د. القربي ضيف عربي اليوم الأحد, 18 شباط, 2018 بعد الضربة الأمريكية الأخيرة على القوات الرديفة في المنطقة الشرقية، لدعم الإرهاب وأدواته في المنطقة، ومحاولة فرض واقع تقسيمي عبر زراعة الأوهام بإقامة دويلة لا يمكن صرفها في ميزان دولة صبرت على أعتى قوى الاستخبارات العالمية. لبحث هذا الملف وغيره يقول الدكتور صفوان القربي، عضو مجلس الشعب السوري في حوار خاص لـ “وكالة العربي اليوم”: إنّ الولايات المتحدة الأمريكية حاليا تعيش حالة ضياع، محاولةً لملمة الأوراق على قلّتها، لكن هي أوراق ضعيفة جدا، فتعمل أمريكا على تقوية هذه الأوراق الضعيفة كإعطائها بعض الهامش العسكري، إذ أنه وحتى الغطاء الإقليمي لبعض هذه الأوراق أصبح غطاءً ضعيفاً. موضّحاً أنّ الوجود العسكري الأمريكي بالمعنى العددي هو وجود قليل ولكن يعتمد على بعض الأجندة الإقليمية التي أصبحت حاليا متراخية وأصبحت حساباتها مختلفة مع الحسابات الأمريكية، فكل المحاولات الأمريكية لجهة كسب بعض الوقت، فحاليا الوقت ليس لصالح الولايات المتحدة فتلعب على هامشه على أمل بناء تحالفات ومعطيات جديدة، فأمريكا حاليا في مرحلة سياسة اللا سياسة. ويتابع النائب القربي أنّ الولايات المتحدة تتقن صفقات اللحظات الأخيرة، والقطاف في أوقات القطاف، والقطاف حاليا لا يصب في مصلحتها، لذلك لا بأس من بعض التأخير ولا بأس من بعض إشغال الجميع واستنزافهم على الساحة السورية على أمل أن يكون التوقيت أصبح يناسبها أو تنضج بعض أوراقها الضعيفة لتحقيق بعض المكاسب السياسية لها. ويشير الدكتور القري إلى أنّ الاعتداء الأمريكي الأخير على قوات سورية في المنطقة الشرقية يتطلّب أن نعمل أكثر في الدولة السورية مع الأصدقاء على ترتيب الواقع من جديد في المنطقة الشرقية وهذا الأمر يجب ان يكون أولوية، حاليا ربما أداء الأخطاء الكبيرة ولا نستطيع وصفها بأخطاء فردية، كما تفعل قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة خلقت نوع من الشرخ والخلل في المنطقة الشرقية. لافتاً إلى انّ الكثير من قوات سوريا الديمقراطية لا يتمتع بحاضنة شعبية وقبول جماهيري في المنطقة الشرقية عموما، والولايات الأمريكية قرأت هذه المعادلة وحاليا الأمريكي يحاول إحياء بعض الإدارات الذاتية ويحاول مد اليد لبعض العشائر بتقديم دعم مادي ودعم بالسلاح وإعطاء بعض المزايا الإدارية في المنطقة يشعر أن القبول الشعبي لقوات سوريا الديمقراطية يتراجع وأن هناك كثير من النار تحت الرماد قابلة لأن تكون بأي لحظة موضع هبّة شعبية كبيرة وهذا الموضوع تقرأه الإدارة الأمريكية بشكلٍ واضح. مبيّناً أنه ربما تحدث بعض الصدامات وهي لا تتبعث على الاستغراب وأن تكون هنا وهناك في المنطقة الشرقية واتوقع أن يكون هذا الملف بما فيه ملفاً ساخنا ويعمل الكثير به من خلف ستار في تلك المنطقة. ويرى النائب القربي أنّ الولايات المتحدة تعلم أن قوات قسد على المدى البعيد لا يمكن أن يعتبر طرف نتيجة ضعف تمثيلها بحكم أن قسد لا تضم الأكثرية من الأكراد وهذا المكون في كثير من المناطق الجغرافية في المنطقة الشرقية لا وجود له، حيث امتدت قسد إلى مناطق لا رصيد شعبي لها فيها من الناحية العملية وهذا الموضوع لا يمكن أن يدوم فترة طويلة، بل يمكن أن يعطي بعض الثمار لفترات زمنية قياسية قصيرة ولكن تقرأ أمريكا أن هذا الموضوع بأن لا يمكن استثماره إلى ما لا نهاية. المزاج الشعبي لا يسير اتجاه قسد في عموم المنطقة الشرقية والولايات المتحدة تبحث عن بعض البدائل الشعبية وعن بعض الترتيبات العشائرية الشعبية على هشاشتها وعلى ضعفها على أمل إحيائها وأن تعزز صوت الإدارة الأمريكية لذلك أقول نحن لا بد أن نعمل أكثر على هذا الملف لصالح الدولة السورية |
|