مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

التعديلات على النظام الداخلي في البرلمان التركي صورة جديدة للاستبداد في تركيا ...بقلم :د. نورا أريسيان

السبت, 12 آب, 2017


بطلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدرج ملف إقرار تعديلات النظام الداخلي في جدول أعمال البرلمان التركي، من أجل أن يتوافق ذلك مع التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي الذي سيعمل به في 2019.

وتمكن حزب "العدالة والتنمية" وحزب "الحركة القومية" من إقرار التعديلات في النظام الداخلي للبرلمان الذي تقدم به الحزبان المذكوران من خلال ملف يتألف من 18 بند، حيث صادقت اللجنة الدستورية في البرلمان التركي على مشروع قانون التعديلات على النظام الداخلي المعمول به منذ عام 1973 وتم تغييره 14 مرة حتى اليوم.

ويتضمن الملف بنداً ينص على إنزال العقوبة بالنواب الذين "يهينون تاريخ الشعب التركي وماضيه"، ويقصد بـ"الإهانة" الحديث عن الإبادة الأرمنية واستخدام مصطلح إبادة، وكذلك استخدام مصطلح كردستان ومقاطعات كردية.

أما العقوبة فهي إبعاد النائب عن المشاركة بأعمال البرلمان مؤقتاً، وكذلك قطع ثلث الراتب؛ أي 12 ألف ليرة تركية، ما يعادل 3 آلاف دولار.

وقد عارض الملف نواب حزب الشعوب الديموقراطي وحزب الشعب الجمهوري، وخلال مناقشة النظام الداخلي أكد أعضاء الحزبين أن التعديلات تأتي ضمن سياسة النظام الاستبدادي الذي يسعى أردوغان لفرضه على تركيا.

واعتبر النائب الأرمني كارو بايلان عن حزب الشعوب الديمقراطي أن هذه التعديلات هي صفعة قوية لحرية الكلام والديموقراطية في تركيا، وقد تمت معاقبته في بداية عام 2017 بسبب حديثه عن الإبادة الأرمنية، ومنع من حضور 3 جلسات.

لابد من الإشارة الى أن المراقبين للشأن التركي اعتبروا أن الموافقة على قانون يمنع استخدام عبارات ومصطلحات مماثلة في البرلمان التركي هو قرار مشؤوم، وموقف مضحك ويدعو للسخرية.

وهذا الموقف يتماشى مع التطورات الأخيرة في تركيا، ولاسيما حملات الاعتقال والاضطهاد التي تقوم بها السلطات التركية، فقد اعتقلت نحو 50 ألف شخص وأقالت 100 ألف شخص من وظائفهم في قطاع التعليم والقضاء والصحافة وقوى الأمن والجيش.

وهذا ما جعل أعضاء حزب الشعب الجمهوري الكمالي المعارض يؤكدون أنه هناك محاولة لإسكات صوت الأقليات القومية في البرلمان. وقال النائب أوزكور أوزال عن حزب الشعب الجمهوري خلال جلسة المناقشات: "بهذا الملف أنتم تسلبون حرية الكلام من النواب، وتعيدون هذا المجلس 250 سنة الى الوراء".

من الواضح أن إقرار النظام الداخلي الجديد بهذا الشكل يأتي في إطار اضطهادات أردوغان ومحاولاته في تصفية الكوادر واحتكار السلطة.

ولاشك أن السلطات التركية تعاني من مشاكل جدية مع المعارضة، وأردوغان يفعل كل شيء من أجل إضفاء شرعية للسلطة الأحادية وبشكل غير شرعي. وبالنسبة للكثيرين، ومن بينهم حلفائه الأوروبيين والناتو هو شخصية متقلبة ولايمكن التنبؤ بتصرفاته.



عدد المشاهدات: 6344

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى