عمر أوسي ضيف الوطن الأربعاء, 31 تموز, 2019
دعا عضو مجلس الشعب السوري، ورئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، قوات سوريا الديمقراطية، للتنسيق مع الجيش السوري عبر غرفة عمليات مشتركة لمواجهة الغزو التركي المحتمل لمنطقة شرق الفرات. أوسي اعتبر أن أميركا وتركيا توصلتا إلى تفاهمات أعطت بموجبها واشنطن أنقرة الضوء الأخضر لاجتياح منطقة شرق الفرات، بخلاف ما أعلنته الأخيرة بأن المفاوضات بين الجانبين «فشلت» بشأن إنشاء ما تسمى «منطقة آمنة». ودعا «قوات سورية الديمقراطية– قسد» إلى التنسيق مع الدولة السورية والاتفاق معها، وإلى تشكيل «غرفة عمليات مشتركة» تجمع كل مكونات الشمال مع الجيش العربي السوري للتصدي إلى أي عدوان تركي. وفي مقابلة نقلتها صحيفة «الوطن»، أعرب أوسي عن اعتقاده، بأن ما تحدث به الأميركيون والأتراك في العلن بعد زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري إلى أنقرة ومحادثاته هناك، «لا يعكس واقع المحادثات التي جرت خلف أبواب مغلقة». وأضاف: «يعتقد أنه جرى تفاهم أميركي تركي بإعطاء واشنطن الضوء الأخضر لأنقرة باجتياح منطقة شرق الفرات، ولكن بالتدريج». وأشار أوسي إلى أن المشروع التركي في شمال سورية من المحتمل أن يبدأ بمنبج ومن ثم كوباني ورأس العين والمناطق المحيطة كمرحلة أولى.
واعتبر، أن التهديدات التركية هذه المرة «جدية وخطرة جداً»، وأن أمريكا ستحاول الضغط على «قسد» للقبول بالمشروع التركي. وتابع: «المفاوضات لم تفشل وعلى «قسد» و«وحدات حماية الشعب» الكردية وحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي إعادة حساباتهم وعدم الرهان على الجانب الأميركي الذي يبحث عن قوة غربية وعربية لملء الفراغ كونه على أبواب الانسحاب من المنطقة وترك أبناء المنطقة الشرقية لقمة سائغة لحليفه التركي»، لافتاً إلى أن «أميركا لن تتخلى عن تركيا ولن تخسرها من أجل الأكراد». ورأى أن «أردوغان سيذهب إلى الأمام في اجتياح هذه المنطقة ليعزز من موقفه وموقعه في الداخل التركي بعد تصدعات خطيرة وانشقاقات ألمت بحزبه «العدالة والتنمية» إثر خساراته في انتخابات بلديات العديد من المدن الكبرى، وبالتالي هو من خلال ترحيل السوريين إلى تلك المناطق يريد الإيحاء بأنه حقق إنجازاً، وأنه ضرب ما يسميه «الإرهاب» في شرق الفرات».
ولفت أوسي إلى أن أردوغان حالياً يعتبر الفرصة مواتية لقلب الطاولة على خصومه السياسيين، عبر قيامه بعمليات عدوانية، وإن لم يستطع ذلك، فإنه سيصطدم باستحقاقات قادمة خطيرة تؤدي إلى انسحابه من المسرح السياسي. وإذ أوضح أوسي أن أردوغان بحاجة إلى مثل هذه المغامرات العسكرية والعزف على الوتر القومي حتى يستقطب القاعدة الشعبية في الداخل مجدداً، كرر مطالبته «قسد» و«با يا دا» بإعادة حساباتهم والتوجه نحو الدولة السورية والتنسيق مع دمشق، وإلا فإن أردوغان سيجتاح تلك المنطقة، ويتكرر سيناريو عفرين في شرق الفرات. واعتبر أوسي أن «الطريق الإيجابي الوحيد الذي يجب أن تسلكه «قسد» هو التنسيق مع الدولة السورية والاتفاق كما جرى في الجولتين السابقتين من المحادثات عندما طرحوا عشر نقاط وتم التفاهم على ست، وأضاف: «حتى النقاط الأخرى يمكن أن تكون هناك تنازلات من قبل الجانبين والوصول إلى حلول وطنية سورية».
وأوضح أوسي أن الشعب السوري أمام استحقاقات وطنية كبرى، في إشارة إلى انتخابات مجلس الشعب في عام 2020، وانتخابات رئاسة الجمهورية في عام 2021، مشدداً على أنه «يجب أن تتكاتف كل مكونات الشعب السوري من أجل هذه الاستحقاقات الوطنية»، ولافتاً إلى أن النظام التركي يريد الحصول على حصته من الكعكة في سورية خلال هذه الاستحقاقات عبر عملائه وأزلامه من «الإخوان المسلمين» والإرهابيين. وحول ما يمكن أن يكون عليه الموقف الروسي من هذه التفاهمات الأميركية التركية خصوصاً أن موسكو ترفض إنشاء «المنطقة الآمنة» وتدعو إلى إعادة العمل بـ«اتفاق أضنه» الأمني بين سورية وتركيا، قال أوسي: «أعتقد أن روسيا ستتفاجأ بأن تركيا رغم علاقاتها الاقتصادية معها والمصالح المشتركة، قد تنقلب في وقت ما عليها إذا لم يحصل اتفاق أو تفاهم روسي أميركي». وأعرب عن أمله في أن يضع الحليف الروسي حداً للعربدة التركية في هذه المنطقة، وألا يسمح لها بأن تلعب على الحبال وأن تستغل التنسيق الروسي التركي الإيراني في أستانا وغيرها لمصالحها الاستعمارية.
|
|