مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

"ابن سلمان".. والاحتيال التاريخي على "القيمة الإنسانية" للفلسطيني!!!..خالد العبود

الأربعاء, 29 تشرين الثاني, 2017


لم يكن الإسلام مستهدفاً يوماً عبر التاريخ، لكن المستهدف كان بعض المسلمين، إلى جانب غيرهم من غير المسلمين، ممن كانوا يقفون في وجه العدوان على "القيْمة الإنسانية" لهذا الإنسان، وكانوا مستهدفين عندما مارسوا العدوان على قيم الآخرين أيضاً، وخاضوا المعارك ضدّ بعضهم بعضاً عندما اعتدى طرف منهم على "قيْمة الإنسان" عند طرف آخر منهم، لهذا كان الكثيرون منّا يخطئون عندما يعتبرون أنّ المعركة وأن المواجهة عبر التاريخ إنّما هي معركة ومواجهة دينيّة، أو حتى أنها مواجهة على الانتماء أو القناعات، التي تحكم الإنسان في هذه الجغرافيا..
كم من المسلمين لم يغاروا على قيمهم عبر التاريخ، وكم منهم دافع عنها بكل ما يملك، وقدّم التضحيات العظيمة في سبيل الدفاع عنها، إلى جانب آخرين كان يختلف معهم دينيّاً، لكنه لم يختلف معهم على "القيْمة" ذاتها التي كان يدافع عنها..
على هذا الأساس اختلفنا مع آخرين في فهم ما كانت تتعرض له الأمّة، فالإسلام لم يتعرض للعدوان عبر التاريخ إلا بمقدار ما كان يعبّر عن مسلمين يدافعون عن "قيَمِهم الإنسانية"، كما أنّ العروبة كذلك، فهي لم تتعرض للعدوان على اعتبار أنّها عرق أو نسب، وإنّما تعرضت للعدوان عندما كان البعض من أبنائها يدافعون عن قيمهم، وعندما كانت تتعرض هذه القيم للعدوان المباشر عليها..
من هنا يمكننا الجزم في هذه اللحظات، والدعوة الى الانتباه جيداً، أنّ فهم العدوان على حقّ الأمّة يجب ألا يتم التعرّض له، من فلسطين وصولا إلى اليمن، باعتبار أنّه، كما قلنا، عدوانٌ على "قيْمة مطلقة"، فحقّ الفلسطيني في أرضه حقّ مطلق، وليس حقّاً دينيّاً فقط أو حقّاً تاريخيّاً، يمكن أن يتم الافتاء به بعيداً عنه كونه كذلك!!..
لهذا فإنّ الاحتيال التاريخي الذي يظهر الآن، أو يتم تظهيره الآن، هو احتيال على "قيْمة الإنسان" في المنطقة، في هذه الجغرافيا، حيث يعتبر البعض منّا أنّ العدوان علينا كان عدواناً على "قيْمة تاريخية"، بعيدا عن منعكس هذا "القيمة" في "قيْمة الإنسان" المطلقة، حيث اعتبر هذا البعض أنّ العدوان على حقّ الفلسطيني إنّما هو عدوان على "قيمة تاريخية" وليس عدواناً على "قيمة الفلسطيني" في حياته "القيمة"..
لهذا أيضاً فإنّ الاحتيال التاريخي من خلال التركيز على الاحتلال باعتباره عدواناً على التاريخ فتح إمكانية الاحتيال على هذا التاريخ، مروراً بتبرير الاحتلال ذاته، أو محاولة استيعابه، وصولا إلى الاحتيال على "قيْمة الإنسان" الفلسطيني..
من هنا يمكننا القول، بأنّ مشاريع التسويات والتطبيع والتبرير والتحريف التي قادتها وتقودها حكومات عربية مع كيان الاحتلال الغاصب لفلسطين، وعلى رأسها اليوم "مملكة آل سعود" من خلال "ابن سلمان"، إنّما هي مشاريع لها علاقة بنزع معنى العدوان من أساسه، والعمل على اعتبار أنّه عدوان لم يكن على "قيمة الإنسان" بمقدار ما كان عدواناً على "قيمة التاريخ"، وهي "القيمة" التي يمكن لآخرين أن يعبثوا بها، أو يلتفوا عليها، وفق مصالحهم الآنية، أو وفق مصالحهم الصاعدة!!!...
من هنا يمكننا القول، بأنّ "ابن سلمان" اليوم وهو يقود حملة مسعورة لإعادة إنتاج العلاقة مع كيان الاحتلال الصهيوني إنّما هي حملة اعتداء على "القيْمة الإنسانية" للفلسطيني، بعيدا عن كونه فلسطينيّاً أو عربيّاً أو مسلماً، وأنّ دعوته تلك من خلال بعض "مثقفيه" إنّما هو قلب جذريّ لطبيعة الصراع الذي تجاوز عمره مئة عامٍ منصرمة، لم يكن العدوان فيها على الإسلام أو على العروبة أو فلسطينية الفلسطيني، بمقدار ما كان عدواناً على إنسانية الإنسان الذي يمكن أن يكون فلسطينيّاً وعربيّأ أو مسلماً أو مسيحيّاً أو يهوديّاً، أو حتى لم يكن كذلك مطلقاً..
#خالد_العبود..



عدد المشاهدات: 6572

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى