مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

عمر أوسي ضيف جريدة الوطن

الأحد, 29 تموز, 2018


اعتبر رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين – عضو مجلس الشعب عمر أوسي، أمس، أن الاجتماع الذي حصل بدمشق بين «مجلس سورية الديمقراطية» والحكومة السورية «خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح»، وكشف عن أن ما عجل بهذا الحوار هو مؤشرات على تخلي أميركا عن الأكراد.
وقال أوسي في مقابلة مع «الوطن»: الاجتماع الذي حصل بدمشق أعتبره خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، فهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن حوار جدي بين مجلس سورية الديمقراطي وبين الحكومة السورية».
وعقد وفد من المجلس اجتماعاً مع ممثلين عن الحكومة في العاصمة دمشق الخميس الماضي بهدف وضع الأسس التي تمهد لحوارات أوسع وأشمل بين الطرفين ولحل جميع المشاكل العالقة.
وأكد المجلس في بيان له أمس التوصل إلى اتفاق مع الحكومة على تشكيل لجان خاصة بتطوير الحوار وبحث إنهاء الحرب الدائرة في البلاد.
ورأى أوسي، أن المناخات العامة الآن «مهيأة ومواتية لبدء هذا الحوار والاتفاق على كل المسائل، خاصة أن عاملاً جديداً دخل على الموضوع وهو عامل خارجي يتمثل بتخلي أميركا عن الكرد السوريين كما حصل في عفرين ومنبج». وأضاف: «الآن جاء الدور على شرق الفرات، فأحست بعض الفصائل الكردية المتحالفة مع واشنطن، ومنهم «وحدات حماية الشعب» و«قسد»، بأن الأميركيين سينسحبون من شرق الفرات خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، الأمر الذي عجل من بدء الحوار الرسمي الجدي مع الحكومة السورية وهذا شيء إيجابي».
وأوضح أوسي، أن أميركا ليست لديها أجندة سياسية تخص الكرد السوريين، وإنما هي دائماً كانت تبحث عن شريك بري «لتحرير بعض الجغرافيات في الهلال الشرقي وفي المناطق الكردية في الخاصرة الشمالية من الجغرافية الوطنية السورية».
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن الأميركيين «ليس لديهم مانع من هذا التواصل بين «مجلس سورية الديمقراطي» والحكومة السورية، لأنهم يريدون الانسحاب وأبلغوا الكرد بذلك»، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات على ذلك من بينهم تحرير الجيش العربي السوري لجنوب البلاد بشكل شبه كامل تقريباً.
وأوضح أوسي، أن العامل الخارجي الثاني في التعجيل للبدء بهذا الحوار هو قمة هلسنكي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب حيث جرى اتفاق بالخطوط العريضة على ما أعتقد حول الملف السوري وتداعياته ومن ضمنه المنطقة الكردية ومنطقة النفوذ الأميركي في شمال شرق سورية.
وأضاف: «أنا كنت دائماً أنصح الإخوة في وحدات الحماية الكردية بعدم الرهان على المشروع الأميركي في سورية وعدم وضع بيضهم في السلة الأميركية لأن أميركا بأي لحظة يمكن أن تبيعهم لحليفها التركي»، موضحاً أنه نصح هؤلاء أيضاً بأن «الحل الوحيد للمشكلة الكردية وكل المشاكل العالقة في منطقة شرق الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية هو التوجه إلى العاصمة الوطنية دمشق والاتفاق مع الحكومة السورية».
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن الاجتماع الذي حصل يشكل بداية لسلسلة اجتماعات قادمة، قد تخوض في بعض التفاصيل المهمة، «ونحن نعتقد أنه يمكن إيجاد حل للمشكلة الكردية في سورية. حل يحفظ وحدة وسيادة الأراضي السورية، وليس لنا إلا عاصمتنا الوطنية والاتفاق مع حكومتنا في إطار نوع من اللامركزية الإدارية التي هي أصلاً معمولاً بها، وتطوير قانون الإدارة المحلية بشكل يضمن حل مثل هذه المشكلة الوطنية ولدي مشروع متكامل حول تطوير قانون الإدارة المحلية المعمول به منذ العام 1972 وحتى الآن ومنح الأكراد والشرائح الأخرى الحقوق الثقافية، وتدريس اللغة الكردية في المدارس بالمناطق الكردية كحصة إضافية إضافة لبرنامج وزارة التربية السورية، والاعتراف بالعادات والحقوق الكردية والمكونات الأخرى إن كان من إخواننا السريان أو الأرمن أو الكرداشور أو الشركس….».
وأضاف: «هذا حل مقبول وكل ذلك بضمانات دستورية يتبناها الدستور القادم الذي سيرسم خريطة الطريق ومستقبل سورية بعد انتهاء هذه الأزمة».
وتابع: «أعتقد أن المناخ الآن أفضل، والبداية بداية جيدة، والمعلومات المتسربة من الاجتماع تشير إلى أنه كان بشكل عام يجري في مناخ إيجابي، والحكومة السورية لطالما كانت منفتحة على البروفيل السياسي لأكراد سورية على المشهد السياسي وقدمت كل أنواع الدعم اللوجستي والسلاح والذخائر والتغطية الجوية والمدفعية لمحاربة داعش في تلك المناطق، وأعتقد أن الدولة السورية منفتحة على منح الحقوق الثقافية للأكراد والمكونات الأخرى».
وأكد أوسي «نحن ككرد سوريين مكون أساسي وعريق من الديمغرافية الوطنية السورية وليس لدينا حل لا الرهان على الأميركي ولا على فرنسا ولا على الناتو. تجربتنا مريرة وهي من صنع العواصم الغربية ولطالما تآمروا على الشعب الكردي في العراق وتركيا».
ودعا أوسي الكرد في «حزب الاتحاد الديمقراطي» ووحدات الحماية إلى أن يعيدوا النظر في برامجهم السياسية المتعلقة بالارتباط مع الحليف الأميركي وان يوجهوا بوصلتهم السياسية نحو عاصمتهم الوطنية دمشق وهي الوحيدة التي يمكن أن تحمي تلك المنطقة وأن تعود مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ويتنشر الجيش السوري على كامل الحدود وفي شرق الفرات وذلك لنزع أي مبرر تركي.
وحذر أوسي من أنه إذا لم تراجع بعض الفصائل الكردية سياستها السابقة سيتكرر السيناريو الكارثي لعفرين وسيدخل نظام أردوغان إلى مناطق شرق الفرات لاحتلالها.
واعتبر أوسي، أن الحوار بين «مجلس سورية الديمقراطي» والحكومة السورية هو تراجع للكرد عن التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية وهو «بداية جديدة».
ودعا أوسي إلى أن يشمل الحوار الأطراف الكردية الأخرى ومن ضمنها المبادرة الوطنية للكرد السوريين والمجلس الوطني الكردي والتحالف الكردي والحزب التقدمي الديمقراطي الكردي، للتوصل إلى اتفاق ومن ثم فتح أبواب شرق الفرات أمام الدولة بكل هيبتها ومؤسساتها، وأعتقد أنه في بعض المفاصل قد تم هذا الشيء.
وختم أوسي المقابلة بالقول: «نحن سنبقى في حضن الجغرافيا الوطنية السورية فهو الحضن الدافئ لنا ونتخلى عن بعض الشعارات التي لا تتناسب وحجم الحالة الكردية».



عدد المشاهدات: 14122

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى