مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية   مقالات صحفية  مقالات سياسية

الأشد كفراً ونفاقاً .. بقلم سمير رفعت

الاثنين, 19 تشرين الأول, 2015


الأشد كفراً ونفاقاً ..

                                                                   سمير رفعت

المستشار الإعلامي في مجلس الشعب

تحول العالم العربي خلال السنوات الست الأخيرة إلى حاضنة للإرهاب ، يأتيه التكفيريون من الرياح الأربع ويزرعون الموت في كل مكان ويهجّرون ويفتون ،فيما القوى العظمى ،وعلى رأسها أميركا، بشّرتنا بربيع عربي "ينضح بالديمقراطية" ولعل القلّة التي قرأت ما كتبه يوسف الأشقر المفكر اللبناني في التمهيد الذي جعله فاتحة لكتابه القيّم "عولمة الرعب " والذي صدر العام/  2001   / يقول الأشقر :

 ومن حرص القوة العظمى على الديمقراطية وعلى تعدد الخيارات ،وضعت العالم كله أمام خيارين: فإما بوش وكيسنجر وشارون ونتنياهو، أو بن لادن ، إما "إسرائيل" أو طالبان وإلى أن يفهم العالم أن هؤلاء جميعاً هم في المعنى الأخير ،خيار واحد لا خياران، قد يتمكن بوش وشارون من التناسل والتكاثر والسيادة المطلقة في معسكرهما، ومن صنع بن لادنات وطالبانات متناسلة ومتكاثرة وسائدة في المعسكر الأخر وفي كل معسكر .

ما حدث وما يحدث هو هذا ،فأين ما التفت برز أمامك بن لادن جديد وتنظيم جديد ، وهي كلها فردتا حذاء واحد لهما نفس اللون ونفس الرقم وحتى نفس الرائحة.. تكاثرت الإمارات وتوزعت بين العراق والشام وليبا واليمن ومصر ولبنان / وتبنى العالم نظرية الخيار الواحد ، تماماً كما أرادها له بوش وموشي دايان، ومن دون خجل وقع ما كان يعتبر محظوراً ، وتم الزواج السفاح بين ما يسمى بالمعارضات المسلحة السورية والقوى العظمى تحت سقف الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي .

حدث ذلك كله أمام أعين العرب العاربة ، نُعيب على مجلس الأمن عدم محاسبته "لإسرائيل " كدولة مغتصبة . بينما عشر دول عربية تهاجم اليمن بضوء أخضر من مجلس الأمن الدولي . ورغم ذلك ما زلنا نتساءل :لماذا الله في قرآنه الكريم اتهم الأعراب بالنفاق في قوله تعالى "إنما الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ، إلا بنبوءة للتحذير من العودة إلى حروب الداخل والغرق في العصبية القبلية اللتين حاربهما الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية، بغية جمع كلمة العرب ،بل هي أكثر من بنوءة، إنها لعنة الله على العرب والأعراب هؤلاء في أي زمان ومكان .

لماذا كل هذا النفاق أيها السادة العرب ؟ فمن يستطيع أن يشكل تحالفاً ضد سوريا أو ضد اليمن أو ضد أي دولة عربية ويعجز عن إعلان اتفاق عربي واحد ضد "إسرائيل " عليه  على الأقل ، أن يكون شجاعاً ويعلن اعترافه علناً "بإسرائيل" ،وما الصمود السوري بكل مكوناته ،رئيساً وجيشاً وشعباً وحكماً إلا لكشف هذا الزيف والنفاق ، وما التفاف القوى الحرة حول سوريا إلا لأنها بصمودها الأسطوري كشف عهر هؤلاء الأشد كفراً ونفاقاً .

وللذكرى فقط ، ففي تموز من العام (1994) وقع الأردن اتفاق وادي عربة مع الكيان الصهيوني ، وأغرب ما في هذا الاتفاق ملاحظتان :الأولى أن الولايات المتحدة ستعفي الأردن من ديونها والبالغة عشرة مليارات دولار، أما الملاحظة الثانية فهي أن الولايات المتحدة تتعهد بعد توقيع الاتفاقية ،اتفاقية "السلام " بتسليح الأردن .

لن نتوقف عند الملاحظة الأولى ، فأكثر العرب إرتشوا ودجّنوا وتنازلوا وفرطوا بحقهم في أن يكونوا أحراراً من أمة حرة ، ما يهمنا الملاحظة الثانية ، لماذا السلاح إذا تم الصلح مع "إسرائيل" .

الجواب تأخر عشرين سنة ، وقد وصلنا في بريد إسمه "الربيع العربي" .



عدد المشاهدات: 9390

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى