جمانة أبو شعر ضيفة عربي اليوم الثلاثاء, 19 آذار, 2019 برلمانية سورية: أنقرة تلعب بالنار.. والجيش السوري يرد بكل حزم
خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية - حوار سمر رضوان على وقع الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، ومتانة الأوراق السياسية على عموم الملفات المتعلقة بسوريا، وعقب الإعلان الأمريكي انسحاب قواتها مطلع إبريل/ نيسان المقبل، شعر التركي بقليل من العزلة بعد استقواءه بالأمريكي، الأمر الذي تطلب منه خلط الأوراق مجددا، ضاربا إتفاقات أستانا عرض الحائط، وفتح جبهات في بعض الأرياف السورية التي تتطلب تدخلا عاجلا من قوات الجيش السوري والحلفاء. أنقرة تلعب بالنار لا شك بأن تركيا منذ بداية الأحداث تحاول الاستثمار بالملف السوري لصالحها، إلى جانب محاولاتها الدائمة الإنقلاب على أي إتفاق لا يفيدها، فتارةً تريد منطقة آمنة في الشرق السوري بحجة المساس والخطر على امنها القومي، مستقوية بالأمريكي، وتارةً أخرى في الشمال السوري، رغم أنها عضو ضامن للتنظيمات الإرهابية المسلحة، ما يعني قدرتها بشكلٍ ما على التأثير عليهم، لكن ذلك الأمر محسوم لديها، فهي لا تريد عودتهم إلى الداخل التركي، لمعرفتها الدقيقة بالخطر الذي سيحيق بها في حال دخولهم. رد مشروع إن عودة الغارات من الجانبين السوري والروسي على المجاميع الإرهابية المسلحة، هو حق مشروع ورد طبيعي على الإنتهاكات التي يقومون بها والتي تطال المدنيين، وهذا الأمر في التحليل المبسط يدلل على أن بسط السيطرة على مناطق الشمال باتت ضرورة ويجب حسم هذا الملف، وعدم الإنتظار طويلا لما يشكله من خطورة على المحافظات المأهولة المحيطة بأماكن تواجدهم، وهذا يدل على أن الروسي يريد إيصال رسائل متعددة أولها إلى تركيا، أي إن لم تلتزم فالخيار المتوفر هو إطلاق معركة التحرير القريبة، خاصة وأن الجيش العربي السوري أعد عدته وينتظر إطلاق نقطة الصفر لإستعادة كل الشمال، فإما أن تعيد انقرة حساباتها، أو ستكون في مواجهة حقيقية، خاصة وأن علاقتها متوترة حاليا مع الولايات المتحدة بسبب صفقة الإس 400 الروسية، وإن كانت أيضا تناور في هذا الملف، فروسيا لديها من الذكاء السياسي ما يمكنها من ضبط إيقاع تركيا، إن أرادت اللعب بأكثر من ملف. لذلك اعتقد أن الفترة القادمة ستتطلب جهودا إضافية لجهة عدم إفشال الإتفاقات المبرمة، خاصة وأن الدولة السورية لم توفر جهدا لتغليب الحل السياسي على العسكري، لكن عندما تتهرب الأطراف الأخرى، فالجيش السوري أصبح اليوم من أقوى الجيوش، وكلنا نضع ثقتنا به وبقيادتنا الحكيمة التي ستنقلنا إلى بر الأمان في القريب العاجل. فسوريا لها تاريخ حافل في صد الأعداء وكل من حاول مس ترابها، فهولاكو انكسر فيها وقانصوه الغوري خر صريعا على أرضها، وجمال باشا السفاح دحر منها، فسوريا عصية وستبقى عصية ما دام الزمان وما بقي.
|
|