كلمة رئيس المجلس الافتتاحية للدورة العادية الخامسة للدور التشريعي الأول تشرين الأول 2013 الأحد, 17 آب, 2014
الزَّمِيلاتُ والزُّملاءُ الكِرَامُ: مَعَ بدايةِ الدّورةِ الجديدةِ لا بُدَّ لنَا مِنَ التّأكيدِ على أهميةِ العملِ الجماعيِّ المُؤَسَّسَاتِيِّ تَحتَ قُبَّةِ المجلسِ، ومعَ السُّلطةِ التنفيذيَّةِ على المستوياتِ كافةً السياسيّةِ والاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ والخَدَمِيِّةِ؛ من أجلِ أنْ نَكونَ صوتَ النَّاسِ وضميرَهُم، نُعَبِّرُ عنهُم أفضَلَ تَعبيرٍ، ونَسعَى من أجلِ سَنِّ القوانينِ والتَّشريعاتِ التي تُسهِمُ في تَطويرِ المُجتَمعِ والمُؤَسَّساتِ وتُحَقِّقُ المُستقبلَ الأفضَلَ لسوريا. الزَّمِيلاتُ والزُّمَلاءُ الكِرَامُ ونحنُ نَبدَأُ دَورتَنا العَاديّةَ الخامسةَ لا بُدَّ لَنَا مِنَ التّذكيرِ بِضرورةِ العَملِ كَأُسرَةٍ وَاحِدَةٍ وَيَدٍ واحدةٍ؛ نُنَاقِشُ القَضَايَا مِن زوايَاها المُختَلِفَةِ، ومِن مَنظُورَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ لِنَصلَ إلى أَفضَلِ الحُلولِ لأيِّ مُشكلةٍ، وهذا ليسَ صعباً علينا؛ فنحنُ أبناءُ سوريا أُسرَةٌ واحدَةٌ على أرضٍ وَاحدةٍ، تَشَرَّبَتْ مِن مُختَلَفِ الثّقَافَاتِ والحَضَاراتِ واختَزَنتْها وأَنبَتَتْ فينَا رُوحَ المَحَبَّةِ والتّضحِيةِ والإبَاءِ ورُوحَ الانفِتَاحِ وتَقَبُّلِ الآخرِ، وهذهِ الثّقافةُ الّتي نَفخَرُ بها لنْ تَمحُوَها أَضَالِيلُ المُستَعمِرينَ ولا حِقدُ الإرهابيّينَ التّكفيريّينَ ... سَنَظلُّ نَتواصَلُ معَ مَن يَختَلِفُ معَنَا بالرّأي ونَحترمُ مَن يُعَارضُنا في السّياسةِ، ولكنّنا لنْ نَتهاونَ في مُواجَهَةِ كُلِّ مَنْ يَحمِلُ السِّلاحَ في وَجهِ الدَّولَةِ والمُواطنِ السّوريِّ، ولنْ نَقبَلَ بأَقلَّ مِن تَطهيرِ سوريا مِنَ الإرهَابيّينَ والتّكفيريّينَ المُرتَزقَةِ مَهمَا دَعمَتْهُم القُوى الغربيِّةُ والرّجعيّةُ العربيّةُ... سَتَظلُّ سوريا قَويّةً أَبيِّةً عَصيِّةً على هَؤلاءِ القَتَلةِ المجرمينَ المَارقينَ، بوعي أبنائِها وحِرصِهم جَميعَاً ــ بِمَن فيهم نحنُ أعضاءَ مجلسِ الشّعبِ ـ على صَونِ سوريا الدولةَ والأرضَ والدَّورَ الحَضاريَّ، وسعيِهم المُشتركِ لِتَجَاوزِ الأزمةِ واستعادةِ الأمنِ والأمانِ الذي تَميَّزَتْ به على مَدى قُرونٍ مِنَ الزّمَنِ، مِن خلالِ تَعزيزِ التَّواصُلِ والتّآلُفِ بينَ مُختَلفِ مُكوِّناتِ الشّعبِ السوريِّ. ومِن هُنا نَتوجَّهُ بالتحيّةِ: لكلِّ مَنْ يَعمَلُ من أجلِ تَجنيبِ الوطنِ المَزيدَ من سَفكِ دماءِ الأبرياءِ... حَفِظَ اللهُ سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وقيادةً. |
|