محمد فواز ضيف جريدة الدستور
الأحد, 12 كانون الثاني, 2020
كشفت تقارير تركية مقتل 3 جنود أتراك وإصابة 6 آخرين من بين الجنود الذين أرسلهم رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، بخلاف عشرات القتلى والمصابين والأسر من صفوف المرتزقة والإرهابيين الذين أرسلهم إلى ليبيا من جنسيات سورية وغيرها.
وأكد «محمد فواز» النائب في مجلس الشعب السوري في تصريحات لـ«الدستور» أن أردوغان يسعى لإبعاد قسم كبير من الإرهابيين الذين جندهم ورعاهم في سوريا بعيدا عن بلاده ويرسلهم إلى ليبيا، بخلاف استثمارهم لتحقيق أهدافه في المنطقة، وإلى نص الحوار:
- كيف ترى إرسال أردوغان مرتزقة سوريين إلى ليبيا ؟
أردوغان هدفه معروف وهو التخلص من العصابات الإرهابية الباقية على حدوده مع سوريا، العصابات التي جندها من قبل لمحاربة الدولة والجيش السوري أصبحت الآن تمثل خطرا على أمن وحدود تركيا ذاتها لذا يسعى لابعاد هذا الخطر، والآن يقوم بإبعادها عن بلاده وإعادة استثمارها في ليبيا.
- تحدثت تقارير عن وصول جثامين القتلى السوريين إلى بلادهم، هل سيؤثر ذلك على تلك التنظيمات أو على سوريا ذاتها بشكل عام؟
هؤلاء المرتزقة الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا ليس جميعهم سوريين فهناك مرتزقة آخرين، ويعتبرون الرئيس التركي الخليفة المكلف بأمرهم، لكن على كل ليس هناك ردة فعل في سوريا على قتل هؤلاء.
- ما أبرز المناطق السورية التي يجند منها إردوغان الإرهابيين والمرتزقة ويرسلهم إلى ليبيا؟
أردوغان يجلب هؤلاء من الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا، للحصول على العناصر التي دعمها من قبل ماليا وعسكريا والآن يستثمر هذه المجموعات فهي ما زالت منتشرة على الحدود التركية السورية، والقسم الأكبر منهم موجود حاليا في محافظة إدلب.
- هل لدى الحكومة أو الأجهزة السورية تقارير عن أعداد الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا؟
لا توجد تقارير صادرة عن أي جهة حكومية سورية بهذا الشأن حتى الآن.
- ما المسارات التي يتبعها أردوغان لنقل المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا؟
نقل هؤلاء الأفراد بالنسبة لأردوغان أمر سهل وبسيط، ولا يتم بشكل سري، حيث يجلبهم من على الحدود السورية التركية مباشرة إلى تركيا ثم إلى ليبيا عبر مطاراته فهذا أمر يسير، حيث لا يوجد أي تواجد رسمي للدولة على حدود تركيا.
- هل سيتجه الجيش السوري قريبا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين ويحتلها أردوغان؟
الدولة السورية في كل مناسبة وعلى لسان الرئيس بشار الأسد تؤكد على أن كل شبر محتل من أرض سوريا سيحرر ويعوض لحضن الوطن، ومؤخرا جهز الجيش السوري حملة عسكرية كبيرة للتوجه نحو محافظة إدلب لتحريرها من أيدي الجماعات الإرهابية والمرتزقة، وعلى ما يبدو هناك تفاهم تركي روسي برضا الدولة بأن يعطوا فرصة لتسليم المدينة دون إراقة دماء، فالدولة تحافظ على أرواح الأبرياء ولا تريد لهم التضرر بسبب هؤلاء المسلحين، عدا عن ذلك ستحرر باقي المناطق التي بحوزتهم.
-هل ترى أن إرسال أردوغان هؤلاء الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا يسهل مهام الجيش في المناطق التي كانوا موجودين فيها؟
بالطبع سيسهل هذا الأمر على الجيش السوري حربه ضد الجماعات الإرهابية خاصة في إدلب، لكن أيضا للأسف هذا الأمر سيضر بلد عربي آخر، حيث يستثمر أردوغان هؤلاء الإرهابيين والمرتزقة لأنهم خاضوا قتال شوارع ضد الجيش ولديهم خبرات، وللأسف أرسلهم إلى ليبيا لأهداف معروفة.
- ما تعليقك على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق ولقائه بشار الأسد الأسبوع الماضي؟
زيارة الرئيس بوتين إلى سوريا هي رسالة نصر وتحالف لا تفك عراه بين البلدين، ورسالة لتركيا ولأمريكا بأن سوريا دولة ذات سيادة وأن الدخول إليها عبر الدولة ومطاراتها وليس عبر الحدود، فبوتين يحترم سيادة سوريا ويعترف بها اعتراف مطلق واتضح ذلك في الحديث بين الرئيسين بوتين والأسد بخلاف جولاته داخل العاصمة دمشق بأنها آمنة وبحوزة الدولة، وزيارة بوتين بعدها إلى أنقرة جاءت لنقل رسالة منه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الدولة السورية قوية وستحرر جميع أراضياها وعليك أن تكون جار وتلتزم بحكم الجوار، وعليه أن يفكر في مصلحة تركيا العليا، وأتوقع أن أردوغان وصلته هذه الرسالة.
- أثناء زيارة بوتين إلى سوريا جاءت سفن وفرقاطات حربية روسية.. ما تعليقك على هذا الأمر؟
لا يخفى على الجميع التحالف الوثيق بين روسيا وسوريا منذ أمد بعيد وهذه رسالة للعالم ولأمريكا بشكل خاص أن روسيا لن تسمح بالتمدد الأمريكي أكثر من ذلك في الشرق الأوسط، وعلى واشنطن أن تنكفء لأنها أصبحت تعيث فسادا في المناطق التي تنتشر بها، وفي عهد الرئيس دونالد ترامب جلب العداء للشعب الأمريكي ذاته وليس فقط للقادة السياسين والحكام الأمريكيين وخاصة في الشرق الأوسط، وسبق أن تظاهر الشعب الأمريكي ضد اغتيال ترامب لقاسم سليماني قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني وأبي مهدي المهندس نائب قوات الحشد الشعبي العراقية لأنه سيجلب الويلات على الشعب الأمريكي، وأيضا أصدر الكونجرس قرار بمنع ترامب من خوض أي حرب.
-هل ستقوم الدولة السورية بإجراء مزايدات ومناقصات والبدء في استخراج الغاز والنفط من منطقة شرق المتوسط الاستراتيجية؟
الدولة السورية أعلنت منذ فترة بعيدة وعلى لسان الرئيس الأسد، أن الدول التي وقفت معها في حربها ضد الإرهاب، مرحب بها في الاستثمارات كافة في سوريا وخاصة النفط والغاز ومؤخرا قدمت شركات روسية وإيرانية عروضا بهذا الشأن ومؤخرا شركات صينية قدمت طلبات بهذا الشأن.
-هل تنضم الدولة السورية إلى التحالفات القائمة بشأن الغاز في منطقة شرق المتوسط؟ وكيف ستتصدى لعدوان تركيا على ثرواتها إن حدث في هذه المنطقة؟
أي أمر وأي تحالف لا يصب في مصلحة الدولة السورية وحلفائها لن تنضم إليه، خاصة روسيا، فهي من أكبر مصدري الغاز في العالم وموسكو قد تتضرر من هذه التحالفات لذا هذا الأمر يدرس من قبل المسؤولين عن هذا الأمر.
أما أطماع أردوغان في سوريا انتهت والدليل الواضح لزيارة بوتين إلى سوريا وذهابه إلى الجامع الأموي في دمشق حمل دلالة قوية، فسبق أن قال أردوغان منذ سنوات أنه سيصلي في الجامع الأموي في إشارة إلى احتلاله لسوريا، لكن زيارة بوتين للمسجد يؤكد أن المسجد بيد الدولة السورية وهكذا يزار وليس بقصد الاحتلال وعلى أردوغان أن يفكر بهذا الأمر.