مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

من منبج.. حصدت حنكة دمشق في السياسة والميدان. بقلم جمال رابعة

الثلاثاء, 14 آذار, 2017


الحاضر اليوم بفكر الدولة السورية العمل وفق مسارين متوازين، المسار الميداني، و ما حققه و يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات و على كامل الجغرافيا السورية  على الارهاب الدولي المغطى سياسيا من الغرب الاطلسي والممول من بني سعود، من تحرير تدمر وصولاً الى مشارف السخنة شرقاً و تحرير مساحات كبيرة شرقي حلب، وصولاً الى ضفاف بحيرة الأسد أما المسار السياسي،فهو الموافقة على أي لقاء سياسي يفضي الى نجاح العملية السياسية عبر حوار سوري سوري، آخرها جنيف 4، هذا في إطار العلاقات الإقليمية و الدولية، أما داخلياً فهناك حرص و متابعة لنجاح التسويات الداخلية و أنجاحها ترجمةً لما قاله السيد الرئيس في خطابه بدار الأوبرا اعتماد الحل الاجتماعي  الذي يرتكز على تخلي الارهابيين عن اسلحتهم وارهابهم مقابل العفو الذي قدمته الدولة السورية.

من الاهمية بمكان،  القول إن تسلم الجيش السوري رسمياً للقرى الواقعة بريف منبح، واحدة من الضربات القاضية لأحلام اردوغان  دكتاتور انقره ونظامه السياسي من حزب العدالة والتنمية،  التوسعية في الشمال السوري، وما التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة التركي بن علي يلدريم يوم  سوريا للسوريين، لا تأتي من باب الاعتراف بحقوق الشعب السوري الطبيعية، وإنما اعتراف غير مباشر بالهزيمة في شمال سوريا.

 قال الباحث_البريطاني_تشارلز_ليستر وهو المشهور والمعروف بعدائه لسورية شعباً و وطناً، أن الأسد قصم ظهر اردوغان بحنكة سياسية غير مسبوقة بإدخاله مستنقع الحرب السورية موقفاً بذلك الطموح التركي بالوصول إلى الرقة وشرعنة وجوده بقوات درع الفرات على أنهم سوريين ويحق لهم السيطرة على مناطق جديدة

وبهذا  فإن إتفاق القوات السورية مع القوات الكردية خلق سداً في وجه طموح إردوغان واضعاً إياه أمام خيارين أحلاهما مر إما أن يهجم متجاهلا وجوده في خضم معركة تستنزفه بشكل كبير أو أن يوقف الحملة العسكرية معلنا بذلك انتهاء الحلم التركي.والكلام لتشارلز ليستر

إن "اتفاق منبج" من شأنه أن يتوسع لاحقا لتعود الحياة الطبيعية إلى المدينة نفسها، ولا بد هنا من الاشارة أن الدولة السورية  ممثلة بالجيش العربي السوري لم تشتبك عسكريا مع "مجلس منبج العسكري" الذي يعد جزءاً من التحالف المعروف باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، وهذا من شأنه أن يسهل عملية التفاهم مع "المجلس" ليصار إلى رفع العلم السوري فوق المؤسسات الرسمية في مدينة منبج، وإعادة كامل الخدمات إلى المدينة بما يحسن الحياة المعيشية في واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في حسابات الشمال السوري ميدانيا.

إن احتمالات الاشتباك المباشر(حالياً) بين الجيش السوري والجيش التركي شبه معدومة إذا لم تخرج الميليشيات المعروفة باسم "درع الفرات" عن النص التركي الرسمي، ويبدو أن أنقرة لا تميل إلى مواجهة مع الجيش السوري مطلقاً وهذا ما أكده وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو مؤخراً، مع العلم إن الدولة السورية أخذت احتياطاتها الميدانية والسياسية لأي تصرف طائش  وغدر وخيانة من قبل النظام التركي في الشمال، وعلى ما يبدو أيضا أن الاتراك لديهم حساباتهم الخاصة.

وفي مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية نفى السيد الرئيس بشار الاسد  وجود تواصل مع واشنطن على المستوى الرسمي مؤكداً أن غاراتها ضد داعش في سوريا جرت من دون التشاور مع دمشق واصفاً الأمر بأنه "غير قانوني".

وقال الأسد في رسالة واضحة إلى تركيا والولايات المتحدة إن ("أي قوات أجنبية تدخل سوريا من دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية سواء كانت أميركية أو تركية أو أي قوات أخرى".)

إن الدولة السورية تمتلك كامل الحق القانوني في الرد على أي محاولة من أي قوة أجنبية لعرقلة عملياتها في محاربة الإرهاب الدولي، في الوقت نفسه إن التحالف الأميركي والولايات المتحدة على وجه الخصوص يقامرون بكامل مستقبل المنطقة من خلال مواصلتهم التعنت في الموقف من الدولة السورية، وخرق القانون الدولي من خلال إدخال قوات أجنبية إلى داخل الأراضي السورية بحجة محاربة الإرهاب، ومن الأكيد إن الحكومة السورية تمتلك كامل الأدوات السياسية والعسكرية للرد على مثل هذه الخروقات، وهي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استهداف القوات السورية إذا ما حصل، ولن تترك الأراضي السورية مستباحة لاية قوة خارجية غازية

اخيراَ يمكننا القول إن الخطوة السياسية الهامة التي فرضت من خلالها الدولة السورية على وجود سلة محاربة الإرهاب على أجندة حوار جنيف4، ولجهة ان هذه السلة تعتبر مكسبا سياسيا وميدانيا في الوقت نفسه للحكومة السورية لكونها ستدفع الميليشيات المسلحة الموجودة في وفد مايسمى معارضة الرياض للاقرار بـ "إرهابها"، وبالتالي سيكون لدمشق الهامش الأكبر في أخذ المكتسبات الميدانية والسياسية على أرض الواقع بما يفضي إلى حل مكتوب بالرؤية السورية.



عدد المشاهدات: 5636

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى