مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

أميرة ستيفانو ضيفة عربي اليوم

الأحد, 4 آذار, 2018


خاص وكالة العربي اليوم الإخبارية_ حوار سمر رضوان

في كل جلسة تنعقد لمناقشة الوضع السوري في مجلس الأمن، يواجه بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم كل القوى الغربية المتحالفة ضد سوريا، صادحا بالحق ومقدّما الدلائل والحقائق، مهدّداً بشكل مباشر كل من يعتدي على سوريا سيرد عليه بالمثل.

حول هذا الملف، قراءة متعمقة للدكتورة أميرة استيفانو، عضو مجلس الشعب السوري، في حديثٍ خصّت به “وكالة العربي اليوم”:

تحدث الدكتور الجعفري في 24 فبراير/ شباط في الأمم المتحدة عن القذائف التي سقطت على دمشق وراح ضحيتها الأستاذ الدكتور أخصائي التخدير “حسن حاج حسن” والذي نعاه نائب الجمعية الوطنية الفرنسية تيري مارياني الذي زار حلب العام 2017وقامت عصابات الجيش الحر بإطلاق النار على مطار حلب عند إقلاع طائرته وأصبح مطار حلب مغلقا بسبب غياب الأمن.

مطار حلب خارج الخدمة

هنا لا بد من التوقف عند مارياني ومطار حلب فأنا كنت موجودة مع بعض الزملاء بالمطار في حلب لاستقبال الوفد حيث سقطت القذائف على المطار قبل وقت إقلاع الطائرة بدقائق قليلة وطبعا” أصيب الوفد ومن يرافقهم بالهلع نتيجة القذائف وتم تأجيل إقلاع الطائرة لعدة ساعات حتى تم السماح لها بالإقلاع دون أي أضواء لضمان عدم إصابتها من قبل العصابات المسلحة ويأتي ربط الدكتور الجعفري بين القذائف على دمشق الواردة من مسلحي الغوطة الشرقية واستشهاد الدكتور المدني والتذكير بإطلاق القذائف على الوفد الفرنسي بحلب بطريقة ذكية ليبين خطورة تزويد الفصائل المسلحة إن كانت جيش حر أو معارضة معتدلة لصواريخ تستهدف الطيران المدني مما تسبب بحرمان أهل حلب من استخدام المطار الذي تم ترميمه من القذائف الإرهابية المدمرة ويعتبر جاهز فنيا وإداريا لانطلاقه بالعمل إلا أن الخوف من الصواريخ والقذائف التي يملكها المسلحون في ريف حلب تجعل من اتخاذ القرار لفتحه أمام الطيران المدني مجددا صعبا جدا.

وتتابع أنه يجب ألا ننسى أن مسلحي الغوطة الشرقية أطلقوا عدة قذائف على مطار دمشق الدولي أثناء هبوط الطائرة التي تقل الزملاء القادمين من سوتشي بعد انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني هناك وبعد النجاح والتوافق الذي حققه المؤتمر.

المندوب البريطاني في مجلس الأمن

نتوقف عند كلام الدكتور الجعفري الذي وجهه إلى مندوب بريطانيا مذكرا إياه بمحاربة بلاده الأرجنتين من أجل جزيرة لا تملكها تقع على بعد عشرات آلاف الكيلومترات من بريطانيا وضنت علينا بمحاربة الإرهابيين فوق أرضنا.

وهنا لفتة ذكية أخرى لتذكير العالم بالتدخلات الاستعمارية البريطانية وإن أردنا استعراض التدخلات العسكرية البريطانية منذ ثمانينات القرن العشرين نجد حرب جزر الفوكلاند Falklands war حيث تقع هذه الجزر جنوب المحيط الهادي قرب سواحل الأرجنتين أول من اكتشفها قبطان بريطاني عام 1592 وأنشأ اول مستعمرة سكنية فيها نقيب فرنسي عام 1764 وأطلق الفرنسيون عليها اسم جزر مالوين les iles Malouine

على أثر استقلال الأرجنتين عن إسبانيا عام 1816 أعلنت سيادتها على الجزر وغيرت اسمها إلى Las Malvinas أخرى ضعف الأرجنتين الحكومة البريطانية لاستعادة سيادتها على الجزر عام 1833و اعتبرتها من ممتلكات التاج البريطاني وليس للأرجنتين أي حق فيها.

وتتابع: هنا نفهم إشارة الجعفري لقصة هذه الجزر كرسالة قوية لمندوب بريطانيا ولمجلس الأمن لتذكيرهم بسياساتهم المجحفة على مر العصور وبالعودة لتاريخ جزر فوكلاند نتذكر كيف أقر  مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 1982 مشروع قرار قدمه سفير الأمم المتحدة في المملكة المتحدة رقم 502 طالب فيه الأرجنتين بالانسحاب الفوري من الجزر وأدان الأعمال العدائية التي تقوم بها الأرجنتين (التي كانت تدافع عن أراضيها) حيث حظي القرار بتأييد عشر دول و صوت واحد ضد لبانما وامتناع الصين و الاتحاد السوفييتي وبولندا وإسبانيا عن التصويت.

وتكمل: قدم الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك دي كوييار في مايو/ أيار 1982 وجهة النظر البريطانية التي تخوله بالإشراف على الانسحاب المتبادل للقوات الأرجنتينية والبريطانية ثم يحكم الجزر بالتشاور مع المؤسسات فيها ولم تتضمن وجهة النظر البريطانية أي إشارة إلى حق تقرير المصير لسكان الجزر رفض الأرجنتين الاقتراح وحصلت المعركة التي انتهت بانتصار البريطانيين في حزيران 1982حيث زادت شعبية مرغريت تاتشر رئيس الحكومة آنذاك وتغير نظام الحكم في الأرجنتين وكان للخسارة تدمير لصورة الجيش الأرجنتيني ولا ننسى أن بريطانيا تمسكت بالجزر بعد اكتشاف النفط والغاز حول الجزر

لافتة إلى أنه إذا أسقطنا هذه القصة على الواقع فسنجد نفس الفكر الاستعماري الطامع اقتصاديا بخيرات البلاد والتبعية الأممية للدول الغربية صاحبة النفوذ السياسي والمالي والمبررات الجاهزة لاستعمارهم للبلاد والسيطرة عليها ولزيادة شعبية حكامهم.

وإذا استكملنا التدخلات العسكرية البريطانية نجدها في حرب الخليج الثانية 1991 وحرب كوسوفو 1999وسيراليون وأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 والعراق 2003 وليبيا 2011 لدعم ما سموه ثورة ليبيا والعراق خريف 2014 لما سمته شن هجمات ضد داعش.

وترى أنّ الجعفري أكد التزام الحكومة السورية بكل مبادرات التهدئة حرصا على حياة المواطنين كما التزمت باتفاق أستانا حول مناطق خفض التوتر على أن تلتزم الجماعات المسلحة بفك ارتباطها مع داعش والنصرة.

مشيرة إلى أنّ أستانا أعطى حق الرد للحكومة السورية على أي خرق وتفاقم الخرق الذي تدعمه دول إقليمية تمارس إرهاب الدولة وتعرقل كل المبادرات أصبح يؤثر بشكل خطير على الحياة اليومية لثمانية مليون مواطن في دمشق وضواحيها وطالما يقع على عاتق الدولة تجاه مواطنيها وحقها السيادي لتلبية نداء الأهالي لحمايتهم وحماية أطفالهم من القذائف التي تطال المدارس والجامعات والمشافي فقامت بحقها الشرعي في الدفاع عن المواطنين  كما قامت الحكومة السورية لضمان سلامة المدنيين الذين تتخذهم المجموعات المسلحة دروع بشرية داخل الغوطة الشرقية بتخصيص ممرات آمنة لهم بالتعاون مع الحليف الروسي وأمنت لهم أماكن إقامة وغذاء وطبابة ورعاية كما دعت المجموعات المسلحة لإلقاء السلاح والانخراط في مبادرات المصالحة الوطنية.

الخارطة السورية لتأمين دمشق

هنا حدد الدكتور الجعفري خارطة الطريق للمسلحين وللمدنيين في مناطق سيطرتهم للحفاظ على الأرواح ولكن استمرار القذائف على دمشق وبناء على مناشدات الأهالي للجيش السوري للحسم العسكري يأتي القرار العسكري كحق سيادي لحماية المواطنين وللدفاع عنهم لذلك ستبدأ عملية تحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب وللقضاء على كل الفصائل والتنظيمات المرتبطة بالنصرة وداعش التي لا يشملها القرار 2401.

وتنوّه الدكتورة استيفانو إلى أنّ الجعفري أثار نقطة هامة تتعلق بموضوع المساعدات الإنسانية والسيادة حيث أن القرار 182/ 64 يتضمن احترام سيادة الدولة المعنية والتنسيق بشكل كامل في أي نشاط تقوم به الأمم المتحدة على أراضي هذه الدولة إنما المبادئ تخضع للمزاج السياسي والمعايير المزدوجة من قبل الأمانة العامة وبعض الدول النافذة عندما يتعلق الأمر بسوريا ليورد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أرقام مغلوطة لعدد الذين وصلتهم المساعدات الإنسانية في المناطق المحاصرة  بقصد تشويه صورة الحكومة السورية وإعطاء المبرر للدول باستهدافها.

وتلفت النائب استيفانو إلى أنه هنا نجد قوة موقف المندوب الدائم لسوريا حيث وضح بالوثائق التضليل الذي يمارسه مجلس الأمن من حيث مصدر المعلومات يكون الطرف الآخر دون حيادية او تلفيق معلومات تناسب هواهم، وتم إرسال مذكرة إلى وزارة الخارجية في 14 فبراير/ شباط 2018 من قبل المنسق المقيم في دمشق ليحدد 2.3 مليون مواطن وصلتهم القوافل الإنسانية بينما وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية قدم رقم 120 ألف شخص  فقط  هذا من جهة ومن جهة أخرى عندما منظمة أممية تلجأ للتضليل  فهذا دليل على هزيمتها وفراغ جعبتها من أسباب موجبة محقة لمواجهة الدولة السورية فأي مصداقية وأي شرعية لهذه المنظمة.

وتستطرد أنّ الجعفري لخّص كيفية الوصول إلى إنهاء معاناة المدنيين في سوريا عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن الثلاثين ذات الصلة أولا وعبر توقف حكومات دول بعينها إنفاق مليارات الدولارات في دعم وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة ثانيا وعلى الحكومات أن تتوقف عن فتح حدودها ومطاراتها لتسهيل تدفق المقاتلين الإرهابيين إلى سوريا ثالثا وأن تسمح للشعب السوري أن يرسم مستقبله ويستعيد امنه دون تدخل خارجي رابعا.

وهنا نجد الجعفري رفع حدة كلامه ليقول على حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأدواتها بالمنطقة عند عقد اجتماعات ووضع خطط استراتيجية أنها تذكرنا بالاستعمار القديم تسعى لتقسيم سوريا وتغيير نظام الحكم فيها بالقوة وديمومة الإرهاب والوجود العسكري الغير شرعي على أراضينا.

وترى أنه هنا يظهر جليا أن المنظمة الدولية والمجتمع الدولي تمارس النفاق السياسي وآخر همها معاناة الشعب السوري عندها خطط استعمارية ذات مضمون اقتصادي تسعى عبر قراراتها وجلساتها لحماية أدواتها على الأرض وتأمين غطاء لها لكن القرار 2401 أفشلها  بفضل قوة الدبلوماسية السورية والروسية وقرار استعادة الغوطة الشرقية لا تراجع فيه وهنا لا ننسى إسرائيل القلقة من محور المقاومة وخاصة بعد إسقاط الطائرة أف 16 فهي ستحاول العرقلة لخوفها من تحرير المناطق المحاذية لها والأميركي يريد حماية إسرائيل وعدم التخلي عن الثروات النفطية لذلك العنوان الإنساني والتباكي على المدنيين في الغوطة الشرقية مجرد كذبة.

وتؤكد النائب استيفانو أن بالطبع مواجهة الدكتور الجعفري الدول الغربية وتحديدها بالاسم وتوجيه الاتهامات لها أثلج صدر كل مواطن سوري وعربي لأنه لم يسبق أن تجرأ أحد على أن يرد بهذه اللغة على مندوبي فرنسا وبريطانيا ثم ليرد على المندوبة الأميركية مهددا أن كل خططكم لن تنجح وكما حذرتنا نحن نحذرها من على هذا المنبر بأن لسوريا حق الرد بموجب المادة 51 من الميثاق بالدفاع عن نفسها والوجود العسكري الأميركي على أراضينا هو احتلال ولدينا الحق بمقاومته.

وتبارك الدكتور استيفانو بالمناضل المخضرم الذي تعامل مع المندوبة الأميركية معاملة الند للند وهذه قمة القوة والثقة بالشعب والجيش والقيادة.

وتتابع: لم يكتف الجعفري بالتحذير إنما انتقل للسخرية ممن ادعى أنه حريص على منطقة تسيطر عليها المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية مساحتها 50 كم٢ فيما يتجاهل ثلاثة احتلالات أمريكي تركي إسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية تبلغ مساحتها 50 ألف كم٢

ليعود الجعفري للتهديد باستمرار الدولة السورية في محاربة الإرهاب على أراضيها وفق حق سيادي وواجب دستوري بدعم الحلفاء ويتوعد بالرد الكامل في حال قيام الإرهابيين باستهداف المدنيين.

ومن ثم يفرض الجعفري فهمه للفقرة الأولى للقرار من وقف العمليات العسكرية ينطبق على ما تمارسه القوات التركية في عفرين والتحالف الدولي من اعتداءات متكررة وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

لافتة إلى أنّ تنويه الجعفري عن استبدال الرايات السوداء لداعش والقاعدة برايات بيضاء في العراق وخوذ بيضاء في سوريا وان نداء 9 ملايين سوري لا تصل إلى الأمانة العامة أو مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في الوقت الذي تصلهم فيه نداءات عملاءهم من الجماعات الإرهابية المسلحة ونداء إرهابي الخوذ البيضاء.

وتؤكد أن كلنا نعلم أن تنويه الجعفري يعكس الواقع على الأرض حيث أن المسلحين الذين مارسوا الإرهاب بحق الشعب السوري والدولة السورية بكل مؤسساتها كانوا تارة جيش حر ثم نصرة ثم داعش ومشتقات القاعدة تختلف التسمية حسب الحاجة والمضمون نفسه وكلنا يعلم كيف تم التدخل الإسرائيلي والأميركي المباشر بعد فشل الأدوات على الأرض ويأتي دورها في مؤازرة ودعم هذه الجماعات إسرائيل تؤمن لهم الطبابة وأميركا تقوم بإنزال جوي لسحب القيادات الداعشية وترمي لهم مظلات أسلحة وذخيرة وتهاجم مواقع الجيش العربي السوري لمؤازرة داعش في دير الزور وتهاجم القوات الشعبية لتحافظ على التواجد الداعشي عند نهر الفرات؛ الخوذ البيضاء تحضر السيناريوهات لضحايا وهميين من صواريخ الدولة السورية تارة و من هجمات الكيماوي تارة أخرى وكل تسريبات الأفلام توضح عمليات الماكياج للضحايا المفترضين وتتكرر صور الكومبارس بمواقع متعددة.

وتقول الدكتور استيفانو: كيف لنا كشعب عانى من حرب إرهابية سبع سنوات ان يكتشف التضليل والتزوير والتلفيق والنفاق بينما الدول الغربية تتعامى وتتجاهل وتستمر بحماقتها.

وبعد هذه الكلمة التاريخية التي تستحق أن تدرس في الجامعات زدنا تفاؤلا وتزودنا بجرعة مضاعفة من الثقة والقوة تجعلنا كشعب قادر على تقديم المزيد من التضحيات في سبيل صمود سوريا في وجه الإعصار الإرهابي وامتصاصه ومن ثم دحره وتحقيق النصر بفضل حكمة قائدنا الرئيس بشار الأسد وقوة جيشنا العربي السوري ومساعدة الحلفاء والأصدقاء.



عدد المشاهدات: 12493

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى