أحمد مرعي ضيف لبنان 24 الخميس, 2 نيسان, 2020 قبل تأكيد الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية لدى ىسوريا نعمه سيد عبد، أن المنظمة ترى أن واقع الإصابات بفيروس كورونا في سوريا في بداية المنحنى الصاعد، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، من احتمال أن يكون لـكورونا "تأثير مدمر على التجمعات السكانية الهشة بجميع أنحاء سوريا"، لاسيما انه وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا تعمل في سوريا الآن سوى 64% من المستشفيات و52% من مراكز الرعاية الصحية، الامر الذي يجعل النازحين في الداخل أكثر عرضة لهذا الوباء اذا تفشى. لا شك في أن سوريا أسوة بالدول المحيطة بها وبدول العالم، انتشر فيروس كورونا في عدد من مدنها وقراها؛ فلجأت إلى اتخاذ اجراءات للحد من انتشار هذا الوباء خاصة وأنها لا تزال تعيش وطأة الحرب والحصار منذ نحو عشر سنوات، يقول النائب في مجلس الشعب السوري احمد مرعي لـ"لبنان24". إن جزءا من خطة الحكومة السورية لمواجهة فيروس كورونا تمثل بداية، بحسب مرعي، باجراءات الوقاية، عبر إجراء الفحوصات لاسيما للعائدين إلى دمشق من "الدول الموبوءة"؛ فعلى سبيل المثال فرضت الحكومة من خلال سلسلة من القرارات، تدابير احترازية ( الحجر) على العائدين من ايران طلابا وأطباء ليتبين لاحقا لوزارة الصحة أن من بين هؤلاء ثلاثة مصابين، الامر الذي دفع الحكومة الى الانتقال للخطة "ب" المتمثلة بالعمل على التصدي للوباء، فلجأت إلى عزل المحجور عليهم، والى اعتماد الحجر المنزلي وتأمين المستشفيات وإنشاء مراكز صحية للحجر من بينها مستشفى الزبداني، كما أنها منعت التجوال من الساعة السادسة مساء، وقطعت الطريق على أي تواصل بين المحافظات منعا لانتقال المواطنين الذين ربما اصيبوا بالكورونا ولم تظهر عليهم العوارض بعد، فضلا عن عملية تنظيم التجمعات في المراكز المخصصة للمواد الاساسية، لجهة منع التقارب بين المواطنين. وليس بعيدا، يقول مرعي إن النظام السوري تعاطى منذ البداية من خلال عملية الفصل بين المحافظات والمناطق بطريقة علمية لكي تعزل المناطق تلقائيا، من دون أن يعني ذلك أن المناطق المعارضة للنظام هي التي جرى عزلها، فهو يواصل التأكيد أن أي مواطن سوري او غير سوري موجود ضمن الأراضي السورية يجب أن يخضع للشروط الصحية ويلتزم بالبروتوكول الصحي الذي اعتمدته الحكومة يوم أول من أمس في ما يتعلق بخضوع المواطنين للاجراءات الصحية، مع التزامها لهم بتقديم كل الامكانيات من أجل أن يتعافوا قطعا للطريق على انتقال العدوى؛ وهذا يعني، بحسب مرعي أن "تدبير الفصل الموقت" لا يعني على الإطلاق الانتقام أو الثأر، فالحكومة إنطلاقا من مفهوم المصالحة لن تترك المعارضين لمصيرهم. فمخيم الهول المعروف أنه تحت سيطرة "قسد"، يتلقى كل التقديمات الصحية من وزارة الصحة والصليب الاحمر والهلال الاحمر؛ وليس صحيحا، كما يقول مرعي، إن بعض الأرياف المعارضة تعيش ظروفا اقتصادية صعبة بسبب نقص الخدمات المتصلة بالكهرباء والمياه، صحيح أن المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا، على تواصل طبي مع الاخيرة وينتقل افراد هذه المنظمات اليها للاستشفاء، لكن الحكومة السورية لم تغلق الباب أمام احد لتلقي العلاج، وأعداد كبيرة من أبناء هذه الأرياف يقبضون رواتبهم من الدولة السورية والخدمات الاساسية متوفرة عندهم. وفي الاطار نفسه، فان الذعر سيد الموقف من انتشار كورونا في السجون السورية، ومن هذا المنطلق يتحدث النائب في مجلس الشعب السوري عن قرارين ذي صلة بالسجناء: وهما قرار العفو الذي صدر في الايام الماضية وقرار التسريح. فالجيش أصدر قرارين إداريين انهى من خلالهما المحتفظ بهم والاحتياط؛ فانهى من خدم في الجيش السوري على مستوى الافراد وصف الضباط(7 سنوات) ومن يخدم على مستوى الضباط(3 سنوات) وهذا يعني أن الغاية من هذه الاجراءات منع وصول الفيروس إلى صفوف الجيش، لا سيما ان هناك أعداداً جديدة التحقت بالخدمة العسكرية.. ويلفت مرعي إلى أن النظام تعاطى مع موضوع السجون من خلال قرارات مهمة تمثلت بمرسوم العفو العام الذي صدر والذي من شأنه أن يخفف من الازدحام والاكتظاظ في السجون، على أن يخضع من بقي في داخلها لنظام صحي. أما في ما يتصل بالعائدين من لبنان، لاسيما في ظل إعلان سوريا إغلاق الحدود معه حتى أمام السوريين، فإن مرعي يحاول تبرير هذا الاجراء، بقوله إن لبنان أغلق حدوده قبل أن تقوم سوريا بذلك، مضيفا: سوريا هي آخر دولة لجأت إلى خطوة "وقف قدوم المواطنين" اليها، فاجراءات وقف الملاحة الجوية وحركة المواصلات والتنقلات البرية وانتقال المواطنين من مدينة إلى اخرى ، كانت الدول التي تفشى بها الفيروس قد اتخذتها ونفذتها. وسط ما تقدم، يترقب السوريون مآل اتصال ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس السوري بشار الاسد؛ ويؤكد مرعي في هذا الشأن، أن هذه الخطوة ليست خطوة يتيمة إنما أتت في سياق عودة العلاقات الاماراتية – السورية، لا سيما ان الامارات اعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018. ولذلك فإن الاتصال يهدف إلى تحسين العلاقات بين دمشق وابو ظبي، ولا يمكن حصره فقط بالبحث في أزمة انتشار فيروس كورونا، فهو يحمل دلالات سياسية بالغة الأهمية، وبقدر ما ستكون له نتائج سياسية، ستكون له نتائج على المستوى الاقتصادي والتعاون والمساعدات، لا سيما أن ولي العهد أكد للأسد أن دولته إلى جانب سوريا التي لن تقف وحيدة في مواجهة كورونا، وهذا يشي بقرب فتح صفحة جديدة في العلاقات سوف تكون مقرونة بتقديم الدعم لسوريا في المرحلة المقبلة، مع إشارة مرعي إلى أن القمة العربية التي كانت ستعقد في الجزائر كانت ستشهد عودة سوريا إلى مقعدها لاعتبارات تتصل بالمصلحة العربية في ظل تصاعد دور تركيا التي تعمل وفق مشروعها التاريخي ذي البعد السياسي، والذي يهدد الحكومات العربية كافة، ما يستوجب تكافل وتعاون الدول العربية مع سوريا للوقوف في وجه المخطط التركي. |
|