مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية أخبار الموقع 

أوسي: انضمام تركيا لمحاربة داعش مسرحية لإقامة المنطقة الآمنة وضرب الأكراد

الأربعاء, 29 تموز, 2015


اعتبر عضو مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي أن ادعاء تركيا بالانضمام للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي هو محض افتراء ومسرحية كبيرة الهدف الأساسي منها ضرب مكتسبات الشعب الكردي ومحاربة حزب العمال الكردستاني واستثمار ذلك للذهاب إلى انتخابات مبكرة وكسب أصوات القوميين الأتراك.
وفي لقائه المطول مع «الوطن» تحدث أوسي عن ثلاثة محاور: الأول عن توتر الأوضاع على الحدود المشتركة، والثاني عن أوضاع الأكراد السوريين ونشاطهم السياسي داخل البلاد، والثالث عن عمل لجنة المصالحة في مجلس الشعب وملف المخطوفين لدى المجموعات المسلحة.
وفي القسم الأول الذي تنشره الوطن اليوم، اعتبر أوسي أن الأوضاع على التخوم الشمالية للجغرافيا الوطنية السورية في المناطق الكردية من ديريك والمالكية والقامشلي والدرباسية وعامودا مرورا برأس العين وكوباني (عين العرب) حتى عفرين، ستشهد في هذه الساعات والأيام القادمة تحولات وتطورات مثيرة ودراماتيكية وخطيرة جداً قد تقلب الأوضاع حتى الميدانية في تلك المنطقة، وذلك في ضوء إمكانية اتخاذ حكومة رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) قراراً بدخول القوات العسكرية التركية واجتياح بعض الجغرافيات من تلك المنطقة وخصوصاً على خلفية التفاهم التركي الأميركي الأخير.

وبين أوسي أن هدف الدولة التركية من هذا الاجتياح المحتمل هو تحقيق ثلاث نقاط، الأولى هي ضرب الإدارات الذاتية في الكانتونات الثلاثة: القامشلي وكوباني (عين العرب) وعفرين، وعدم الإفساح في المجال أمام الأكراد للتواصل الجغرافي والديموغرافي بين عين العرب وعفرين، وهي تركز على الاجتياح في بعض المناطق المحددة مبدئيا كمقدمة لإقامة الحزام الأمني على طول الحدود السورية التركية المشتركة التي تبلغ أكثر من 850 كيلو متراً. ورأى أوسي، أن تركيا تسعى للدخول إلى مدينة جرابلس السورية، وتسمى غلغامش بالتركي، وإلى إعزاز السورية بمسافة جغرافية طولها 110 كيلومترات حتى تفوت الفرصة، من وجهة نظرها، على المقاتلين الأكراد ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي بالتواصل بين منطقتي كوباني وعفرين، لأن تركيا مقتنعة بأن الأكراد على وشك إعلان كيان سياسي كردي مستقل في المناطق الكردية على طول الحدود التركية السورية المشتركة وهذا ما تعتبره تهديداً للأمن القومي التركي باعتبار أن القضية الكردية موجودة جغرافيا وديموغرافيا في العمق التركي.
وأكد أوسي أن هذه حجة غير صحيحة فلا نية لأكراد سورية إقامة أي كيان سياسي مستقل، وليس هناك إمكانية لقيام مثل هذا الكيان فلا الظروف الإقليمية ولا الدولية ولا الشروط الذاتية والموضوعية السورية تسمح بذلك، لأن المناطق الكردية هي مناطق اختلاط بامتياز تضم أكراداً وعرباً من مختلف الأديان والطوائف، وهناك فواصل جغرافية وديموغرافية بين الكانتونات الكردية الثلاثة.
وأوضح أوسي أن سقف ما يطالب به أكراد سورية عبر الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب هو الإدارات الذاتية، وقال: أعتقد أن هذه التجربة باتت أمرا واقعا بعد انسحاب الدولة السورية من بعض المناطق التي ذكرتها وكان لا بد من ملء هذا الفراغ السياسي والقيام بحماية المنطقة من هجمات داعش وجبهة النصرة وبقية المنظمات القاعدية والدفاع ليس عن المكون الكردي فقط وإنما عن كل مكونات الشعب «الجزراوي» ومناطق عين عرب وعفرين بتعدديتها الديموغرافية الإثنية المتعايشة في تلك المنطقة.
ورأى أوسي أن تجربة الإدارة الذاتية بعد أن تضع الحرب أوزارها في سورية، يمكن محاكاتها بنموذج الإدارة المحلية المعمول بها في سورية، وفي حال نجاحها يمكن أن تعمم على المحافظات الـ14 كلها وهذا سقف ما يطالب به الأكراد.
وشدد أوسي على أن الادعاءات التركية هي حجة للتدخل العسكري بالشأن السوري، وتركيا ومنذ انضمامها لـ«الناتو» في 18 شباط عام 1952 باتت مخفرا متقدما لهذا الحلف في الشرق الأوسط، وهي تعلم والغرب يعلم أيضاً أن حزب العمال الكردستاني هو واحد من أشهر حركات التحرر الوطني في المنطقة وفي العالم، وهو نموذج جديد وليس له طابع قومي كردي وليس لديه أي أجندة شوفينية قومية، حتى في الداخل التركي، إلا أن الحكومة التركية تمكنت من الحصول على تصريح من الخارجية الأميركية في الساعات الماضية بوصف حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية، وقامت المدفعية والطيران التركي بقصف مواقع الحزب في جبال زاغروس في مناطق قنديل وحفتانين وفي عمق كردستان العراق.
وتابع: إن هذه المواجهات سوف تتصاعد بعد أن انهارت عملية السلام والهدنة بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية المعمول بها منذ 3 سنوات، وقد صرحت بذلك القيادات التاريخية للحزب مثل جميل فايوس (جمعة) أو مراد قرايالان (جمال).
وعبر أوسي عن قناعته بأن الكفاح المسلح للعمال الكردستاني ضد الأهداف العسكرية التركية سيتطور ويتصاعد ليس فقط بمناطق كردستان التركية وإنما أيضاً في المدن التركية التي يمتلك فيها الحزب آلاف الخلايا النائمة، لنعود بذلك إلى المربع الأول.
وعن الموقف الأميركي من التصعيد بين حكومة أردوغان والعمال الكردستاني، قال أوسي: حذرت دوما من النفاق الأميركي، والتاريخ يعيد نفسه لأن الولايات المتحدة باعت مرة أخرى الأكراد لربيبتها تركيا.
وأضاف: حذرت سابقا القوى الكردية وخصوصاً الأحزاب الكردية السورية، ألا يعولوا على المشروع الأميركي في المنطقة وألا يضعوا كل بيضهم في هذه السلة لأن واشنطن براغماتية وهي باعت شاه إيران وبرويز مشرف باكستان وحسني مبارك مصر، وليس لديها أصدقاء ولا أعداء دائمون، وحتى الآن ليس لديها أجندة كردية وهذا هو السبب وراء المأساة التي يمر ومر بها الأكراد تاريخيا وخصوصاً في العراق وتركيا وإيران.
وتابع: إن الولايات المتحدة هي من تآمرت على ثورة المرحوم الملا مصطفى البارزاني، وهي التي سلمت الزعيم الكردي عبد اللـه أوجلان إلى الدولة التركية وبمساعدة الموساد الإسرائيلي، وأرجو أن يفهم إخوتي بالأحزاب الكردية أن موقعنا الطبيعي هو ضمن دولتنا السورية وضمن وطننا السوري ونحن جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الوطنية السورية، وأن يعيدوا حساباتهم وألا يثقوا بالغرب الاستعماري والناتو ولا بحكومة رجب طيب أردوغان العدو الرئيسي والأساسي للأكراد.
وعن الهدف الثاني الذي يريده أردوغان من وراء إمكان الدفع باجتياح تركي للجغرافيا السورية، قال أوسي: إن أردوغان يفكر بالعودة كسلطان عثماني جديد، وهو استبق الأمور وعطل احتمال قيام أي حكومة ائتلافية مع أحد أحزاب المعارضة وخصوصاً مع حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف: يريد أردوغان الهروب إلى الأمام والدخول بانتخابات برلمانية مبكرة، وقد حدد حزب العدالة والتنمية موعدها في تشرين الثاني المقبل، ويحاول أردوغان الآن كسب أصوات جديدة إلى جانبه بعد أن تلقى صفعة كبيرة في الانتخابات الأخيرة في حزيران حيث فقد الأغلبية المطلقة ولم يعد بإمكانه تشكيل حكومة بمفرده كما جرى منذ عام 2002، وفي هذه الانتخابات حصل حزب الشعوب الديمقراطية على أصوات كبيرة جداً وصلت إلى 13.2 بالمئة وصرفت انتخابيا بـ80 مقعداً في البرلمان.
وتابع: إن أردوغان عندما يعلن الحرب على الأكراد وعلى حزب العمال الكردستاني وعلى اليساريين ومروراً على داعش، يريد كسب أصوات القوميين الأتراك من حزب الحركة القومية ومن اليسار التركي ممثلا بحزب الشعب الجمهوري، وهو بذلك يراهن لاستعادة ما فقده من شعبية على الأقل في المناطق التركية والمدن الكبرى مثل اسطنبول ومارسين وأنقرة استعداداً للتفرد بحكم تركيا وقلب النظام من برلماني تعددي إلى رئاسي يعزز فيها صلاحياته ويتربع على عرش تركيا وعلى المنطقة كسلطان عثماني.
وعن الهدف الثالث من وراء التحرك التركي باتجاه الدخول إلى سورية، قال أوسي: إن أردوغان يهدف لإقامة منطقة عازلة على الحدود المشتركة التركية السورية ابتداء من نهر دجلة حتى منطقة عفرين وصولا إلى شاطئ المتوسط، وتركيا تريد الوصول إلى هذه المنطقة لتقطع الطريق على المكون الكردي من جهة، إضافة إلى علاقته بمرور أنابيب الغاز والنفط إلى ساحل المتوسط، ومن ثم استعمال هذه المنطقة الأمنية التي قد تتوسع إلى عمق 50 كيلو مترا، كقاعدة لتدريب معارضاتهم المعتدلة وعملاء تركيا والغرب عبر هذه الأذرع الإرهابية لمحاربة النظام الوطني والدولة السورية بهدف إضعافها.
وقال أوسي: إن تركيا ترفع شعار إسقاط النظام في سورية منذ بداية الأزمة وانخرطت على خط الأزمة وقدمت كل أنواع الدعم اللوجستي والمخابراتي والسلاح، بل إن الجيش التركي والوحدات الخاصة التركية شاركت برياً في الكثير من معارك داعش وهجماته ضد المكون الكردي وضد الجيش السوري وأيضاً ساعدت جبهة النصرة والمنظمات القاعدية خلال احتلالها لمحافظة ومدينة إدلب وبعض المناطق الأخرى مثل تدمر.



عدد المشاهدات: 7275



طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى