مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية أخبار الموقع 

نص الكلمة التي ألقاها السيد رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام اليوم خلال مشاركته في المنتدى الاجتماعي (مكافحة جريمة الإبادة )؛

الخميس, 23 نيسان, 2015


نص الكلمة التي ألقاها السيد رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام اليوم خلال مشاركته في المنتدى الاجتماعي (مكافحة جريمة الإبادة )؛إحياء للذكرى المئوية للابادة الأرمنية في العاصمة الأرمنية يريفان

فخامة الرئيس سيرج سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا الموقر

السيدات والسادة رؤساء البرلمانات... ورؤساء الوفود...

السادة رجال الدين

السادة أعضاء الوفود المشاركة

الحضور الكريم

نجتمع اليوم في ذكرى أليمة وموجعة، عاشها الشعب الأرمني الشقيق وعاشها أجدادنا وأجدادكم، تقاسموا فيها رغيف الخبز وملح الحياة، أنين المصاب ولوعة الفراق .. ذكرى تحفظها البشرية ويحفظها السوريون بمختلف انتماءاتهم، يوم فتحوا بيوتهم على فقرها وقلة مواردها، لأشقائهم في الإنسانية، فكان الاحتضان والعيش المشترك، انتصار الحياة على الإبادة، وانتصار العيش المشترك على التطهير العرقي.

بهذه الروح نشاطركم الذكرى، وبهذه العزيمة نجتمع معكم لنعلي معاً صوت الإنسانية والأنا الجمعية.. ضد الأنانية والأحقاد الضيقة والسياسات الإقصائية والإبادة الجماعية بمختلف أشكالها والتهجير والترحيل القسري والتهميش الذي ما يزال عالمنا يشهده في أكثر من مكان من العالم.

وبهذه المناسبة، نتوجه لأشقائنا الأرمن في أرمينيا وفي سورية وفي كل مكان، بالتحية والتقدير على ما قدموه للبشرية من شراكة في الحضارة والبناء، من تفان في العمل، وإخلاص وانتماء للوطن الكبير، فنحن في سورية لم نشعر انتماء الأرمن لأرمينيا أكثر منه لسورية والعكس صحيح، فهم جزء أصيل من شعبنا، نحيا معاً ونفرح معاً ونحزن معاً.

السيدات والسادة

إن مشاركتنا في إحياء الذكرى المئوية للإبادة الجماعية بحق الأرمن من قبل السلطنة العثمانية هي دعوة للعالم أجمع للاعتراف بحقوق الشعوب الأخرى واحترامها واحترام ثقافاتها وحضارتها، هي دعوة  للشراكة في الحياة وبناء الحضارة الإنسانية، هي دعوة للتبصر في جرائم التاريخ والمآسي التي تنجم عن سياسات المصالح الضيقة والمفاهيم الانعزالية والأيديولوجيات المتطرفة، نريد أن نلفت انتباه العالم إلى أن الجريمة ضد أي إنسان يجب أن تكون مدانة ومرفوضة أياً كان مرتكبها، فكيف إذا كانت إبادة جماعية بشرية كان ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون من الشعب الأرمني الشقيق وتهجير وتشريد مليون ونصف مليون أيضاً في أنحاء العالم، وإننا في سورية ندين الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الارمني على يد السلطات العثمانية..

إن التاريخ الذي سجل قبل مئة عام أفظع إبادة وأسوأ جرائم ضد الإنسانية يضج اليوم من جرائم تكاد تعيد بنا الذاكرة إلى تلك الأيام السوداء .. فالقاتل مازال يقتل، ولو بلبوس آخر، والمجرم يتناسل مجرمين أشد فتكاً مع تطور وسائل القتل.. فما تتعرض له سورية والعراق من إرهاب تكفيري ممنهج يستهدف فئات الشعب كافة، ويعمل على تطهير مناطق من سكانها، وتشريدهم من منازلهم، إلى جانب عمليات التدمير المتعمدة للتراث الحضاري والمعالم الأثرية، كلها تشكل جرائم بحق الإنسانية وحرب إبادة ضد الإنسان والتاريخ والحضارة التي صنعتها شعوب المنطقة مجتمعة على مدى قرون وقرون.

أيها الإخوة

الحضور الكريم

لن يغفر التاريخ في القرن الحادي والعشرين، لمن لم يتعظ من تجارب الحروب على الشعوب الأخرى واستعمارها واستعبادها ومحاولة محو تاريخها.. لن يغفر لنا التاريخ أننا لم نقف صفاً واحداً في وجه أعداء البشرية.. حملة السواطير وقاطعي الرؤوس .. آكلي الأكباد البشرية .. لن يغفر لنا أننا لم نقف في وجه من يدعم هؤلاء الإرهابيين بالفكر والإعلام والتمويل والتسليح والتدريب.

إن الشعب السوري اليوم كما الأرميني قبل مئة عام يناشد ضمائر العالم.. أن أوقفوا دعم الإرهاب والإرهابيين الذين يتم تمريرهم من أكثر من 90 بلداً في العالم لقتل الشعب السوري.. أن وحدوا الجهود في محاربة هذا المد الإرهابي القاتل الذي لن تنجو منه دولة قريبة أو بعيدة إذا ما استشرى وانتشر.

إخواني الكرام

لا تدعوا أحفادنا يجتمعون يوماً كيومنا هذا، للتنديد بجريمة إبادة بشرية نستطيع اليوم أن نمنعها وأن نحول دون وقوعها.. هي دعوة صادقة لكل أخ في الإنسانية .. لكل إنسان يرى في السوري شقيقاً، وفي الأمريكي والأوروبي والأرمني شقيقاً، في الروسي والياباني والصيني والأفريقي والبرازيلي شقيقاً.. لكل هؤلاء نقول .. إن من يقف في صف الإرهاب اليوم بكلمة أو برصاصة لا فرق، يشارك في ارتكاب جريمة ضد الإنسانية .. هي دعوة لصحوة ضمير في ذكرى يوم، مات فيه الضمير، فكانت الإبادة.



عدد المشاهدات: 7240



طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى