مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

عمر أوسي ضيف الوطن

الأربعاء, 21 شباط, 2018


كشف رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، أن الاتفاق بين الحكومة السورية و«وحدات حماية الشعب» الكردية بشأن منطقة عفرين، يتضمن انتشار «قوات شعبية» رديفة للجيش السوري حاليا في كامل المنطقة للتصدي إلى العدوان التركي.
وأوضح أوسي، أنه «لا يوجد قرار رسمي سوري حالياً لدخول الجيش السوري» إلى عفرين وإنما «قوات شعبية» رغم مطالبة أهالي عفرين بدخول الجيش.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال أوسي عضو مجلس الشعب: إنه بعد مرور أكثر من شهر على العدوان التركي على مناطق عفرين لم يحقق الجيش التركي ومرتزقته أياً من الإنجازات التي كان يرتب لها، لكنه تمكن من تدمير القرى الحدودية وبعض المناطق والنواحي التابعة لمدينة عفرين مثل جنديرس وبلبل وراجوا وسيروا وشران وبعض القرى الأخرى.
وأوضح أن هذا العدوان أدى أيضاً إلى سقوط مئات الشهداء من أبناء المنطقة من المدنيين، من دون أن يتمكن الجيش التركي ومرتزقته من التقدم برياً كيلومتراً واحداً في الأراضي التابعة لعفرين بسبب التضاريس الجغرافية الوعرة والمقاومة العنيفة لمقاتلي «وحدات الحماية» الكردية بشقيها الرجالي والنسائي الذين دخل صمودهم ومقاومتهم في عفرين سيسيولوجيا الشعب السوري.
وقال: «عفرين ليست وحدها فكل الشعب السوري مع عفرين، وعفرين سورية قبل أن تكون كردية ومن واجب الدولة السورية الدفاع عنها».
وأوضح أوسي أنه وبعد هذا الإخفاق التركي الذريع بات المخرج الوحيد لوقف هذا العدوان الهمجي ضد أكراد عفرين الذين يدافعون عن الخاصرة الشمالية للجغرافيا الوطنية السورية «دخول الجيش السوري البطل ومؤسسات الدولة إلى تلك المناطق ورفع العلم السوري فوق مدينة عفرين».
وأضاف: «أنا طالبت جميع الأطراف وخاصة الأخوة في وحدات الحماية الكردية بأن ينسقوا تنسيقاً عالياً مع الجيش السوري وفي غرفة عمليات مشتركة لصد هذا الغزو التركي وإفساح المجال أمامه للانتشار في هذه المنطقة».
ولفت أوسي إلى «محادثات استمرت بين الوحدات الكردية وقيادة الجيش السوري لعدة أيام وما زالت مستمرة، وحققت تقدماً كبيراً»، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور اللوجستية وراء تأخير إعلان هذا الاتفاق بشكل رسمي بين الطرفين.
وأوضح، أنه «لا يوجد قرار رسمي سوري لدخول الجيش إلى عفرين وإنما الحديث عن قوات شعبية حالياً رغم مطالبة أهالي عفرين بذلك».
وذكر أن القوات الشعبية التي بدأت طلائعها بالدخول الى عفرين أمس من المفترض أن تنتشر «في حوالي 300 نقطة في مدينة عفرين والمناطق الحدودية التابعة لها في الشمال والشمال الغربي وحتى في الجهة الجنوبية».
وأشار أوسي إلى أنه وعندما شعر الأتراك بإمكانية دخول القوات الشعبية الرديفة للجيش إلى هذه المنطقة قاموا بضربات استباقية لبعض الطرق التي اعتقدوا أن انتشار هذه القوات سيتم عبرها.
وندد أوسي بتصريحات وزير خارجية النظام التركي مولود تشاويش أوغلو بأن تركيا تقبل بانتشار الجيش السوري في مناطق عفرين في حال قيامها بطرد «وحدات الحماية» ومقاتلة وحدات الحماية الكردية.
وأضاف أوسي: «هذا لن يحصل أبداً. هؤلاء المقاتلون هم مقاتلون سوريون والجيش لا يقوم بالتصدي لهم وإنما بمؤازرتهم وهم من أهالي عفرين والمنطقة».
واعتبر أن مشروع تركيا في شمال سورية هو مشروع كولونيالي استعماري كبير يهدف إلى ربط منطقة جرابلس ومنطقة الباب ومنطقة الراعي وصولاً إلى تلرفعت ومنطقة الراعي وعفرين وربطها بمنطقة إدلب التي تسيطر على أجزاء منها وذلك كي يصبح هذا القوس منطقة نفوذ تركية.
وأضاف: «أعتقد أن هذا هو قرار حلف «الناتو» أيضاً لأن تركيا دولة مؤسسة في الحلف وانتهكت السيادة والجغرافيا السورية»، لافتاً إلى أن هذا الأمر «لم يكن ليتم لولا الضوء الأخضر من «الناتو» والموافقة من السيد الأميركي».
وإذ أشار أوسي إلى أن هذه هي المرحلة الأولى من المخطط التركي، رأى أنه «من الصعب جداً التقدم البري وسوف يكون هناك ضحايا بالآلاف من الجنود الأتراك»، معرباً عن اعتقاده بأن ذلك سينعكس سياسياً على المستقبل السياسي لأردوغان وحكومته. وأضاف: «لكن إذا استطاع أردوغان السيطرة على منطقة عفرين وهذا يكاد يكون مستحيلاً فسوف يتوجه إلى منبج ثم إلى عين العرب ورأس العين والدرباسية وعاموا والقامشلي في أقصى الشمال الشرقي على تخوم نهر دجلة لتعلن تركيا هذه المنطقة الحدودية منطقة آمنة وتحقيق الحلم التركي الذي راود الحكومة التركية منذ بداية الأزمة وحتى الآن».
ورأى أوسي، أنه يمكن لتركيا أن تقوم بحل بعض خلافاتها مع سيدها الأميركي وهو ما حصل في زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون الأخيرة إلى أنقرة منذ أيام، حيث شكلت آلية لحل هذه الخلافات وسوف يجتمع خبراء أمنيون وعسكريون وسياسيون من الطرفين بناء على هذه الآلية في منتصف آذار القادم لوضع حل لمثل هذه الخلافات.
وقال: «أميركا دولة براغماتية وعلى الأخوة الكرد في وحدات الحماية ألا يثقوا بها وألا يضعوا بيضهم في السلة الأميركية فمكانهم الطبيعي هو محور المقاومة وإلى جانب الجيش السوري والحليف الروسي».
وأضاف: «أميركا ستقوم ببيع الأكراد في أول مفرق إلى تركيا، ولن تتخلى عن حليفتها الأطلسية، وتركيا لن تغادر حظيرة «الناتو» وهي تلعب على الحبال وتريد خداع الحليف الروسي والشقيق الإيراني بسياساته المراوغة».
ورداً على سؤال، إن كان تم إنجاز الاتفاق بين الحكومة السورية و«وحدات الحماية» بشكل كامل، قال أوسي: «أعتقد أنه تم إنجاز أكثر من 90 في المئة من الاتفاق وقضية التأخير في الإعلان عنه تعود إلى أمور لوجستية تتعلق بانتشار القوات الشعبية التي ستساعد وحدات الحماية في صد العدوان والغزو التركي».
وإن كان الانتشار سيقتصر على قوات شعبية، قال أوسي: «القوات الشعبية التي ستدخل هي جزء من غرفة عمليات الجيش السوري وسيليها في مرحلة لاحقة دخول واضح للجيش السوري بعد أن تثبت المواقع». وأضاف: «هذه قد تكون طلائع للجيش السوري وهي تحارب إلى جانب الجيش السوري وأعتقد أن الجيش السوري سيدخل بثقله في المرحلة التالية ويدافع عن منطقة عفرين وأهالي المنطقة ويسحب مبررات الدولة التركية باجتياح هذا الجزء العزيز من سورية».
وأوضح أوسي، أنه وبناء على المعلومات المتوفرة لديه فإن الاتفاق لا يتضمن تسليم «وحدات الحماية» لسلاحها، وقال: «وحدات الحماية ستعمل إلى جانب الجيش كقوات رديفة لصد هذا العدوان التركي الغاشم».
وحول المناطق التي ستنتشر فيها القوات الشعبية، قال أوسي: «ستدخل إلى كل المناطق بما فيها مركز مدينة عفرين، واصلاً جيشنا موجود من نبل والزهراء وحتى عين دقنة والحدود شمالاً حتى مناطق قريبة من عين دقنة.
وأضاف: «الانتشار سوف يشمل كل منطقة عفرين والمناطق التابعة إدارياً لها»، موضحاً أن «الاتفاق بعيد عن المضامين السياسية وهو اتفاق عسكري أمني لصد الغزو التركي».
وحول إمكانية إبرام اتفاق مشابه لاتفاق عفرين بين الحكومة السورية ووحدات الحماية بشأن مدينة منبج، قال أوسي: «أتمنى أن يحدث هذا التنسيق والاتفاق فنحن سوريون أولاً ويجب أن تنسق وحدات الحماية مع الجيش السوري ولكن المشكلة في منبج تختلف قليلاً لوجود الجيش الأميركي داخل منبج وفي محيطها وأميركا تعوق مثل هذا الاتفاق».
وإن كانت العلاقة بين وحدات الحماية وأميركا ستتأثر على خلفية اتفاق عفرين.
قال أوسي: «أميركا كدولة براغماتية تبحث عن مصالحها وهي تدعم داعش والجيش الحر وما يهمها هو وجود شريك بري للاستحواذ وبسط نفوذها في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لتصبح منطقة نفوذ أميركية تستخدمها ضد ما يسمى النفوذ الروسي وضد الدولة السورية وعندما تنهي القوات الكردية مهمتها سوف تتفق أميركا مع تركيا على حساب الكرد».
وأكد أوسي، أن أميركا سوف تتخلى عن كرد سورية كما تخلت عن كرد العراق «لذلك أناشد الأخوة بوحدات الحماية بألا يثقوا بأميركا وأن يعيدوا حساباتهم فأميركا ستنقلب على أكراد سورية».
وإن كان يعتقد، بأن «وحدات الحماية» ستقوم بمراجعة حساباتها وسياساتها، قال أوسي: إن محاولة احتلال عفرين من تركيا جعل هذه الوحدات تعيد سياساتها والدليل هو المحادثات التي جرت وتمخضت عن الاتفاق لدخول القوات الشعبية.
وأضاف: «الوحدات مهمتها يجب أن تكون على صعيد وطني واحد وهي رديفة للجيش السوري وهناك حاضنة شعبية ومناخ ومزاج شعبي سوري كردي يطالب بدخول الجيش السوري إلى مناطق عفرين وهم على أحر من جمر لاستقبال القوات السورية ومد يد العون حتى يتخلصوا من هذا الدمار من الجيش التركي ومرتزقته».



عدد المشاهدات: 14149

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى