د. نورا أريسيان ضيفة سبوتنيك الأحد, 24 آذار, 2019 عاد الجولان السوري المحتل إلى مقدمة المواجهة كالعادة كما جرت بين الفينة والأخرى منذ بداية الحرب على سوريا، لكن هذه المرة تختلف كثيراً عن سابقاتها لما يحيط بالوضع السوري والإقليمي من مخاطر تكشفت على أساس متغيرات فضحت نوايا سياسية وعسكرية مبيتة للحلف المعادي لسوريا وحلفائها. بطبيعة الحال اختلفت آراء الخبراء حول أن التصريح الأمريكي جاء لتغطية خسارة الولايات المتحدة في سوريا والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وآخرون يقولون إن بنيامين نتنياهو يتاجر بالجولان السوري المحتل كي يفوز في الانتخابات، وهناك أراء أخرى كثيرة مختلفة تتحدث عن ثروات تم اكتشافها في الجولان المحتل. الرد الرسمي السوري جاء على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري الذي عقد مؤتمراً صحفياً بهذا الشأن ووجه رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة مندداً بهذه الخطوات المستفزة والمخالفة للقوانين والشرائع الدولي ، وأيضاً من جانبه نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد قال إن القيادة السورية تدرس كل الاحتمالات لاستعادة الجولان المحتل، فهل نحن أمام مواجهة قريبة. ما هو التوصيف السياسي والاستراتيجي الحقيقي الذي ينطبق على المواقف الحالية للولايات المتحدة وإسرائيل والمضادة لها من جهة وينطبق على الجولان السوري المحتل من جهة ثالثة ؟ إلى أي حد يتجه الوضع نحو حافة المواجهة، وهل توجد مساوغ للإسرائيلي والأمريكي لما قد يرتشح عن هذه الاستفزازات؟ إن كانت جميع دول الإقليم تقريباً والمجتمع الدولي بجله اعترفوا بأحقية سوريا في إسترجاع أراضيها المحتلة، لما لم ينفذ أي قرار بهذا الشأن على الأقل ؟ عضو مجلس الشعب السوري الدكتورة نورا أريسيان عبرت عن وجهة نظرها للتوصيف السياسي والإستراتيجي لهذه التطورات وأشارت إلى أنه "ينبغي مناقشة هذا الأمر من كل الجوانب ولاسيما أن تصريح ترامب رافقته تصريحات أخرى، ومنها أن وزير الخارجية مايك مومبيو كان قد قال أن الرب أرسل ترامب لحماية إسرائيل من إيران، وغيرها من التصريحات التي نعتبرها غير واقعية ولا تلامس حقيقة الأحداث في سورية و على المستوى الإقليمي. اللقاءات التي جرت مؤخراً في دمشق على مستوى رؤساء هيئات الأركان السوري والإيراني والعراقي ومن ثم زيارة وزير الدفاع الروسي بعدها جديرة بالإنتباه والإهتمام ، وأنا أعتقد أن هذه التطورات وما ستحمله مستقبلاً أغضبت ترامب وأشعرته أنه خسر الحرب في سورية، فلم يجد سوى ورقة الجولان ليلعب عليها، وأجزم أنه أخطأ مرة أخرى في إختيار الورقة". وعن خطورة تغريدة الرئيس ترامب والأسباب التي تقف خلفها تقول أريسيان: أما لجهة تطبيق ترامب ما وعده به بالنسبة لضم الجولان المحتل أسوة بما فعله مع القدس، وإلى أي إتجاه يمكن أن يذهب الوضع قالت أريسيان: "هناك فكرة أخرى في هذا الإطار، ربما إعتقد ترامب بأن سوريا خرجت للتو من حرب دامت ثمان سنوات وأراد أن يجس نبض الدولة السورية ولكنه مخطىء، وعلى ترامب أن يعلم أن الدولة السورية والشعب السوري وحلفاء سوريا على إستعداد دائم لإتخاذ ما يلزم، وتصريح الدكتور فيصل المقداد كان واضحا، هذا تصريح مهم وقوي جداً، إضافة إلى ماقام به الدكتور بشار الجعفري ،هذا يدل على قوة الدولة السورية وإصرارها على عدم التفريط بأي شبر من أراضيها حتى لو ذهبت إلى المواجهة، كلنا اليوم مؤمنون بأن الجولان سوري وسيبقى سورياً، سيّما أن التغريدة جاءت منتهكة لكل القوانين والشرائع الدولية بخصوص الجولان السوري المحتل". وفيما يخص عدم إتخاذ أي إجراء دولي فعلي لكبح جماح الإسرائيلي والأمريكي، والموقف السوري حيال ذلك قالت الدكتورة أريسيان: "التصريحات الأمريكية كلها تصب في إطار واحد، وهذا يدل على أن واشنطن تدعم بشكل فاضح وعلني عدوانية كيان الإحتلال الإسرائيلي وسياسته العنصرية، هذا من جهة ومن جهة أخرى يدل على معادات الولايات المتحدة للحقوق العربية ،ونحن لا ننسى قضية فلسطين، كل هذا يصب في إطار واحد، وتصريحات ترامب لن تغير من هوية الجولان ولا من هوّية الأراضي السورية، ولن تحد من عزيمة السوريين للمواجهة إذا إضطر الأمر ، وكل هذا يصب في إطار إنتهاك القوانين الدولية، والمجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام هذه الخطوات والسياسة الرعناء التي لا يمكن توصيفها إلا بمثل هذه الصفات ".
|
|