د. أميرة ستيفانو ضيفة وطني برس الأربعاء, 30 أيار, 2018 إنّ صمود سورية شعبا وجيشا وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء، سببا رئيسا لتتويج الانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش العربي السوري، ولفتح الطريق أمام الحل السياسي؛ ليحقق استسلام مسلحي الغوطة الشرقية وتحرير مخيم اليرموك والحجر الأسود، إنجازا استراتيجيا لحماية محيط العاصمة لتصبح دمشق وريفها خاليتان من الإرهاب، ولينعكس استسلام مسلحي القلمون الشرقي وحمص بشكل إيجابي على مباحثات أستانا 9 المنعقد في منتصف مايو/ أيار، بين الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران مع وفد الجمهورية العربية السورية ووفد ما يسمى المعارضة بحضور وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا، مع حضور وفد من الأردن بصفة مراقب، وغياب لوفد الولايات المتحدة الأميركية الذي لم يؤثر على مخرجات اللقاء حيث قال المبعوث الروسي: لا أحد يشكك بجدوى صيغة أستانا لتحقيق المزيد من الاستقرار في سورية سوى أميركا وحلفائها و بالتالي فإن غياب واشنطن لن يؤثر على المحادثات. عن آخر التطورات على الساحة السورية من البوابة الإقليمية والدولية، توضح الدكتورة أميرة ستيفانو، عضو مجلس الشعب السوري، هذه التطورات ضمن حوار خاص على "وطني برس": البيان الختامي في أستانا اتفقت الدول الضامنة في البيان الختامي على عدد من الإجراءات لدعم التسوية السياسية في سورية والحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ودعت الجميع لضرورة تجنب أي خطوات تقوض إنجازات صياغة أستانا كما اتفقوا على مواصلة الحرب ضد داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سورية وسيتم استمرار العمل في مناطق خفض التصعيد وحمايتها وحماية نظام وقف إطلاق النار في سورية. ارتياح سوري من أستانا 9 أعرب رئيس الوفد السوري الدكتور بشار الجعفري عن ارتياحه لما تم التوصل إليه في أستانا 9 ومناقشة استمرار مكافحة الإرهاب حتى اجتثاثه، ومن إيجابيات هذا الاجتماع، تغيّر لهجة وفد المعارضة والتخلي عن الخطاب الخشبي المعهود، وبالطبع يأتي الدور الإيجابي لمركز المصالحة الروسي في تحرير مناطق واسعة من الجغرافيا السورية، لأن عمليات التسوية في كل المناطق التي عادت إلى سيطرة الدولة السورية، حقنت الكثير من الدماء وحافظت على البنى التحتية. قمة سوتشي أتت قمة سوتشي بين الرئيسين الأسد وبوتين لتعلن انطلاق الحل السياسي للأزمة السورية ويأتي توقيتها لتقييم واستعراض الأحداث السياسية والعسكرية المتسارعة التي حصلت بزخم في الآونة الأخيرة من العدوان الثلاثي على سورية وصد الهجوم الإسرائيلي وسقوط الصواريخ السورية على الجولان وهلع الأهالي الذي أظهر الوضع النفسي والمعنوي المتدني للإسرائيليين، ليقوم بعدها الرئيس الأميركي ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وبفرض عقوبات على حزب الله بمباركة خليجية، وبعد تجميع الفصائل المسلحة المختلفة التبعية في إدلب بعهدة النظام التركي ليتم لجمها من خلال التصفيات للرؤوس الكبيرة أو تطويعها بانتظار ما سيقوم به التركي من التزامات. ومن جهة أخرى لا بد من حماية الإنجازات العسكرية على الأرض بإنجاز سياسي يظهر رغبة الدولة السورية بالسير قدما في الحل السياسي ولاستكمال مخرجات مؤتمر سوتشي للحوار الوطني وذلك بإرسال لجنة تختار الدولة السورية ممثليها فيها للذهاب إلى الأمم المتحدة ومناقشة دستور الجمهورية العربية السورية لعام 2012 ليتم الأخذ بالملاحظات والتوصيات من قبل اللجنة أو الجهة التي تعتمدها الجمهورية العربية السورية في سورية وسيطرح مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي. لجنة سورية إلى جنيف واكبت الرغبة بانطلاق الحل السياسي خطوات تنفيذية هامة منها تشكيل اللجنة التي وافقت عليها الجمهورية العربية السورية والتي ستناقش المقترحات حول دستور الجمهورية العربية السورية في جنيف وتم تشكيل اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات ومرورا بتسريح عناصر الدورة 102، وتأتي كل هذه الإجراءات لدعم مؤتمر جنيف القادم على تسارع الحل السياسي للأزمة السورية. بالطبع تبدأ عملية التسويات بالدستور لأنه يعبر عن سيادة الدولة ويرسم شكلها ومهام السلطات فيها التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولا تتم سيادة القانون إلا من خلال الدستور وكذلك المواطنة وفق حقوق المواطن وواجباته وسيضع السوريون دستورهم بيدهم وفي بلدهم. دور الحلفاء في سورية ما ألمح اليه الرئيس بوتين خلال مؤتمر سوتشي من ضرورة خروج كل القوات الأجنبية من سورية وأعقبه التوضيح السوري عن تواجد الحليف الإيراني وحزب الله، يأتي مستهدفا التواجد الأميركي والتركي واللذان يمثلان اعتداء على الأراضي السورية كونهما تواجدا دون موافقة سورية، ودون التنسيق معها، خلافا للدور الروسي والإيراني ولحزب الله الذي كان مؤازرا لجهود الجيش السوري عسكريا وسيكون للدولتين الحليفتين وكل الدول الصديقة التي وقفت مع سورية في حربها ضد الإرهاب دورا هاما في الدعم الاقتصادي لسورية وإعادة الإعمار، مع استمرار إصدار مراسيم العفو والتسويات حقنا للدماء، وحرصا من الدولة السورية على التسوية السياسية، لكن مع تعنت الفصائل الإرهابية والخروقات اليومية، واتفاقيات اجتماع أستانا، سيبقى الحل العسكري قائما لتحرير كل الأراضي السورية، واجتثاث الإرهاب، لتبقى سورية موحدة مستقلة بفضل صمود شعبها وبسالة جيشها، وحنكة قائدها. |
|