مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

سوتشي.. بين تحرير «أبو الضهور» والعدوان على عفرين- جمال القادري

الأحد, 21 كانون الثاني, 2018


مع اقتراب مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في الثلاثين من الشهر الجاري بمدينة سوتشي الروسية على وقع الانتصارات المتتالية للجيش العربي السوري والقوى الحليفة، التي أمنت تطهير عشرات القرى في ريفي إدلب وحلب وآخرها مطار أبو الضهور، من رجس التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «جبهة النصرة» المدعومة من بعض ممالك الخليج والنظام التركي، قام هذا الأخير بعدوان غاشم على مدينة عفرين في أحدث اعتداءاته على السيادة السورية منتهكاً القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية.
العدوان التركي الجديد على الأراضي السورية محاولة يائسة للتشويش على انتصارات الجيش والحلفاء في أرياف إدلب وحلب ودمشق وحماة، ولن يستطيع أردوغان «السارق» الذي لعب دوراً أساسيا في سفك دماء أبناء الشعب السوري وسرقة مصانعه ومعامله وتدمير البنى التحتية إخفاء حقيقة أطماعه وأحلامه باستعادة أمجاد سلطنته العثمانية البائدة التي عانى العرب جراءها على امتداد أربعة قرون من الظلم والتخلف والتشريد والتنكيل.
أردوغان وفي آخر محاولاته الفاشلة يحاول حفظ ماء وجهه الذي تمرغ بتراب سورية، وعدوانه يعكس بشكل مباشر خيبة أمله الكبيرة بعد أن تحولت أهدافه التي سعى إلى تحقيقها بالدم والنار إلى أضغاث أحلام، فلا هو حقق «الخلافة» ولا هو انتصر عن طريق مرتزقته الذين يتلقون الضربات الموجعة في إدلب وحلب وأريافهما على يد الجيش العربي السوري، وبعد أن أدرك أن دوره انتهى إلى غير رجعة في معادلات المنطقة التي يكتبها المنتصرون، رمى بورقته الأخيرة من خلال شن عدوان مدان لن يحصد من ورائه إلا الذل والعار والهزيمة بعد أن استعمل مسلسلاً من الكذب والنفاق لتبرير سياساته العدوانية الداعمة للإرهاب والتي كشفها العالم أجمع.
نظام أردوغان الذي حول الحدود المشتركة إلى ممرات لتهريب المرتزقة الإرهابيين إلى داخل سورية إضافة إلى تزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيميائية التي استخدمها الإرهابيون أكثر من مرة ضد المدنيين في حلب وإدلب، لن ينجح في مغامرته الجديدة وسيرتد على أعقابه بفضل الجيش العربي السوري الذي سيكون بالمرصاد لأي عدوان.
اليوم ومع هذا العدوان التركي الجديد على الأراضي السورية، المطلوب ممن يلتحف بالعباءة الأمريكية أن يدرك بأن الوطن وحده من يحميه، وأن العودة إلى جادة الصواب هو القرار الحكيم الذي يجب أن يتخذه، ويخطئ من يعتقد أن الولايات المتحدة ستكون ضامناً له، فها هي تخلت عن إحدى أوراقها ودفعت بأردوغان ليغوص في رمال متحركة سيخرج منها مهزوما مكسوراً، وسيأتي الدور قريباً على من يحمل السلاح واهماً أن المظلة الأمريكية ستحميه، فواشنطن وكما علمنا التاريخ والتجارب تتخلى عن بيادقها بشكل نهائي عند انتهاء أدوارهم الآنية وتدفعهم للتقاتل والتحارب، بينما هي تنسحب من معاركها وحروبها التي تفتعلها عبر أدواتها خدمة لمصالحها ومصالح «إسرائيل»، دون أن تخسر شيئاً باعتبار أن الممول «ممالك و مشيخات الخليج» هي من يتحمل النفقات.
على وقع التطورات الميدانية يجب أن يكون مؤتمر سوتشي فرصة مهمة للقاء مختلف قطاعات الشعب وكل الراغبين والمؤمنين بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة على أساس القضاء على الإرهاب ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وأن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبله ومستقبل بلاده دون أي تدخل خارجي مهما كان نوعه أو حجمه، ومن المؤكد أنه لن يكون هناك موطئ قدم لمن راهن أو ما زال يراهن على التدخل الأجنبي لتحقيق أهدافه السوداء في تقسيم سورية أو اقتطاع أجزاء منها تحت أي مسمى، فما قدمه ويقدمه أبناء الشعب السوري الشرفاء من تضحيات وشهداء كفيل بإفشال كل المؤامرات والمخططات الخبيثة التي تحاك ضد سورية.
الرابح الأكبر سيكون الشعب السوري العظيم الذي قدم التضحيات الجسام لتبقى بلاده موحدة، بينما الخاسر الأكبر ستكون أميركا وكل من وقف معها من أتباع أذلاء، فهل يتعظ هؤلاء ويعودون إلى جادة الصواب مع اقتراب الحسم الميداني والنصر النهائي الذي يخطه بواسل الجيش والقوى الرديفة، أم أنهم سيستمرون في مسلسل الخيانة والتبعية لأسيادهم؟ ويبقون مجرد أدوات في مخطط يستهدف الوطن والأرض والشعب والمستقبل، فمن يقف ضد بلاده وجيشه الوطني هو خائن وستتم محاسبته.
تحية الفخر والاعتزاز إلى أبطال الجيش وإلى دماء الشهداء الذين يخطون بإيمانهم بوطنهم وحتمية انتصاره وببطولاتهم ودمائهم الطاهرة معالم النصر النهائي على الإرهاب وداعميه.



عدد المشاهدات: 5612

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى