ذكر رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمد جهاد اللحام أن زيارة الوفد النيابي الفرنسي إلى دمشق تحمل رسالة سياسية للعالم أجمع، وليس فقط للحكومة الفرنسية. واعتبر اللحام، في تصريح لـ «السفير»، أن هذه الرسالة مفادها أنه «قد حان الوقت لمراجعة السياسات الغربية الخاطئة تجاه سوريا، وحان الوقت للتحاور مع الحكومة السورية والتعاون معها في محاربة الإرهاب، ولا سيما إرهاب داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سوريا والعراق. وقد عبّر الوفد عن ذلك صراحة، بأنه لا يمكن محاربة داعش من دون التعاون مع سوريا».
وقال اللحام، رداً على سؤال حول الرسالة التي حملتها القيادة السورية للوفد الفرنسي، «بصرف النظر عن رسائل سياسية رسمية، نحن عبرنا عن وجهة نظر الدولة السورية والشعب السوري حيال ما تتعرّض له سوريا من إرهاب مدعوم من الحكومة الفرنسية، وأكدنا ضرورة التزام جميع الدول بمحاربة الإرهاب، انسجاماً مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ولا سيما القرار 1373 للعام 2001، والقرارات 2170 و2178 و2199 للعام 2014».
وعن الأثر السياسي للزيارة، قال اللحام «لقد كانت المحادثات مع الوفد الفرنسي جيدة وبناءة، وأعتقد أن الزيارة تتصف ببعد سياسي، بالرغم من محاولة الحكومة الفرنسية النأي بنفسها عنها، أو اعتبارها زيارة شخصية. فأن يأتي وفد نيابي فرنسي، يضمّ شخصيات من الحزب الحاكم في فرنسا، إلى دمشق، هو مؤشر على بروز تيارات سياسية في فرنسا، تعتقد بخطأ السياسة الفرنسية العدائية تجاه سوريا، وضرورة إعادة النظر في هذه السياسة، التي ثبت فشلها، وجلبت ارتدادات الإرهاب إلى قلب باريس».
وحول إمكانية أن تفتح هذه الزيارة لمزيد من العلاقات البرلمانية ما يشكل خطوة لعلاقات ديبلوماسية، قال «إن الزيارة ما كانت لتحدث لولا أن ثغرة في الموقف الفرنسي المعادي لسوريا قد حدثت، فبعد أربع سنوات من الحملة العدائية من قبل الدول الغربية، والحكومة الفرنسية بشكل خاص، ضد الحكومة السورية، ثبت أن ما يجري على الأرض السورية مختلف عما تروّج له دوائر القرار في باريس وواشنطن ولندن، وبدأت أصوات تعلو من قبل سياسيين وبرلمانيين وصحافيين تدعو لإعادة النظر في السياسة الغربية التي دعمت الإرهاب، وسهّلت له وموّلته، من أجل تقويض الحكومة السورية، خصوصاً بعدما لمست الطبقة السياسية أن ما حذرت منه سوريا من ارتداد الإرهاب إلى داعميه بدأ يحدث فعلاً في أوروبا، وما جرى في باريس في شارلي ايبدو خير دليل».