مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

د. نورا أريسيان ضيفة سانا

الاثنين, 29 نيسان, 2019


في إصرار على تعزيز الذاكرة الوطنية حول الإبادة الارمنية التي لا تزال جرحاً نازفاً لعموم الأرمن في العالم يستمر الأرمن في مختلف أنحاء العالم بإحياء ذكرى الإبادة التي ارتكبها العثمانيون بحقهم ما بين عامي 1915 و1923.

ومع حلول الذكرى الـ 104 للإبادة التي تصادف اليوم تجدد الفعاليات السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية الأرمنية رفع الصوت عالياً في المحافل الدولية مطالبة بإدانة أفعال العثمانيين والاعتراف بالمجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في وقت يمعن فيه النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان وريث العثمانيين في إنكار الإبادة بل وتزوير حقيقة الأحداث وتشويهها فيما يعد تكراراً للإثم الذي ارتكبه أسلافهم.

رئيسة جمعية الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية في مجلس الشعب والباحثة الأكاديمية في الشؤون الأرمنية الدكتورة نورا اريسيان أشارت في تصريح لـ سانا إلى أنه يتم اليوم استذكار الجرائم التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن وغيرهم من الشعوب في وقت لا يزال فيه المجرم دون عقاب معتبرة أن ذلك الأمر حرض وشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بصيغ مختلفة وهو ما شهدته سورية خلال السنوات الماضية حيث عاد المجرم ذاته داعماً للإرهاب ومرتكباً للجرائم بحق الشعوب.

وتشير الوثائق التاريخية إلى أن الإبادة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن ترافقت بعمليات اعتقال وإعدام وتهجير ومصادرة للممتلكات وحرق للمدن والقرى الأرمنية بهدف إفراغها من أهلها الأصليين ومحاولة القضاء بشكل ممنهج على المثقفين الأرمن والسياسيين وأساتذة الجامعات وتدمير التراث والتاريخ الأرمني.

وبهذا الخصوص تبين أريسيان أن العثمانيين قاموا بقتل المفكرين والنخبة الأرمنية كما قاموا بعمليات إجلاء وتهجير قسري للأرمن من أراضيهم الأصلية مجبرين إياهم على الترحال والتهجير إلى البادية السورية ووصل عدد ضحايا تلك الجرائم إلى مليون ونصف المليون شهيد أرمني عدا عن سلب الممتلكات والتراث الثقافي والروحي للأرمن مشيرة إلى أن الأرمن يتجهون اليوم للمطالبة بالأراضي التي سلبت منهم فترة الإمبراطورية العثمانية.

ورغم أن الحكومات التركية المتعاقبة حاولت الترويج لفكرة أن جريمة الإبادة عبارة عن أحداث مؤسفة وقعت خارج سيطرة الدولة العثمانية إلا أن الوثائق تشير إلى أن الابادة جاءت نتيجة النزعة الطورانية التي سعت إلى إقامة إمبراطورية تركية ورأت بالأرمن عائقاً أمام تحقيق ذلك وهنا تدعو أريسيان إلى ضرورة التركيز على سياسة تركيا التي مازالت تنكر الماضي والجريمة التي اقترفتها بحق الأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم من شعوب المنطقة وفضح زيفها.

السوريون وقفوا إلى جانب الأرمن المنكوبين جراء الإبادة وتعاطفوا معهم وقدموا لهم يد المساعدة حيث وجد الأرمن الناجون من هول الإبادة في سورية ملاذاً آمناً وأصبح أبناؤهم وأحفادهم جزءاً أصيلاً من نسيج الشعب السوري لهم ما لسائر أبنائه من حقوق وعليهم الواجبات ذاتها.

وترى أريسيان أن استمرار السوريين الأرمن في إحياء ذكرى شهداء الإبادة يعد تجسيداً للتنوع الثقافي الذي تتمتع به سورية وتجسيداً لمعاني ممارسة الحقوق فيها معتبرة أن الأرمن باندماجهم في المجتمع السوري عززوا مفهوم المواطنة كنتيجة حتمية لشعورهم بالانتماء إلى الهوية السورية حيث أثبتوا إخلاصهم لتلك الهوية ولا سيما خلال الحرب الظالمة على سورية.

أردوغان المهووس باستعادة أمجاد السلطنة العثمانية لا يزال إلى اليوم يسير وفق نهج أجداده الإجرامي في القتل والتهجير والإبادة حيث بدأ جرائمه بشراكة عضوية مع التنظيمات الإرهابية ووفر لها الرعاية والتدريب والتمويل وسهل إدخالهم إلى الأراضي السورية لارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب السوري وصولاً إلى عدوانه الموصوف على السيادة السورية ودخول قواته إلى داخل الأراضي السورية.



عدد المشاهدات: 12871

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى