهابيين في حلب ودرعا واللاذقية وحمص ودير الزور.

ونحن من هذا المنبر نحذر من أن أي تصرف أحمق يمكن أن تقدم عليه السعودية والحكومة التركية بتدخل بري دون التنسيق مع سورية سيفتح أبواب جهنم على تلك الدول وعلى المنطقة، ولابد للعقلاء والحكماء في العالم أن يقوموا بدورهم في لجم أي تهور من هذا النوع.

السيدات والسادة

لقد واجهت بعض الدول الأوروبية موجات من المهجرين واللاجئين من سورية والعراق وأفغانستان وأفريقيا مع بدايات عام 2015 وهذه الموجات هي إحدى المظاهر التي أنتجها تمدد الإرهاب وانتشار الفوضى والدمار في الدول المذكورة؛ ليس هذا فحسب بل إن الإرهاب نفسه تمدد وضرب بعض المدن الأوروبية فارتعدت أوروبا وتحركت لمواجهته لكن - للأسف- بعض الحكومات الأوروبية ماتزال تتعاطى بازدواجية مع الإرهاب لذلك فإننا ندعو المؤسسات التشريعية والحكومات الأوروبية إلى إعادة النظر في سياساتها الخاطئة والوقوف مع الحكومتين السورية والعراقية ضد الإرهاب والتطرف لتخليص حوض المتوسط من هذه الآفة الخطيرة.

السيدات والسادة

لقد بدا واضحاً من خلال مؤتمرات جنيف المتتالية وآخرها جنيف3 أن من يعرقل الحل السياسي في سورية هي الأنظمة الغربية والإقليمية التي تسيطر على المعارضات السورية الخارجية فهذه الدول تريد فرض شروط مسبقة على أي محادثات تحت شعارات إنسانية زائفة الأمر الذي يؤدي إلى تقويض أي جهود يمكن التعويل عليها في الحل.

ورغم محاولة الدول المنخرطة في دعم الإرهاب والفوضى في سورية استغلال الوضع الإنساني لأهداف سياسية نود أن نوضح أن الحكومة السورية تقدم 80% من المساعدات للمهجرين السوريين داخل البلاد وتعمل دائماً لإيصال المساعدات الإغاثية للمواطنين المحاصرين في مناطق المجموعات المسلحة متى سنحت لها الفرصة إلى جانب محاولتها دائماً تجنيب المدنيين تبعات المواجهة مع الإرهاب عبر فتح باب المصالحات وإخراج المسلحين من مناطق المدنيين إلى مناطق أخرى كما جرى في حي الوعر والزبداني وكفريا والفوعة والقدم ومخيم اليرموك والدولة السورية منفتحة على أي مقترح يسهم في تجنيب المدنيين ويلات الصراع.

إن حماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان وحماية التراث وحوار الحضارات تتوقف في جانب كبير منها على مواجهة الفكر المتطرف الذي تنشره التنظيمات الإرهابية وتحاول فرضه بالتعليم على الأطفال وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية التي تبث من بعض الدول الخليجية لذلك فإن الدبلوماسية البرلمانية معنية بأن تلعب دوراً جدياً في هذا المجال عبر طرح الأفكار والحلول الممكنة والأساليب التي يمكن اللجوء إليها في هذه المواجهة.

السيدات والسادة

نتطلع إلى دور فاعل للجمعية البرلمانية للبحر المتوسط من خلال استخدام الدبلوماسية البرلمانية لحشد الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ودعم التحالف السوري الروسي والتنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية في العمل الميداني ضد الجماعات الإرهابية؛ لأن هذا هو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب قبل أن يستفحل وينتقل إلى بلدانكم ومدنكم الآمنة.

أشكر البرلمان الألباني على حسن الضيافة والتنظيم، وأتمنى النجاح والتوفيق لمؤتمرنا.

 

 



عدد المشاهدات: 8461



طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى